| أُقَـطِّـرُ بَــــوْحَ رُوحِـي فِـــي نَـشِـيــــدِي | لِأُنْـقِــذَ مَـا تَـبَــقَّى مِنْ رَصِــيـــــدِي |
| وَأَحْــــفُـــــرُ بِالدُّمُــــــوعِ مَـــسَــارَ نَـهْــــرٍ | يُغَذِّي النِّــيْـلَ مِـنْ أَقْصَــى الصَّعِـيـدِ |
| لِأَصْـنَـعُ مِـنْ تُـــــرَابِ الْقَلْــبِ دِلْــتَــا | تُجَـــدِّدُ مَـا تَـمَــزَّقَ مِـنْ عُــهُــــودِ |
| فَـكَمْ طَاشَتْ يَدِي فِي كُلِّ صَحْنٍ | مَلِــــيءٍ بِــالْـــقَـــدِيــــــدِ أو الـــثَّــــــرِيــــدِ |
| وَذَاقَ فَــمِـي الْـحَـــــرَامَ وَلَـــمْ يُــبَـــالِ | بِـمَـا يَـلْــقَاهُ مِنْ طَــعْــمِ الصَّـدِيــــدِ |
| وَعَـقْـلِـــي صَـــارَ سِـكِّــيـنًـا حَــدِيـــــدًا | يُـقَــطِّـعُ مَــــا تَبَــقَّـــــى مِــــنْ وَرِيـــــدِي |
| تَـسِـــــيـلُ أَمَـامَ عَــيْـــنِـي فَـلْـسَـــــــفَـاتِي | تُـخَــــــايِـلُــنِــــــي كَـجِــــنِّــــــيٍّ عَـــــنِـــــيــــــدِ |
| وَتَـحْـجُــبُ عَـنْ عُـــيُونِي كُلَّ ضَــوْءٍ | فَـأَمْـضِـي فِـــــي الْمَتَاهَةِ كَـالشَّـرِيــدِ |
| رَسُـــــــولَ اللهِ نُــــــورُكَ يَـحْــــتَــــــوِيـــنِـي | وَيُــــرْجِـــعُـــــنِي إلـــى عُــــــمْـرِي السَّعِيـــدِ |
| تُضِيءُ النَّفْسَ فِي الظُّلُمَاتِ دَوْمًا | وَتُــــنْــــقِــــذُهَــا مِـــــنَ الْـــــهَــمِّ الْـعَـتِـيــدِ |
| وَتُـطْـلِـــقُ خَــيــــرَهَـا فِــي كُــــلِّ دَرْبٍ | وَتَـهْـــــدِيـهَـا إلَى الــــــرَّأْيِ السَّـــــــدِيـــدِ |
| حَـيَـاتُـــــكَ كُـلُّـــــهَـا صَــــــارَتْ كِـتَـابًـــا | لِــــمَـا نَــــبْــــغِــــيْــهِ مِـــــنْ نُــبْــلٍ فَـرِيــدِ |
| سَطَعْتَ عَلَى الْقُلُوبِ بِـنُـورِ دِيْـنٍ | يَسِـــــيرُ إلَى الْفَضِـيْـلَةِ فــــِي صُـعُـــــــودِ |
| وَلَـــمْ يَــكُ وَجْـهُــكَ الْـبَـشَـــــــرِيُّ إلَّا | مَـمَــــــرًّا فِــــي الطَّــــرِيـقِ إلَـى الْـخُـلُـودِ |
| وَصَـبَّ الْــــــوَحْــيُ نُـــورًا فَوقَ نُــــــورٍ | لِـتَـسْــــعَـــدَ مِـــــــنْ رُؤَاهُ بِالْــمَــــــزِيـــدِ |
| وَتَــــبْـــــنِــــي أُمَّـــــــــةً تَـــحْــــــيَـــا بِـــــعِــــــــــزٍّ | عَـــــلَى أُسُـــــسٍ مِــــنَ الدِّيــنِ الْـجَـدِيـــدِ |
| نَـشَــــــرْتَ الدِّيـــنَ لِلدُّنْـيَـــا لِتَسْــــعَـى | بِــــلَا خَــــــــوفٍ لِــــتَــــحْــــرِيــرِ الْـعَــبِــيـــدِ |
| وَجَـمَّـعْـتَ الْقُــلُـــوبَ عَلَى طَــــــــرِيقٍ | لِـتَـرْسُـــــمَ خُـطَّــةَ الْـمَـجْـــــــدِ التَّــلِــيــدِ |
| فَـكَـمْ أَصْــلَـحْـــتَ مُـعْـوَجًّـــا بِـــــرِفْـــقٍ | لِنَـحْــيَــا بِالْمَـهَـابَـةِ فِــــــي صُــمُـــــــودِ |
| بِرَحْـمَتِـــكَ الَّـــتِي صَـــارَتْ سَـــحَـابًــا | يُــظَـــلِّـــلُ كُـــــلَّ مُـــغْــــتَــرِبٍ شَـــــرِيـــدِ |
| وَحِلْــمُــــكَ دَوْحَـــــةٌ تُعْـــطِـــي بِحُـــــبٍّ | ثِـــــمَــــارًا لِلْـــــقَـــــــرِيــــبِ وَلِلْــــبَــعِــيــدِ |
| يُسِيءُ إلَـيْــكَ بَـعْــضُ الْقَـوْمِ حِقْــدًا | وَمَـــــا تُـغْـنِـي إسَــــاءَاتُ الْـحَــقُـــودِ؟ |
| فَنُورُكَ مِثْــلُ نُـــــورِ الشَّــمْـسِ حَــــيٌّ | يُــمَـــزِّقُ كُــــلَّ أَشْــــــكَــــالِ الْـقُـــــيُـودِ |
| وَحُسْـنُـكَ مُثْـبَـــتٌ نَـقْـــــــلًا وَعَــقْـــــلًا | يُــدَافِــــــعُ عَــنْــه آلَافُ الْـجُــنُـــــــــودِ |
| “عَــلَى خُـلُـقٍ عَظِيـــمٍ” لَـــــمْ يَقُــلْـــهَـا | لِغَــيْــــــرِكَ مُـنْـــــزِلُ الذِّكْـــرِ الْمَـجِـيـــدِ |
| وَمَــا ضَـــــــرَّ الْـجِــبَــالَ رِمَـــالُ قَــــــــوْمٍ | مُـفَـــتَّــــتَــــةٌ مُـــــفَــــــرَّقَــــــةٌ بِـــــبِـــــيـــدِ |
| فَـطِـــبْ نَـفْــــسًــا حَــبِــيــــبَ اللهِ إنِّــــي | أُحِــسُّ بِـنُــــــورِ حُـبِّـــكَ فـــي الْـــوَرِيــدِ |
| وَإنْ يَعْــجَـزْ عَــــنِ الإدْرَاكِ بَـوْحِــــي | فَيَـكْـفِـيـنِي وُجُودُكَ فِـي قَصِـيــدِي |
| بِـحُـبِّـكَ تَدْخُـلُ الأنْـفَــاسُ صَــدْرِي | وَتَغْسِـلُـنِي دُمُــــــوعِي فِي السُّـجُـــودِ |
| وَحَسْــبـي أَنْ تُـــــشَـــفَّـــعَ فِــــــيَّ حَـــتَّى | أَقُــومَ إلَى السَّعَـــادَةِ مِنْ قُـعُـــــودِ |
(*) شاعر وأديب مصري.


