(14) الشاعر: أحمد زكي أبو شادي (1309 – 1374هـ/ 1892 – 1955م)

أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي، طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير، ولد بالقاهرة عام 1309هـ/ 1892م، وتعلم بها وبجامعة لندن، وعمل في وزارة الصحة، بمصر، متنقلا بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية إلى أن صار وكيلًا لكلية الطب بجامعة القاهرة.

وكان هواه موزعا بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها: أراد أن يكون شاعرًا، فأخرج فيضًا من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب.

ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي) و(أطياف الربيع) و(أنين ورنين) و(أنداء الفجر) و(أغاني أبي شادي) و(مصريات) و(شعر الوجدان) و(أشعة وظلال) و(فوق العباب) و(الينبوع) و(الشعلة) و(الكائن الثاني) و(عودة الراعي) وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا، ونظم قصصا تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة.

وأنشأ لنشر منظوماته، مجلتين، سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) 1932 بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالا ومربيا للدجاج. فألف جماعة علمية سماها جماعة النحالة وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته – ط) و(أوليات النحالة – ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج – ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل – ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع – ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون – ط) نشر بعد وفاته.

وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من صوت أميركا وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها رابطة منيرفا وقام بتدريس العربية في معهد آسيا بنيويورك.

توفي عام 1374هـ/ 1955م فجأة في واشنطن ولا يزال في أوراقه (دواوين) غير المتقدم ذكرها، لم تطبع.

القصيدة:

قال من مجزوء الكامل:

رمضانُ يا حلوَ الشَّمائِلْ  يا سمير الشاعرْ
يا من تزيَّن بالنجوم  فواتنا كجواهر
يا من تفنَّن في ترنُّمه  تفنُّنَ ساحر
يا من يعافُ الشمسَ  إيثارًا لنجوى الساهر
يا من تلألأت الموائدُ فيه   مثلَ مَنائر
يا من تبسَّط في  ملاهيهِ تبسُّط قاهر
يا من تدفَّق بالمواعظ  كالإله الغافر
يا من تعلَّق بالطهارة مثلَ فجرٍ طاهر
يا من أتى كالفصح  بين مدامع وبشائر
يا من يعدُّ أخا   الفقيرِ أمامَ دَهْرٍ كافر
يا من شَأَى حُلْمَ الصغارِ  بكلِّ حُلْمٍ طائر
ماذا ادَّخَرْتَ وما أَتَيْتَ به لَحَظِّ العاثر
منْ كلُّ فردٍ مُقْعَدٌ أو  كلُّ شعبٍ قاصر
صاموا وخيرُ الصوم عن عبثٍ لهم وصغائر
إن الشعوب كبيرة   ليست عبيدَ كبائر
لا صَام من جعل الصيام   ذريعةً للفاجر
لا صام كالتَّمساحِ أفطرَ  في شهيَّةِ غادر
لا صام من لم يدرِ   فلسفةَ الصيام الثائر
المستهينُ بكل وضعٍ  جائرٍ أو ماكر
الخالقُ العدلُ المؤيَّدُ  من عديدِ مآثر
بوركت شهرَ النورِ   تغزو الليلَ دونَ عساكر
ما بين أعراسٍ   وألعابٍ ولهو دائر
ومسبِّحينَ مُرَتِّلينَ إلى نُهًى ومنابر
ونوافح علوية  سارت كشعر سائر
بوركت ولتهنأ بك   الدنيا هناءة شاكر
حتى إذا ما عدت جئت  مع الخميس الظافر
بالحب لا بالسيف فوق   سرائر وبصائر
وفتحت للإسلام كنز مآثر  ومفاخر
واشعت افراحًا مكان  مآتم ومقابر