نَفحاتُ الرحمنِ في رَمضان

الشاعر: عمر الرافعي (1299 – 1384هـ/ 1882 – 1964م)

تقي الدين عمر بن عبدالغني بن أحمد بن عبدالقادر الرافعي ولد في الثالث من شوال عام 1299هـ/ الموافق 17 أغسطس 1882م، وإليه تنسب الرافعية بمصر والشام، قاض أديب وشاعر ومفتٍ متصوف، نشأ في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن على يد الشيخ محمد عبده بمصر، حاول إنشاء جريدة باب النصر بحلب سنة 1906م فلم ينجح، عمل محاميًا بدمشق سنة 1913، ثم سجن سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة العثمانية والتعاون مع الجمعيات الثورية، انتخب عام 1948 مفتيا لطرابلس، وتوفي عام 1384هـ/ 1964م.

من مؤلفاته: مناجاة الحبيب: ديوان شعره يزيد على اثني عشر ألف بيت في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والحرب العامة أو اليتامى والأيامى: قصيدة مطولة، وأساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، والغضبة المضرية في القضية العربية.

القصيدة:

وقال من البحر الخفيف:

نَفحاتُ الرحمنِ في رَمضانِ  أنعَشتني بِذَوقِها الروحاني
نَفحاتُ الرحمنِ هبَّت على الصَبِّ سُحَيرًا من حَضرَة الرحمنِ
نفحاتٌ قدسيّةٌ كم تعرَّضت لِهذي تَعَرُّضَ الوَلهانِ
لم أذُق مثلَها وَأنَّى لمثلي   وَصفُه مُبدِعًا بِحُسنِ بَيانِ
كم أريد البَيان وصفًا لذوقٍ   كانَ لي في اِلتِماسِها بجناني
قصر الوصفُ عن بُلوغِ معاني ها وَإِن طالَ شرحُ تِلكَ المَعاني
بشرتني بالفَتحِ ًاكرم بفتحٍ   منهُ يَأتي من فتحِه الرباني
لم تَفُتني النَفحاتُ في رَمَضانٍ   مِنَّةُ اللَهِ غايَةُ الإِمتِنانِ
لم يَفُتني نَيلُ المُنى من حَبيبي  وَهو كُلّ المُنى وَحصن الًامانِ
هو سرُّ الذاتِ المَصون وَذات السِرِّ فَضلًا وَصاحِبُ السُلطانِ
مبدًا الكلّ خاتمُ الرُسلِ طه  لَن يُضاهيهِ في السِيادَة ثانِ
رحمَةُ العالمينَ عُلوًا وَسُفلاً  وَهو عينُ الًاعيانِ في الًاكوانِ
كاشِفُ الغُمَّة الشَفيعُ المرجّى الًامينُ المَأمونُ ملجا العاني
وَالمعينُ المتين ناصر دين اللهِ سبحانهُ الرَفيعُ الشانِ
يا بروحي طه الحَبيبُ المفدّى افتَديه بِالروح وَالجُثمانِ
قد حَباني بِهِ الفتوحَ إلهي   مثلما حبَّه الجَزيل حَباني
وَسرى سِرُّه بكلّ وجودي بِاِمتِصاصي لسانهُ بِلِساني
وَصَلاةٌ تُهدى وًَالفُ سَلامٍ   لِعُلاهُ وَالآلِ في كُلّ آنِ
وَكَذا الصحب ما اِرتجيتُ رِضاهُ   وَرِضاكَ العالي مدى الدورانِ