فرط التذكر.. ظاهرة صحية أم حالة مرضية؟

مرض نادر حير الأطباء والعلماء… أناس كتب عليها ألا تنسى

لم يكن الصحفي الروسي شيرشيفسكي يدون الملاحظات التي يلقيها رئيس التحرير في اجتماع المحررين، ولما سئل عن ذلك أجاب بأنه لا يحتاج إلى تدوين الملاحظات لأنه يستطيع أن يتذكر حديث رئيس التحرير كاملاً، وعندما تحدوه أعاد الحديث بأكمله على مسامعهم، كلمة بكلمة، وجملة بجملة، وإيماءة بإيماءة. الأمر الذي أدى بعد ذلك لخضوعه لاختبارات وفحوص من قبل الطبيب النفسي الروسي والخبير في الذاكرة الكسندر لوريا، وقد أكد هذا الطبيب أن هذا الصحفي كان طبيعيًّا وأن ذاكرته كانت رائعة حقًّا، ولكن ما السبب الذي أدى إلى امتلاك هذا الصحفي لتلك الذاكرة الفذة؟

وفي برنامج إذاعي مصري استطاع أحد المواطنين من غير المتعلمين وهو مكفوف البصر أن يسبق الآلة الحاسبة في حالة جمع وطرح وضرب بعض الأرقام التي وصلت إلى ثمانية أرقام في ثمانية أرقام.

أيضًا كان الإمام الشافعي رحمه الله يقرأ الصفحة فيحفظها عن ظهر قلب، بل ويضع يديه على الصفحة المقابلة لكي لا يتداخل محتواها في عقله مع محتوى سابقتها، هذه الأمثلة وغيرها الكثير والكثير يؤكد على وجود ذاكرة فذة وخارقة.

هناك من يتقنون عدة لغات بخلاف لغتهم الأصلية، ويتحدثون بها بطلاقة متناهية، وهناك من يتفوقون على الكمبيوتر في لعبة الشطرنج، رغم برمجة الكمبيوتر بكل الاحتمالات المتوقعة أمام اللاعب، وفي المقابل هناك من لا يجيدون حتى التحدث بلغتهم الأصلية… لماذا؟

عقول لا تهدأ

هل تتذكر الطعام الذي تناولته على وجبة العشاء في مثل هذا اليوم قبل عامين؟ حسنًا أتفق معك، السؤال صعب. إذًا، ماذا تناولت على الغداء منذ أسبوعين؟ هل أُصبت بالإحباط من هذه الأسئلة؟ لا بأس يا صديقي، أهنئك أنك إنسان طبيعي! معظمنا لا يستطيع تذكر مثل هذه الأشياء الدقيقة، وهذا هو الطبيعي، لكن هناك حالات نادرة يستطيع أصحابها الإجابة على الأسئلة السابقة بالتفاصيل الدقيقة…

قد يظن البعض ممن يتذكرون التفاصيل بدقة أنهم يمتلكون مهارات وقدرات خاصة عندما تساعدهم الدلائل على التذكر، ولكن هل يمكنك تصور أن البعض يتذكرون كيف كانت حياتهم منذ أن وُلدوا، وما الأشياء التي كانوا يرتدونها وهم أطفالاً لا تتعدى أعمارهم ساعات قليلة… الأمر ليس مزحة، فريبيكا البالغة من العمر سبعة وعشرين عامًا ما زالت تتذكر لون تلك البطانية التي كانت تلفها وهي حديثة الولادة بلونها الوردي الزاهي، ما زالت ريبيكا تتذكر كيف أنها أرادت النهوض لتستكشف ما حولها، وهي بعمر العام والنصف فقط. كل ما تتذكره ريبيكا ليست مجرد ذاكرة نشطة أو أحاديث من نسج الخيال، فقد كانت ريبيكا نفسها تظن أن تذكرها لكل شيء تفصيلاً، هو أمر طبيعي أو يتمتع به أغلب الناس، ولم تدرِ أنها مصابة بمتلازمة فرط التذكر، سوى عندما أخبر والديها بأن هناك من هم مثلها، وطلبا منها أن تشاهد برنامجًا تليفزيونيًّا، يتحدث عن قصص أناس مثلها، وأنها ليست الوحيدة في هذا المجال.

