بين ظني ويقيني

بـيـنَ ظني ويـقـيـني حيـثُ يحتدمْ الصراع
كـل شـيءٍ فـي عـيـونـي قـد تـلاشـى، ثـم ضاع
بـيـن أيـامٍ تـوالت كـل ما فيها مشاع
أو بــقــايـا مـن سـرابٍ ورمــوزٌ مــن مـتـاع
تحجـب الأضواءَ عـنـا غـيـرَ باقٍ مـن شعاع
و أنـا ظلٌ لخطـوي دون هـادٍ أو شـراع
كيفَ أهربُ من ظنوني كيفَ أرضى بالوداع
دونَ ردٍّ لــســؤالـــي أيـن قلبي، كيفَ ضاع
هكذا الأيـامُ تجري تـنحتُ العمرَ الشريـدْ
لا تُـبـالــي بـالـضـحـايـا مـن صبي أو رشيدْ
كـم تسابقـنا لنَـيـلٍ نبتغي منه المزيد
والصراعُ باتَ فينا كلنا فيه عـبـيـد
نُلبسُ الأفعالَ ثوبًا كيفما نحنُ نُريدْ
ثـم يطـويـنا ظـلامٌ يجعـلُ الحقَ بعـيـدْ
ها أنـا بين رحاها أسلكُ الـدنـيـا وحــيـدْ
كل ما أرجـوه يومًا أمتطي دربـًا سـديـدْ
للكرى أسلمتُ أمري سابحًا عـبـرَ الخيـال
لاهـثًا نحـو الحقـيـقـة أبـتـغـي أمرًا محال
قـد هَفتَ للحقِ روحي أو سَـرَت بين التلال
ﺇنها الصحراءُ نحوي كـل أسـرارِ الجـبـال
كـل مـا فـيـهـا صدوقٌ مـن جـمـالٍ و جـلال
أقـتـفي صمتَ السكونِ بـيـن حـبـاتِ الـرمـال
بـيـنها شـيـخٌ يُـصلـي وجهُه يـحـوي الجـمال
ثـوبـُه لـونُ السـمـا عـيـنـه وصـلُ الـكـمـال
بـيـن كـفـيـه جـلـسـتُ بـيـن كـفـيـه جـلـسـتُ
زادني للحـق قـربـًا دون ردٍّ لـسـؤال
أيــن قـلـبـي… كـيـف مـال         
فـانـتـبـهـتُ لـشـعـاعٍ خـافـتٍ يرتاد قـلـبـي
وانــدفـعــتُ نــحــوه عـلـَّه يُـظـهـرُ دربـي
هـذه الشمس تـجـلـى ضـوؤهـا فـي كـل صوب
وأنــا أصـبـْو ﺇلـيـه كـلـمـا يـنـسـابُ قـربـي
كـل مـا فـيـهـا دلـيـل يُـظـهـرُ الـحـقَ بـقـلـبـي
ﺇنـه نـور الحـقـيـقـة صاغها في الكونِ ربي
في حفيفِ الريحِ صوتٌ يـمـلأُ الـكـونَ صـداه
في ثنايا الرملِ يسري يـعـلـم الـمـولـى مـداه
يـحـمـلُ الـمـزنَ بـأمـرٍ يـا تُـرى مـن ذا هـداه
بالحـيـاةِ يـغـيـثُ أرضـًا هــل لــه رب سـواه
قـد حـوت تلك الجـبالُ كـلَّ أجـنـاسِ الـحـيـاة
قـد حـبـاهـا الله نـورًا لـم تـكـن قـبـلُ تـراه
هل رأيتَ الطيرَ يسعى وهـو لا يـدري خـطـاه
قـسَّـم الأرزاقَ فـيـنـا عـنـدمـا حــلَّ قـضـاه
كلما الـحـق تـجـلـى يـبـلـغُ الـقـلـب مـنـاه
عـاد ظني لـيـقـيـني نـادمًـا عـمـا جناه