وســــــــــــــــائل فـــــي رســـــــــــائل

إلى الهائمين، إلى المشتاقين، إلى الباحثين عن الصواب، إلى المحبين للسداد، ويخافون العاجلة والمعاد، إلى نفسي أولاً هذه الرسائل.

 رسالة 1

كل الأرقام رقم واحد… رقم يلهيك فترحل معه إلى الأبد… فاختر الرقم الرابح بعيدًا عما يلهي حماقاتنا المشتركة… كُنْ فريد الرقم…

صرْ رقم الفرادة كي تعانق الأسامي وترْقى كخير النُّجوم، وتبعثُ بسيرتك إلينا كي نقتفيك سائرين بعيدًا عن غفلاتنا المستفحلة.

رسالة2

احبس نفسك كي تتوجه إلى النبع قبل القحط القادم… فكر في النهايات تتعقلْ وتصير السائق الجدير بتخليص نَفسك والراكبين إلى جانبك.

تذكر أن اللهو من السهو والسهو عدوُّ التأمل في العواقب والإعداد للنوائب.

رسالة 3

إني أرى ما ترون وما لا ترون… في المؤَقَّتات المُوبقاتُ العابرات… فيا نفسي لا تتعجلي المُعجَّل بالأصل والخِلقة… هناك معاد وهناك منزلان لن ينهدما أبدًا…

فاختر منزلك الأبدي قبل الندم الأبدي.

رسالة 4

متِّنْ ضفافك تنضبط مياهُك من النبع العابر نحو النبع الخالد واحذر التقرب إلى الغار فهو الجاذب إليه من حاول الاطلاع إلى صفاء ما وراء الجدار، احذر الغار فما في جوفه سوى عناكب التربص بالأنوار وكل من يحاول أن ينهل من أنوار باريه.. فانضبط بين ضفتين صامدتين من صنع صبرك وتقواك.

 رسالة 5

احذر التردُّد ولا ترتدَّ عن وجهة رسمتها يوم كنت فقيرًا مُعْدَمًا يبحث عن الزاد، فلا تطغى وقد صرت من الذين يعيشون رفاهية لم يعرفوا إليها طريقًا إلا بفضل الذي يسجد له الفطناء الصابرون من الأثرياء والأشقياء.

رسالة 6

قدرتك ليست بقدرتك… قدرتك من قدرة خالق القدرات فأنت المحتاج في جزيرة ليس لك فيها سوى دعاء الخلاص والنجاة بلسان ليس لك وأنفاس وُهبت لك…

فتواضع كثيرًا وحدق جيدًا كي ترى أنك تسير وليس لك أن تطير فإن طرت فللحركات وللسماء وللأرض ولأنفاسك المعدودة الحدود

ارْحَمْ نفسك أو ارْجُمها.. بيدك الاختيار.

رسالة 7

انْتقِ لسمعك، انتقِ لبصرك، وانتقِ لقلبك كما تنتقي لجسدك الأغذية والأشربة المقوية السليمة… إذا وجدت الجفاء في محيطك ففر إلى خالقك الذي يحبك،

ولا أحد يعرف قيمة صنعه سواه… تذكر أن الإنسان خير الأنام، وأنت إنسان إلا إذا تنكرت لماهيتك وخلقتك.

رسالة 8

لا تتق بغيرك أكثر من ثقتك بنفسك… وخاطب نفسك من حين لآخر قائلاً: أنا أعْرَفُ الناس بِكِ فلا أبالي بمدح المادحين، ولا أبالي بهَجو الهاجين… كن عبدًا همُّه التصحيح ولا شيء غير التصحيح… الحرُّ يكفيه التلميح.

رسالة 9

حدد ما تخاف أن يكدر صفوك وحاول أن تأنس به جاعلاً إياه شيئًا عابرًا إن وقع… لا تكن ظالمًا واحترم الناس وتجنب أذاهم فإن ظلموك واتهموك بما لم تقترف فلا تخف، فالله ناصر للمظلومين وأعلم بالظالمين، وفي المعاد تجزى كل نفس بما كسبت ولا يظلم أحد فتيلاً.

رسالة 10

طمئن نفسك بنفسك ولا تأس بما فاتك… وحاول أن تهتم بحاضرك واستمتع بكل شيء وحسِّن علاقة عبادتك ومحيطك بجلسائك من أهلك وأقربائك وأصدقائك وكتبك وكل ما يحيط بك من أشياء.