قصة الذاكرة الخارقة

تم التعرف على متلازمة فرط التذكر في عام 2000م، عندما تم تشخيص أولى الحالات، وكانت لسيدة تدعى جيل برايس والتي تحدثت بشأن قصتها مع تلك المتلازمة، حيث أخبرت الطبيب أنها تتذكر كافة التفاصيل السعيدة والمؤلمة وكأن عقلها مجرد شاشة زجاجية، على أحد جانبيها يقع الحاضر، وعلى الجانب الآخر تشاهد كافة لحظات حياتها منذ أن كانت وليدة، وتذكرت برايس البالغة من العمر 34 عامًا تفاصيلاً منذ عام 1980م، حينما تم إرسالها إلى مركز الطبيب جيمس ماكجو، المتخصص في البيولوجيا العصبية للتعلم والذاكرة، بجامعة كاليفورنيا، وأخبرته برايس أنها تعاني من إشكالية بالذاكرة، وظن وقتها الطبيب أنها تعاني من حالة عرضية من التذكر الشديد للأحداث، وكان في طريقه لنصيحتها بأن تذهب لإحدى العيادات المتخصصة، إلا أنها فاجأته بالكثير من التفاصيل الدقيقة، منذ أن كانت وليدة لا يتعدى عمرها بضعة أيام، مما تسبب في ذهوله وهو يستمع إليها، وبدأ الاهتمام بأمرها.طلب منها الطبيب الحضور إليه ثانية، وكان معه كتابًا عن أحداث القرن المنصرم، وطلب منها أن تقرأ هذا الكتاب، وبعد أن فرغت منه، بدأ الطبيب في سؤال برايس بشأن بعض الأحداث التي تم سردها في الكتاب من أجل اختبار ذاكرتها لتجيبه بكل بساطة عنها.

عقب هذا اللقاء أعلن الطبيب جيمس عن اكتشافه لحالة طبية أسماها متلازمة فرط التذكر، وتم نشر هذا الإعلان بالصحف المحلية الكبرى، لتبدأ رسائل القراء الإلكترونية تنهال عليه، ويروي مرسلوها تجاربهم مع متلازمة فرط التذكر، وكان منهم عشرين شخصًا في أمريكا، وستين شخصًا من مختلف أنحاء العالم.

إحدى الحالات كانت لطبيب بريطاني، يدعى كارديف أورلين، كان يعاني من تلك المتلازمة النادرة، ويظن أنه هو الوحيد بالعالم الذي يتمتع بتلك القدرات، وشرح أنه بسؤاله عن تفاصيل أي يوم، تقفز أحداث هذا اليوم تفصيلاً إلى الذاكرة، وكأنه يسير بين المشاهد ويراها مرة أخرى، وكأن من يسأله يطرح سؤالاً عن اسمه.أما نيما فيسيه فقد روى أن الأمر لديه وكأنه صور فوتوغرافية أو شريط سينمائي يمر أمام عينيه، ينظر له ويروي الأحداث أولاً بأول دون تضييع أي تفصيلة، أو الحاجة لمؤثر خارجي يساعده على التذكر، فهو لا ينسى بالأساس ويشعر أن هذا الأمر يقوده إلى الجنون. وبعد ثمانية عشر عامًا على هذا الكشف، وظهور مئات الأشخاص ممن يعانون منها، إلا أن البحث عن علاج لتلك الحالة ما زال جاريًا، وما يجعل الأمر عسيرًا عليهم، هو أنهم يتذكرون الألم والتفاصيل السيئة بكل تفاصيلها.

