(13) الشاعر: أحمد بك شوقي (1868 – 1932م)

أحمد بن علي بن أحمد شوقي: أمير شعراء العصر الحديث، كان مولده في السادسَ عشرَ من 16 أكتوبر عام ثمانية وستين وثمانمئة وألف للميلاد (1868م)، ووفاته في الرابعَ عشرَ من 14 أكتوبر سنة اثنتين وثلاثين وتسعِمئةٍ وألفٍ للميلاد بالقاهرة (1932م)، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردُّ أصلَنا إلى الأكراد فالعرب)، نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، ثم أرسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبليه، واطلع على الأدب الفرنسي، وعاد سنة 1891م فعين رئيسًا للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي، وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف.

عالج أكثر فنون الشعر: مديحًا، وغزلًا، ورثاءً، ووصفًا، ثم ارتفع محلقًا فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي، وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية، وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد، وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثرًا مسموعًا على نمط المقامات فلم يلق نجاحًا فعاد إلى الشعر.

القصيدة:

قال من البحر الخفيف:

يا هلالَ الصيامِ مثلُك في السامينَ للعِزِّ من طَوى الأفلاكا
مرحبًا بالثوابِ منك وأهلاً بليالٍ جمالُها لُقياكا
كلُّ عالٍ أو كابرٍ أو نبيلٍ أو وجيهٍ من النجومِ فِداكا
كيف يبلُغْنَ ما بلغْتَ وما حاوَلْنَ شأوًا، ولا سَرَيْنَ سَراكا
أنت مهدُ الشهور، والحسنِ والإشراقِ مهدُ الوجودِ منذُ صباكا
فوق هامِ الظلام ضوءُ جبينِ الكونِ تاجٌ للكائناتِ ضِياكا
غُرَّةُ الليلِ والرِّكابُ إذا أَدْهَمَهُ قام سابحًا في سَناكا
وإذا ما أنافَ يُظهِرُ أحجالاً ويُبدي أطواقَه كنتَ ذاكا
ورقيبٌ على الدياجي إذا أَلْقَتْ عصاها صدَّعْتَها بِعَصاكا
وجناحٌ لطائرٍ صادَهُ الليلُ فأَمْسى يُعالِجُ الأَشْراكا
أيُّها الطائرُ المريدُ فما تَقْدِرُ نفسٌ عمَّا يُريدُ فِكاكا
تُقسِمُ الكائناتُ منكَ بِـ “نونٍ” قَلَمُ النورِ خَطَّها فَحَلاكا
في كتابٍ جُعلْتَ قِفْلاً عليهِ مِنْ يَمينٍ ما أَوْمَأَتْ بِسِواكا