رسالة11

اتق الله يقيك من همزات الشيطان ووسوسات النفس وإتيان ما فوق طاقتك… اتق الله تصرْ قائد نفسك محبًّا محبوبًا مرتاحًا مريحًا للناس من لسانك ويدك.

رسالة 12

الحياة حديقة للمفاجآت… جل المفاجآت ضدك: فرح يعمي بصيرتك فتنسى ما أنت وما كنت وما المصير… حزن يهيم بك في متاهات تجعلك لا تدرك المؤخرات ولا المقدمات فتفقد كل شيء سوى الحزن الذي يؤجج أعماقك لتجهل البعاد… فإن استمر لهب جوفك صرت المهتاج الذي قد يسيء إلى نفسه ولا إلى غيره…

الحياة مفاجآت فتدرب قبل واحدة تؤجج فرحتك أو واحدة تذكي حيرتك فتصير أعمى في الحالتين… ما العمل تدرب أن تصير صخرة لا تتأثر لا بالموج ولا بالنسيم.

رسالة 13

انضمر ففي انضمارك حسنتان وقاية من شرك ونصرة لغيرك… ولكي تنضمر قارن جسمك بالأمواج والجبال والبحار والشجر والحجر تجد نفسك جزءًا بسيطًا لا يعترف بالوضاعة… لذا سموه مسرف الاعتقاد… جعل نفسه يطاول عنان السماء ونسي أنه ذرة مارنة بأصغر نجمة في السماء… انضمر كي تجد حقيقتك تطمئن… بمعرفة الحقائق على حقائقها تطمئن القلوب.

رسالة 14

كن مؤمنًا بعمقك ولا تأبه بهراء أوصاف الظاهر… فأنت أنت ولست كلامهم المريض… كن مؤمنًا بنفسك كي تعرف خالقها فيمتُنُ إيمانك فتسعد أكثر من غيرك… تسعد بأنك الناظر المنظور العارف بخبايا المظاهر وخدع السراب.

رسالة 15

هي لهو وزينة وبعدها نصر أو هزيمة… فادرس لهوها وزينتها حتى لا تصير لهوًا وزينة وبعدها منية تسلمك لرزية تصير لك نديمة: نار على نار وقودها أنت والحجارة وأمثالك. اطلب من الله الوقاية بعد العمل وحسن النية.

رسالة 16

المرض ألا تؤمن بحتمية المرض… المرض ألا تؤمن ببوابات الموت ومقدماته ونهاياته… اجعل المرض كما الأبدان كما الناس صورة عابرة… تمر مر السحاب… لأن خالقها حتم عليها الانسحاب:(كل نفس ذائقة الموت).

رسالة 17

دع عنك الهزل والمهازل فهي من أقارب المزابل… فاختر بين الخلود في المزابل والخلود في أرقى المنازل… (إن كتاب الأبرار لفي عليين).

رسالة 18

اجعل لعمرك ميزانًا حتى لا تصير مطففًا أو مخسرًا فيطالك هلاك آت لا محالة فتصير كل الأمور التي وضعت لها الميزان وبالاً عليك يحاسبك بصدد التقصير أو التبذير…

ميزان ينظم عمرك ويرشده خير لك في العاجلة الفانية والآجلة الباقية فاحرص من الآن على وضع ميزان يلجمك ويطلقك وفق واضع الميزان (خلق الإنسان علمه البيان، الشمس والقمر بحسبان).

رسالة 19

سر في سبيل تراه السوي وحمل عقباته فوراءه بسط وانبساط ومحطة انتصار الحلم المرسوم.

رسالة 20

ألْجم لسانك فلما يلفظه أفاعيل قد تهوي بغيرك في المهالك وكوابيس ليال قد لا تنتهي.

رسالة 21

لك في كل يوم رسالة حاول أن تعتبر بفحواها، وحين يتم لك ذلك صَدِّرها لغيرك من الهائمين الباحثين عن منافذ للانشراح.

رسالة22

القول المستقيم يرسم دربًا مستقيمًا ينادي بأسماء المستقيمين، ويقول للتائهين تأسّوا بهؤلاء الأقمار المرتاحين المريحين.