الانفعالات النفسية في القرآن الكريم

الانفعال حالة نفسية لها صبغة وجدانية قوية تكون مصحوبة بتغيرات جسمية فسيولوجية للجهاز العصبي المستقل بالذات، وأيضًا بحركات تعبيرية عادة ما تكون قوية، وبتغيرات في العمليات النفسية المختلفة، تشمل الكائن الحي كله تقريبًا. فالانفعال يؤثر على الهضم والتنفس ووظائف جسمية فسيولوجية أخرى، ويؤثر على التفكير والحكم ومظاهر سيكولوجية غيرها.

وتربط بين الدوافع والانفعالات علاقة وثيقة ومتينة. فالدوافع تكون عادة مصحوبة بحالة وجدانية انفعالية. والانفعالات تقوم بتوجيه السلوك مثل الدوافع. فانفعال الخوف -مثلاً- يدفعنا إلى تجنب الأخطار التي تهدد الحياة والبقاء، وانفعال الحب يدفع الإنسان إلى التقرب من موضوع حبه.. وهكذا الشأن بالنسبة لباقي الانفعالات الأخرى.

وقد ورد في القرآن الكريم وصف دقيق لكثير من الانفعالات التي يشعر بها الإنسان مثل الخوف، والغضب، والحب، والفرح، والكره، والغيرة، والحسد، والندم. وسنركز في هذا المقال، على بعض الانفعالات البارزة في القرآن الكريم، التي وردت في سياقات مختلفة من التنزيل الحكيم.

انفعال الخوف

انفعال الخوف يعتبر من الانفعالات الهامة في حياة الإنسان، وهو حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي وبدني، تنتاب الإنسان عندما يشعر بالخطر أو يتوقع حدوثه.

وفي هذا السياق لا بد أن نفرق بين الخوف والجبن؛ فالأول أمر إنساني سوي، الذي لا يخاف إطلاقًا كائن غير موجود في عالمنا الحي. أما الثاني فرذيلة قد تكون على صلة بالخوف، ولكنها -لا ريب في ذلك- أمر مرضي من جهة، وعلى صلة بالأخلاق والمفاهيم الأخلاقية من جهة أخرى (1).

ويكون مصدر هذا الخطر داخليًّا من نفس الإنسان أو خارجيًّا من البيئة. وليست فائدة الخوف مقصورة فقط على وقاية الإنسان من الأخطار التي تهدده في حياته الدنيوية، وإنما من أهم فوائده أيضًا أنه يدفع المؤمن إلى اتقاء عذاب الله في الحياة الآخرة. قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال:).2

والأشياء التي يخافها الإنسان كثيرة، وقد ذكر القرآن بعض مخاوف الإنسان الهامة، نذكر منها ما يلي:

١الخوف من الله: يعدّ الخوف من الله أساسًا هامًّا في تكوين شخصية المؤمن، وركنًا في الإيمان به، إذ يدفعه دائمًا إلى تقوى الله واسترضائه واتباع منهجه (٢). قال الله تعالى: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ( (الزمر:13). ويؤدي الخوف من الله في نهاية الأمر، إلى تحقيق الأمن النفسي والشعور بالطمأنينة، والرجاء في عفو الله تعالى ورضوانه.

٢الخوف من الموت: إنه أيضًا من المخاوف المتفشية بين الناس عامة، حتى نبي الله موسى عليه السلام فقد خاف أن يقتله فرعون كما ذُكر القرآن الكريم على لسان موسى عليه السلام: (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) (القصص:33). والمؤمن الصادق الإيمان بالله، يعلم يقينًا أن الموت سينقله إلى الحياة الآخرة الخالدة التي ينعم فيها برحمة الله ورضوانه. وإن كان المؤمن يشعر بخوف من الموت، فإنما هو في الحقيقة يخشى ألا يحظى بمغفرة الله ورحمته.

انفعال الحزن

يحسّ الإنسان بانفعال الحزن إذا أصابته بليّة، أو حلت به كارثة، أو فشل في تحقيق أمر هام.. وقد أشار القرآن الكريم إلى حزن نبي الله يعقوب عليه السلام من فقد ابنه يوسف عليه السلام قائلاً: (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) (يوسف:84).

ويذكر القرآن الكريم في كثير من الآيات الحزن مقرونًا مع الخوف، مما يشير إلى أنهما انفعالان يعكران صفو حياة الإنسان ويكدران دواخله. كما تشير هذه الآيات أيضًا إلى أن في الإيمان بالله وتقواه، والعمل الصالح، وقاية من الخوف والحزن وعلاجًا لهما: (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (الأعراف:35).

انفعال الفرح

هو انفعال مضاد للحزن، يحس به الإنسان إذا حصل على ما يحب ونال ما تمناه. وانفعال الفرح أمر نسبي يتوقف على أهداف الإنسان في الحياة؛ فمن كان هدفه في الحياة متاع الدنيا وجمع ركامها، كان نجاحه في تحقيق هذه الأهداف باعثًا على فرحه وسروره.. ومن كان هدفه في حياته العمل بالأسباب التي يحصل بموجبها على السعادة في الحياة الآخرة، كان ذلك مصدر أمنه وطمأنينته وسعادته. وقد ذكر القرآن هذين النوعين من الفرح:

أ- فرح الكفار بمتاع الحياة الدنيا: (وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ) (الرعد:26).

بـ- فرح المؤمنين بما أنزل إليهم من آيات القرآن: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:57-58).

انفعال الكره

هو عبارة عن شعور بعدم التقبل والاستحسان، والرغبة في الابتعاد عن الموضوعات التي تثير هذا الشعور كيفما كان نوعها وشكلها ومصدرها. وقد أشار القرآن إلى ما قد يحدث أحيانًا بين الأزواج من كراهية، ودعانا إلى محاولة التغلب عليها حتى يمكن للحياة الزوجية أن تستمر، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (النساء:19).

والإنسان من طبعه يحب الخير لنفسه، ولذلك يكره القتال لما فيه من إلحاق الأذى بالنفس. وقد وصف القرآن كره الإنسان للقتال في قوله تبارك وتعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) (البقرة:216).

انفعال الحب

الحب له دور مهم في حياة الإنسان. ويظهر لدى الإنسان في صور مختلفة؛ فقد يحب ذاته، ويحب الناس ويحب أهله، ويحب المال، ويحب الله ورسوله. ونجد في القرآن ذكرًا لهذه الأنواع المختلفة من الحب، نشير إلى بعضها:

١حب الذات: من مظاهر حب الإنسان لذاته، تراه دائم الدعاء للخير لنفسه، وإذا أصابه بلاء أو سوء تملكه اليأس واستولى عليه القنوط، قال تعالى: (لاَ يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ) (فصلت:49).

٢حب الناس: ويظهر ذلك جليًّا في الثناء الذي خصه الله بالأنصار لما أظهروه من محبة صادقة للمهاجرين من المسلمين وآثروهم على أنفسهم، فقال الله تعالى مشيدًا بهم: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر:9).

٣الحب الأبوي: لا يعتبر علماء النفس المحدثون دافع الأبوة دافعًا فسيولوجيًّا كدافع الأمومة، ولكنهم يعتبرونه دافعًا نفسيًّا. ويظهر دافع الأبوة واضحًا في حب الآباء لأبنائهم؛ فهم في تصورهم عامل هام في استمرار دور الأب في الحياة، وفي بقاء ذكراه بعد موته. ويتضح ذلك من حب يعقوب عليه السلام لابنه يوسف عليه السلام وأخيه الأصغر، مما جعل إخوته يغارون منهما ويحقدون عليهما: (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ) (هود:42).

٤حب الله: إن هذا الحب أكثر سموًّا وصفاءً وروحانية. فالمؤمن الصادق الإيمان ذو شوق شديد إلى التقرب من الله تعالى، إذ يكون في توجهه في كل أعماله وتصرفاته إلى الله سبحانه راجيًا منه القبول والرضوان، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31).

٥حب الرسول: يأتي في المرتبة الثانية بعد حب الله تعالى، وهو حب تتجلى فيه ذروة السمو والنقاء والصفاء والروحانية الخالصة. فحب الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة للمؤمن يعني أمورًا كثيرة، فهو النبي الذي أرسله تعالى رحمة للعالمين؛ ليهديهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى للإنسان في أخلاقه وسلوكه، وما أدل على ذلك من وصف القرآن له بأنه على خلق عظيم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم) (القلم:4).

