مــاءٌ مــن الحــبِّ أمْ مــاءٌ مــن الصَّــبَــبِ جِــئْــتَ الحياةَ على وعْدٍ مِنَ السُّحُبِ
يا مصطفى.. ورمالُ القيْضِ صـــارخةٌ والناسُ تُــذْبَحُ فــي البَطْحَا بِلاَ سبَبِ
قــلْتَ الْكــرامة فــي الإنـــسان مبـــدؤنا نَبْني على العَدْلِ لا نَبْني على الكَذبِ
جـــــاء الـمــديــنــةَ مِــفْــتــاحًــــا ويــــــثْــرِبُـــهَا نَـخْـلٌ تــثــاءبَ فــي نَــسْـــغٍ منَ الرُّطَبِ
أحْيَا لـــهَا الأمَـــلَ الْمَــفْــقُــوْدَ فــي دمِهَا وأيْــقــظ الــبَــحْــرُ، أفكارًا مِنَ الصَّخَبِ
آخَى الـمُهَاجِــرَ بـالأنْــصَارِ فاتَّـحَــدَتْ رُوْحٌ الْمَحَــبَّــةِ والإيــمانِ والـحَـــسَبِ
يا صَرْخَةَ الحَقِّ جَاءَ البَعْثُ فانْتَصـَرَتْ جَــماعــةُ الحـَــقِّ أضْحَـــتْ أمَّـــةُ الْعَرَبِ
نبْــضُ الــهَــدَايةِ مُــذْ جَــاء الــهُدَى قدَرًا قَلْبٌ يُشَرْعِنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ واللَهَبِ
ســــــــادَ الــــبَــــريَّـــــةَ أخْـــلاقًــــا ومَــــعْــــرِفَـــةً شَـــرْعٌ مِـــنَ الله يـــمْحُـــو ظُلْمَةَ الحِقَبِ
لـمَّــا أطــــــلَّ وكــانَ الـــناسُ فـــي رهَــــــجٍ نُــــــوْرًا مِــــنَ الله فــــي سِرٍّ مِنَ الـحُجِبِِ
يا خاتــم الرُّسْلِ نامـــتْ فــــي مشَـارِقِنَا شَـمـْـسُ.. وبِــتْــنا علــى أحْزَانِ مُنْقَلَبِ
ضــاعــــتْ مـــبادئـــنا فــــي ذلِّ مُـــتَّـــجَـــرٍ نـِمْنَا عـــلى الضَّيْمِ لا نـــلْـــوِيْ على أَرَبِ
والنَّــــفْـــطُ والْـــغَــــازُ أمْـــوالاً نُـــبـــعْـــثــــرُهَا ضَــرْبًــــا مِنَ الْغيِّ، في دنيا من الْعَجَبِ
نادَتْ بــــكَ الْعَـــدْلَ.. أحْـــوَالٌ تشتِّــتُــنَا مِنْ مَـخْمَلِ الْوَقْتِ أوْ مِنْ لاهِبِ الحطَبِ
يا مُصْطَفَى، ولَــهِــــيْـــبُ النَّــارِ يلْــفَـــحَنَا صَرْعَى مِنَ النَّارِ، في صَرْعَى مِنَ الْكُرَبِ
نَبْكِـــي مِنَ الـجَــــوْرِ أمْ نبكـــي تفـــرُّقَنَا هَلْ يُذْعِنُ الـحَقُّ مَطْوِيَّا على الْغَضَبِ؟
يا صَيْحَةَ الْبَـــعْثِ هُبِّـــي مِنْ مَـــرَابِـضِنَا في يقْظَةِ الْغَارِ.. هُزِّي نَـخْلَ مُـحْتَقِبِ
عــــمَّ السَّــــلامُ وسَــــادَ الْكـوْنَ مَكْــرَمَــةً  لم يُرْهِبِ الناسَ ما اسْتَعْصَى على الطَّلَبِ
مُــحَـــمَّدٌ.. ونـــفـــوْسُ الــــنَّاسِ خَـــاشِـعَةٌ لبُّ الــــوجــــوْدِ على سِلْمٍ ومُـحْتَرَبِ
عِـــطْرُ السَّــلامِ وَرَوْضِ القلبِ أجْـمَعَهُ صَـــلاةُ ربِّـــي عـلـــى الأبْـهَــى مِنَ الْعَرَبِ

(*) شاعر وأديب يمني.