(قطوف كونية)
لا يوجد نمو لورقة من نبات أو غصن ما لم يكن ضمن (منظومة) من التوازن والتناسق والتناسب، ولذلك ترى شكل أغلب النباتات منتظمًا متماثلاً لو أخذت فيه مقاطع هندسية متعددة. ويتوازن قطر الساق (وطوله ودرجة تخشبه) مع ما يحمله من أغصان وثمار. أما حوامل الثمار وقشرتها ودرجة تصلبها فتتوازن مع طبيعة مكوناتها (غضة أو صلبة أو ما بينهما). كما أن هناك توازنًا بين أداء أعضاء النبات كافة، فالجذر لا يمتص من التربة عنصرًا واحدًا (ولو بكمية متناهية في الضآلة) إلا لحاجة النبات له.
كما لا يجري النبات تفاعلاً كيماويًّا واحدًا إلا إذا كان بحاجة إليه، ولا تصنع الأوراق جزيئًا واحدًا من المواد الكربوهيدارتية إلا بقدر الحاجة إليه. كما يمكن لكثير من الأشجار أن تعلب دورًا هامًّا في “التوازن البيئي” نظرًا لخاصيتها الكبيرة في النمو في الظروف المناخية القاسية وفي تربة ذات ملوحة عالية نسبيًّا. فالنخلة ـ على سبيل المثال ـ تعتبر (رئة العالم) من أكبر الأشجار حجمًا وتقتنص كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتطلق غاز الأكسجين مما يجعل لها دور في حل مشاكل الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ.