تخيلت يومًا أنك لست مسلمًا وتعيش خارج حدود تلك الروح الفطرية التي تنسجم مع طبيعتك البشرية…
تخيل أن تستيقظ بلا قطرات ماء تبلل وجهك وتهطل على روحك بسيل من الصلوات التي تسري في عروقك ككريات دمك…
وتخيل أنك تنتزع من جلدك ثوب عبادتك وتصافح بيدك تفاصيل فراغك… وأن تمر أمامك تلك التجليات الربانية التي تفيض من جوانبك دون أن تلامس جلابيب روحك…
كيف لك أن تسمع نداءات خالقك وهمس الرحمات التي تتسلل إليك بلطف لتعيدك إلى سجادة صلاة أو محراب ذكر دون أن تلتفت وتتسكع في تعرجات الحياة التي تشدك إليها بوميض خاطف…
في رحاب هذه الأجواء الممطرة من فيض الأيام المباركة يهبنا لطفه الذي يأخذنا إلى سماوات سابعة ونحن نغتسل بماء سكينته التي تطهرنا من غبار علق بأطراف روح وقلب…