متلازمة فرط التذكر (هايبرسيميثيا)

من الاضطرابات العصبية النادرة، التي تجعل المريض أشبه بحاسب آلي متحرك يتذكر كل الأشياء والمواقف التي مرت منذ سنوات بدقة متناهية جدًّا، يعيش المصابون بهذا المرض في ذكريات الماضي وآلامه ولديهم القدرة على الهروب من الحاضر للماضي، وتسبب تلك الذكريات اليأس والاكتئاب وتعكر المزاج باستمرار. وهي حالةٌ نادرةٌ تجعل الشخص المصاب بها يتذكر كل لحظة في حياته بكل تفاصيلها ولا ينسى شيئًا مهما مرت السنوات، في عام ٢٠١٦، كان عدد الحالات المسجَّلة والمصابة بهذا المرض هو ٦١ حالة حول العالم، ويؤدي عدم قدرة المصابين بهذه الحالة على نسيان تجاربهم الشخصية، إلى إصابتهم بالقلق والتوتر الشديدين بسبب تذكرهم لكل تفاصيل حياتهم والتركيز على المؤلمة والمحرجة منها. ويعمل دماغ من يعانون من هذه المتلازمة بشكل دائم، ويتذكرون أحداثًا كثيرة مما يسبب لهم الصداع والأرق والتعب، فالدماغ تعمل وكأنها آلة زمن مثقلة بالعواطف، تجعل معاناتهم في عدم نسيان الحزن أبدًا صورة الماضي ماثلة أمامهم دائمًا، وبدقة عالية جدًّا، بحيث تبقى كل جراحهم مفتوحة دائمًا مما يجعل تغلّبهم على الألم والحزن صعبًا للغاية.

سبب هذه الحالة ما زال مجهولاً حتى الآن، وغير معروف ما إذا كان وراثيًّا أو جزئيًّا، لكنّ المعروف هو أنّ هناك تغيرات على تركيب بعض مناطق الدماغ موجودة لدى المصابين بهذه المتلازمة تجعلها مختلفة عن التركيب الطبيعي؛ حيث إنه في دراسة نُشرت في المجلة الطبية Neurobiology of Learning & Memory’s قامت بدراسة عدة أشخاص مصابين بهذه المتلازمة، وقامت بدراسة صورٍ لأدمغتهم ومقارنتها بالطبيعي، أظهرت الدراسةُ اختلافات لدى جميع الأشخاص في الدراسة عن الطبيعيين في تسع مناطق مختلفة من الدماغ، بالإضافة إلى تركيز أكبر من المادة البيضاء وأكثر متانة في المناطق الأمامية ومنتصف الدماغ. معظم الاختلافات كانت في المناطق المرتبطة بالذاكرة السيرية الذاتية، أي المناطق المسؤولة عن تدوين الذاكرة بوصف متكاملٍ ودقيقٍ للأحداث التي تمرّ بالشخص، هؤلاء الأشخاص ليسوا أصحابَ ذاكرة خارقة مثل الذين يحفظون قيمة العدد بعدد كبير جدًا من الخانات، فهم يتذكرون الأحداث التي يتعرضون لها ويعانون في حفظ المعلومات كالدراسة مثلاً.

كيف يبدو المصابون بهذه المتلازمة؟

تمّ توثيق المصابون الذين تمت إصابتهم بهذه الحالة، فقد كانوا من مختلف الأعمار ومجالات الحياة، وكذلك كانت نسبُ ذكائهم مختلفةً أيضًا، لكنّ بعض الصفات التي تمّ ملاحظة تكرّرها بنسب كبيرة بينهم هي أنهم يميلون نحو الشرود وإعادة استحضار ذكرياتهم القديمة كأنّهم يعيشونها لعدة مرات، وأن لديهم قدرة كبيرة على التركيز بشدة وعزل أنفسهم عن أيّ مشتّت في المحيط الخارجي حولهم عند التفكير بذكرياتهم، وبالمقابل أيضًا فإنه من الممكن تشتيتهم بسرعة من قِبَل ذكرياتهم الماضية ويسرع فقدانهم للتركيز للأشياء المعروضة أمامهم، فهم حالمون كثيرًا وأصحاب خيالات كبيرة.