والمؤمن الصادق الإيمان، يحمل بين ضلوعه وثنايا فؤاده كل الحب للرسول صلى الله عليه وسلم الذي تحمل مشاق الدعوة، ونقل الإنسانية من ظلمات الضلالة إلى نور الهداية. لذا كان يقتدي به في أخلاقه، ويهتدي بسيرته العطرة مصداقًا لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا) (الأحزاب:21).

انفعال الغيرة

هو انفعال بغيض يشعر به الإنسان تجاه شخص آخر. ومن أنواع الغيرة السائدة، ما يحدث بين الإخوة إذا شعر أحدهم أن أحد والدَيه أو كليهما يحبان أحد إخوته أكثر منه. وقد أشار إلى ذلك القرآن الكريم فيما حكاه عن غيرة إخوة يوسف عليه السلام منه بسبب حب أبيهم يعقوب عليه السلام له ولأخيه الأصغر، وتفضيله لهما عليهم: (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ* اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) (يوسف:8-9).

ونستشف من الآيتين السابقتين أن انفعال الغيرة انفعال مركب قد توجد فيه عناصر من عدة انفعالات أخرى، كالكره والحقد والرغبة في إيذاء الشخص الذي يثير الغيرة، كما وصف القرآن ذلك عن رغبة إخوة يوسف في قتله والتخلص منه.

انفعال الحسد

شعور أهوج بالاستياء بالحرمان، بالاشمئزاز.. شعور بالعذاب، بالألم، بالحسرة.. إنه كالكره يُخِلّ بالمزاج الصحي، ويسفر عن تسمم باطني يفعل فعله المهلك في أعضاء الجسم، ويعيقها عن وظائفها. إنه شعور مختضم يجيش قويًّا مميتًا في أعماق هذا الإنسان وهو ينظر فيرى نجاح غيره وفلاح غيره وسعادة غيره.

وقد وصف القرآن هذا النوع من الانفعالات حينما خرج قارون في زينته على قومه، فحسده بعض الناس وتمنوا أن يكون لهم مثل ما لـ “قارون” من أموال وذهب: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (القصص:79).

وقد يحدث الحسد أيضًا بين الإخوة، مثل ما ورد في القرآن الكريم: (قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (يوسف:5). وقد يتحول الحسد إلى نار حارقة تدفع صاحبه إلى إلحاق الأذى والهلاك بالشخص المحسود، كما حدث بين ابني آدم عليه السلام؛ إذ تُقبِّل من أحدهما ولم يُتقبَّل من الآخر: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(المائدة:27). ولما كان الحسد بهذا الشكل من العدوانية والكراهية المقيتة، فقد طلب منا الله تعالى أن نستعيذ من شر الحاسدين: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق:5).

انفعال الندم

وهو يصدر عن شعور الإنسان بالذنب ولومه لنفسه على ما فعل. ويعد الندم من العوامل الهامة في تقويم شخصية الإنسان، ولذلك فقد أقسم الله تعالى بالنفس اللوامة؛ تقديرًا لأهميتها في توجيه سلوك الإنسان إلى الابتعاد عن المعاصي التي تسبب له اللوم والندم: (لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (القيامة:1-2).

ولعل أول ندم شعر به الإنسان، ما حدث لأبينا آدم وزوجه عليهما السلام؛ فقد أكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الدنو منها، فشعرا بالندم وتوجها إلى الله يطلبان منه المغفرة والتوبة: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:35-37).

صفوة القول، نروم من خلال هذا البحث أن نلفت انتباه القارئ إلى أن القرآن الكريم قد تضمن مجموعة من الانفعالات، فيتدبرها عقلاً وقلبًا، ويقتبس منها ما يقوي روحه ويقوّم سلوكه وتصرفاته، ويستفيء بظلالها الوارفة، ويستنير بها في درب حياته المقبل فيه على الله سبحانه وتعالى، فيظل دائمًا مرتبطًا بخالقه ومعتصمًا بحبله المتين، ومستضيئًا بنوره السرمدي.

 

(*) باحث في قضايا الفكر والتربية والأدب / المغرب.

الهوامش

(1) ينظر: أصول علم النفس وتطبيقاته، فاخر عاقل، دار العلم للملايين بيروت، ط1/1973، ص:213.

(٢) الجانب العاطفي من الإسلام بحث الخلق والسلوك والتصوف، محمد الغزالي، دار الكتب الحديثة القاهرة، ص:252-259.