تعرَّف على طريق النجاح

قبل كل شيء، شمِّر عن ساعد الجد، إذ تقتضي الموضوعية أن  نتفق على عبارة لها مدلول عميق لا بد أن تستوطن ذاتنا، وهي “لا يمكنك أن تستأجر شخصًا آخر يقوم بتمرين الضغط من أجلكَ”. من تلك اللحظة الفارقة، والكلمات التي تغوص حتى أعماقنا،  هناك أيضًا ثمة عبارة أتت على لسان الكاتب والفنان “جوناتان ونترز” تقول: “إذا لم تأت سفينتك إلى الشاطئ فاسبح أنت  لتلاقيها في البحر”.

ففي مساحة مفتوحة للتأويل، لا شك أن النجاح مطلبٌ ثمين، وإذا أردت أن تحقق المطلب الثمين، فلا بد أن تبذل له من وقتك، ومن فكرك، ومن جهدك، ومن مالك.. وإلا فأنت لاهث وراء الأوهام، راكضٌ خلف السراب، تحلم بالنجاح وتهزي، وسوف تستيقظ من الحلم لتجد نفسك على صخرة الواقع الذي ليس فيه سوى خيبة الأمل.. ولكنك إذا كنت جادًّا في الرغبة، فيسهل عليك الوصول للنجاح بإذن الله تعالى. فكل الناس تحب النجاح، لكن القلة منهم فقط تصل إليه.

لتكن أزقة آمالك وطموحاتك أوسع من شهقة شروق الشمس، ولسعتها النورانية أكثر اتساعًا من فتحة في صدر نار الأحلام. فهناك تساؤل دون الكثير من مشقة الإجابة، لكنه سؤال  جائز بأي حال.

هل للنجاح جذور؟

نعم، بيد أنه هناك اختلاف لمفهوم النجاح  أصلاً يختلف من شخص لآخر، إذ  ليس هناك تعريف عام للنجاح، فلكل  فرد رؤيته الخاصة بالنسبة لما يريد تحقيقه. فالنجاح يعني أشياء كثيرة، فهو مفهوم وتجربة، كما أنه لحظة وتطور، إنه أيضًا دمج طموحاتك بالواقع، ونسخ آمالك وأحلامك مع مهامك اليومية، وهو شيء دائم وسريع الزوال، وهو أمر خادع يخيل إليك أنه يمكنك قياسه.

وللنجاح جذور، تدب بعمق في أطناب النفس البشرية، وإذا أردنا أن نرصد أهمها، فكل ما يأتي من علم جديد، يعمل على إماطة اللثام عن حقيقة من حقائق هذا الموضوع، فهناك سبل كثيرة، وأسرار عديدة لتحقيق النجاح، من أبرزها: 

1- العلاقة بالله تعالى: هي أول جذور النجاح، وهي من أقوى الأسباب المانحة للدافعية والقوة والطاقة.

2- التطبيع بالأخلاق: فالنجاح يعتمد على 93% منه على المهارات الشخصية، وهي ما تتضمن الأخلاق وأسلوب التعامل مع المجتمع، و7% مهارات مهنية.

3- التفاؤل والتفكير الإيجابي: هما من أهم جذور النجاح. إذن النجاح خليط من المهارات والأهداف والأفعال الموجهة لرؤية مستقبلية متكاملة.

من مفاتيح النجاح

مفاتيح النجاح هي أغصان تتفرع وترتوي جذورها، لتثمر فواكه طيبة، منها التوقعات، الالتزام، المرونة، الصبر، الفعل، الدوافع، الطاقة، المهارة.

قبل أن يفكر المرء ويخطط لأهداف يراد تحقيقها، وغايات يُطلَب بلوغها؛ هناك أمران لا بد منهما:

أ- الاستعانة بالله والتوكل عليه: لا بد للمرء أن يستحضر في ذهنه ذلك دائمًا، وفي كل خطوةٍ يخطوها ينبغي أن يجعل ذلك نُصْب عينيه، إذ الله هو المعين على كل مقصد، ولا حول ولا قوة إلا به، وهو المستعان.. فاستعن بالله لأنه هو الذي يمنحك القوة لتبدأ، وتوكل عليه لأنه هو الذي يهديك وييسّر لك السُبل.. اطلب دائمًا العون منه والتوفيق، وأَظْهِر فقرك وحاجتك له في كل الأحوال تكن أغنى الناس وأقواهم.. فمن توكل على غير الله وُكِل إليه، وكانت نهايته إلى خسارة ولو حصَّل شيئًا من النجاح في هذه الدنيا.

ب- الإيمان والرضا بالقضاء والقدر: بعد إتيانك بالأمر السابق، وبعد أن بذلتَ الجهد، وعملت بالأسباب، فلا تحزن إن فشلت أو لم يتحقق هدفك، بل ارْضَ بما قسم الله لك، واعلم أن الخيرة فيما اختاره الله، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، رُفِعَت الأقلام وجَفَّت الصحف.

خطوات نحو النجاح

لكي نصل إلى غاية الشوط ونهايته، نذكر من خطوات النجاح الآتي:

الخطوة الأولى: انظر في مرآة لديك، الإنسان الذي تراه الآن (الذي هو نفسك) هو المسؤول الأول والأخير عن نجاحك، والناجحون دائمًا يتحملون مسؤولية أفعالهم، فكن منهم.

الخطوة الثانية: ابتسم دائمًا كانعكاس لأفعالك، إذ الناجحون دائمًا مبتهجون، ومتفائلون، واتجاه أفكارهم للأمام.

الخطوة الثالثة:  كل يوم اعمل شيئًا يقربك لهدفك، لا تستسلم أبدًا، سوف تتعرض للفشل فقط إذا كففت عن المحاولة، تابع المحاولات، وسوف تنجح بإذن الله تعالى.

إذن، لماذا لا نمنح المستحيل فرصة كي يصبح محتملاً أو أملاً؟ 

 المراجع:

(1)- التخطيط  الناجح،  لـ”أربين جونسون”.

(2)- التطور الذاتي للشخصية، لـ”أحمد عبد الصادق”.

(3)- هندسة النجاح، إعداد وتقديم، المدربة “مباركة الدوسري”.