الله الخالق يحبك في غير حاجة إليك

من طبيعة البشر التي جبلهم الله عز وجل عليها، حاجتهم للاطمئنان لوجود إله يعبدونه، يتوجهون إليه بقلوبهم وأرواحهم ليتم التوازن الإنساني المطلوب لاستمرار الحياة بابتلاءاتها على الأرض، وحاجتهم للاعتقاد بوجود رب يلجئون إليه وقت النصب والتعب والمحن والعجز، ويطمئن الإنسان حين يكون موقنًا أن هذا الرب الإله قويًّا قادرًا على تحقيق أمنياتهم وحمايتهم وقت الركون إليه، ويطمئن أكثر كلما سمت تلك العقيدة وتعلقت بما هو دون طين الأرض واقتربت من السماء، ويطمئن أكثر وأكثر إذا كان الله هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الحي القيوم، الذي يدعوك لتدعوه فيستجب، ويدعوك لتعبده ليحبك، ويدعوك لتطلب فيعطيك، ويدعوك لتستغفر فيغفر، ويدعوك لتحمده فيزيدك.

ويطمئن قلبك حين يكون الرب الإله هو الودود، الذي يتودد لعباده ليرفعهم، ويقربهم، ويطمئنهم، يتحبب إليهم وهو الغني عنهم، لا ينازعه على ملكه أحد.

إنه الــــــــــودود

فهو الذي يبدأ كل سور القرآن بالرحمن الرحيم، والجبار الذي يجبر كسرهم، والسلام الذي يهبهم الأمن، والوكيل القائم على أمورهم، والولي الذي يتولى الصالحين منهم، والعفو الذي يمحو السيئات والخطايا.

كرم آدم فخلقه بيديه، ورفعه فأسجد له الملائكة وأدخله الجنة، علمه كلمات حين أخطأ ليتوب عليه، وحين تاب قبل توبته، ووعده بالجنة حين تنتهي رحلة اختباره.

يتنزل بذاته العليا في الثلث الأخير من الليل ويبسط يده ليعطي، ويسمع، ويمنح بغير شروط، كما ورد في الحديث: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وَسَلَّمَ قَالَ :يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ) (صحيح مسلم).

رحمة الله بخلقه واسعة

إن رحمة الله بعباده، وحبه لهم تدلل عليها الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، فليس لها حدود، أما أن تشمل تلك الرحمة المذنبون من خلقه، فتلك صفة لا تتعلق إلا بالخالق الواحد الأحد، محبة القوي للضعيف، والغني للفقير، والكبير للصغير، والخالق للمخلوق، إنه الله عز وجل الكريم الودود الغفور الذي يغفر ما دام الإنسان يستغفر حتي لو فعل الفاحشة وظلم نفسه بحمل كبائر الإثم…

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ على بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ قَال سَمِعْتُ عليًّا يَقُولُ: إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ وَإِذَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقُول:] مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ] (سنن الترمذي).

ما أعظمه من رب وما أرحمه، يذنب الرجل وتذنب المرأة أمام عينيه وفي أرضه وملكه ويأكلون من رزقه وليس لهم رب سواه فيعودون إليه يستغفرونه ثم هو يغفر ويغفر ما داموا يستغفرون.

 ولننظر لحال من لزم الاستغفار _وهو واجب على بني الإنسان لكثرة زلاته_ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: “مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” (سنن ابي داود). بل بعمل بسيط يغفر الله لك. عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ:”إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَتَصَافَحَا وَحَمِدَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَغْفَرَاهُ غُفِرَ لَهُمَا” (سنن ابي داود).

“تبسمك في وجه أخيك صدقة” (البخاري)، “إماطة الأذى عن الطريق صدقة” (البخاري ومسلم)، “مجالس الذكر يخرج منها الإنسان وقد غفرت له ذنوبه سواء حضرها للعلم أو لمجرد الحضور “فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم”، عن قتيبة بن سعيد‏ ‏حدثنا ‏جرير ‏‏عن ‏‏الأعمش ‏‏عن ‏‏أبي صالح ‏‏عن ‏‏أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إن لله ملائكةً يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر. فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلمُّوا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا.. فيسألهم -وهو أعلم منهم-: ما يقول عبادي؟ تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك.. فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا والله ما رأوك. فيقول: وكيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدًا، وأكثر لك تسبيحًا.. فيقول: فما يسألونني؟ قال: يسألونك الجنة. فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها.. فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ فيقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصًا، وأشد لها طلبًا، وأعظم فيها رغبة. فيقول: فمم يتعوذون؟ فيقولون: من النار.. فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها.. فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا، وأشد لها مخافة.. فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم” (أخرجه البخاري).

ويقسم الله بذاته أن يغفر ما دام ابن آدم يستغفر، قَالَ رَسُـولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ:] إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ قَالَ الرَّبُّ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا استغروني] (رواه احمد)  ثم يلهم الله عز وجل نبيه ليعلمنا صيغة الاستغفار التي نلقاه بها وليس علينا شيئًا من غضبه سبحانه فيقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّم: َ]سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذ ُبِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ على وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ] (صحيح البخاري).

وكلنا يحتاج إلى الحب، بل إن مشكلات العالم كله مرجعها إلي الحب، إما بسبب فقده وإما في البحث عنه فأنت إذا أحبك من تحب كنت سعيدًا، وإذا كان بجوارك وقت احتياجك إليه فأنت أسعد، وإذا أعلن حبه لك على ملأ لامتلأت نفسك زهوًا وتيهًا خاصة إذا كان ذا مكانة بين الناس، فماذا إذا أحبك خالق الناس وإلههم؟، ماذا إذا قربك إليه؟ ماذا إذا أعلن للكون كله أنه يحبك، هكذا يفعل الله عز وجل مع من يحب.

قال النبي عليه السلام: (إن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل… يا جبريل إني أحب فلانًا فأحبه… فيحبه جبريل… فينادي جبريل في أهل السماء… يا أهل السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه… فيحبه أهل السماء… ثم يوضع له القبول في الأرض) (متفق عليه).

يقول تعالى في الحديث القدسي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: “إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عليه وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ” (رواه البخاري).  والولي هو أي إنسان يتقي الله عز وجل، والتقوى أن يجدك حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك أي أنه في قدرة أي إنسان أن يكون وليًّا من أولياء الله الصالحين حيث يقول ربنا تبارك وتعالي: “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون” (يونس: 62، 63).

وقال تعالى: “قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ” (الحجر: 56).

أسباب حب الله تعالى للعبد

– الدعاء

من أحب العبادات إلي الله عز وجل وموجبات محبته سبحانه لعبده، ففي الدعاء تتجلي كل صفات العبودية والخضوع والإيمان بالربوبية والألوهية معًا، فقد علم الداعي وأيقن أن الله وحده سبحانه هو المستحق للتوجه دون غيره، وهو القادر على تحقيق دعاءه دون غيره، وهو الواحد الأحد الذي لا يجب أن يذل جبينه وقلبه وكيانه لغيره، ومن هنا كان للدعاء في الإسلام مكانة تجعله هو العبادة، فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء هو العبادة ثم: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (غافر: 60)، وتتجلي في الدعاء وحده عدة عبادات مجتمعة، فهو استعانة بالله سبحانه، وهو ذكر له، وهو استعانة واستغاثة، وهو صلاة وتوجه بالقلب واللسان، وفيه خوف وتعظيم لله سبحانه وحده لا شريك له.

التوبة

والتوبة هي تخلي العبد بإرادته الحر عن كل ما يغضب الله دون ضغط من أحد، فهو عودة حرة وترك ما يرضي النفس إلى ما يرضي الله سبحانه، حتى لو كان محببًا للنفس، فهي من العبادات العظيمة عند الله، والتوبة تعتبر مقصد من مقاصد وجود الإنسان على وجه الأرض، ففيما أخرجه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم”، وهي دليل عظم مكانة الله في قلب المؤمن، فيؤثر مرضاة ربه على مرضاة ذاته.

اتباع هدي النبي صلي الله عليه وسلم

يقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: 31].

الذل للمؤمنين، والعزة على الكافرين، والجهاد في سبيل الله، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ﴾ (المائدة:54).

القيام بالنوافل

قال الله عز وجل –في الحديث القدسي-: “وما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه” ، ومن النوافل: نوافل الصلاة والصدقات والعمرة والحج والصيام.

– الحبّ، والتزاور، والتباذل، والتناصح في الله

“حقَّت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ”.

من علامات حب الله للعبد

– يقيه من الوقوع في عبادة الدنيا

فيمنع عنه ما قد يضر عبادته ويفسد قلبه فيها والبعض يحسبه حرمان، قال النبي عليه السلام: (إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه) (أخرجه الترمذي والطبراني وصححه الألباني). وقال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن يحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه).

– تيسير الطاعة * تعسير المعصية * يختم حياتك بالصالحات *

قال النبي عليه السلام: (إذا أحب الله عبدًا عسّله… قيل: ما عسله يا رسول الله؟ قال يوفقه للعمل الصالح بين يدي أجله حتى يرضى عنه جيرانه) –أي من حوله–).

ومن هنا نجد اطمئنان المؤمنين بالله الواحد الأحد وقدرتهم على الصبر في مواجهة مصاعب الحياة وذلك لركونهم لجنب الله عز وجل ويقينهم بحبه حتى في البلاء الذي يحسبه الآخرون نوعًا من أنواع الظلم القدري في هذه الحياة القاسية، إن حب الله للعبد وللخلق هو شيء يجب أن يكون يقيني في قلب المؤمن، به يتحرك، وبه يصول وبه يجول، يسير مطمئنًّا إلي أن كل أقدار الله خيره، فما منعه إلا لأنه يحبه، وأراد به رفعًا لمكانته وعطاءًا غير محدود، فما المرض، وما الفقر، وما الحرمان، وما الفراق، وما الابتلاء إلا لحب وعناية ورعاية لحبه لك سبحانه، يريد منك توحيده، والتوكل عليه، والدعاء والإلحاح في الطلب منه، ودوام التوبة إليه، واتباع سنة نبيه التي فيها صلاح البشرية ونجاتها، أنت أيها المخلوق في نعيم كبير حين تؤمن أن لك إله عظيم، رحمن رحيم يرفق بك أكثر من رفق أبيك ورحمة أمك بك، فتوبوا إليه وعودوا وادعوه وأنتم موقنون بإجابته ومحبته.