 التفسير العلمي

هناك العديد من الافتراضات التي لم تحسم بعد، من بين هذه الافتراضات أن يكون السبب بيولوجيًّا، حيث يعتقد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يتمتعون بنشاط مفرط في أجزاء محددة من الدماغ. وعلى الرغم من أن الفحوص الشاملة للدماغ لم تكشف عن اختلافات تشريحية كبيرة تفسر تلك الظاهرة فقد تم الاكتشاف أن هناك اختلافات بسيطة في بعض الفصوص الأمامية في المخ (المسؤولة عن التفكير التحليلي) والحصين (المسؤول عن تخزين الذكريات).

كما توجد اعتقادات أخرى تشير إلى أن السبب قد يكون وراثيًّا أو نفسيًّا، ويرتبط هذا الاعتقاد بربط العلماء بين التجارب التي بدأت عندما بدأ التذكر الفائق وارتباطها بالقلق الشديد والتفكير المستمر في أحداث معينة بصورة مستمرة، ويُعزى ذلك إلى قدرتهم على الاحتفاظ بالمشاهد بكل تفاصيلها بمهارة، وتركز هذه النظرية على أن العوامل الوراثية قد يكون لها دور في تحديد قدرة الشخص على التذكر بشكل فائق.

أيضًا يُعتقد أن هناك تأثيرًا وراثيًّا على تركيب الدماغ ووظائفه العصبية المرتبطة بالذاكرة، والذي قد يُسهم في هذه القدرة الاستثنائية.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتَقَد أن العوامل النفسية، مثل القلق الشديد والتفكير المستمر في أحداث معينة، يمكن أن تلعب دورًا في تعزيز تلك القدرة على الاحتفاظ بالتفاصيل بدقة. قد يكون للشعور بالارتباط العاطفي القوي بأحداث معينة تأثير إيجابي على قدرة الشخص على تذكّرها بكل تفاصيلها.

أشخاص لهم ذاكرة خارقة

“براد ويليامز” ومتلازمة فرط نشاط الذاكرة. مُنح براد ويليامز هبة إلهية نادرة، لا يتمتع بها سوى ثلاثة أشخاص في العالم، ألا وهي الذاكرة الشخصية الخارقة للعادة. فلو أعطيت براد ويليامز تاريخًا معينًا، فإنه يستطيع أن يخبرك، ليس فقط بما كان يفعل في ذلك التاريخ، بل كل الأحداث العالمية التي جرت في ذلك اليوم. وهو أمر بإمكانه أن يفعله كل يوم من حياته.

»كيم بيك «العالم متعدد المواهب يحفظ أسماء الولايات المتحدة، وأسماء مدنها، وأرقام الرموز البريدية لكل المدن الأمريكية، وأسماء الطرق الرابطة بينها ورموزها وأرقامها وأطوالها، هو يعرف كل شيء عن تاريخ الدول وتاريخ الرؤساء وتواريخ ميلادهم وعائلاتهم، هو يقرأ الصفحة في عشر ثوان، ويتذكر 98% مما ورد فيها، يقرأ الصفحة اليمنى بعينه اليمنى واليسرى بعينه اليسرى، نعم هو يفتقد جزءًا مهمًّا من المخ، الجزء الذي يربط بين الفص الأيمن والفص الأيسر من المخ، هو يقرأ مئات الصفحات يوميًّا، ويربط بين كل المعلومات في عقله بصورة لم يفهمها الأطباء على الإطلاق، هو يستطيع تحويل أي تاريخ سابق ليوم الأسبوع الموافق له وبسرعة فائقة، هو يحفظ المئات من النوت الموسيقية، هو ليس عازفًا متميزًا، ولكنه يستطيع عزف أي لحن تم تسجيله – تقريبًا – بفمه، ببساطة هو قرص صلب متحرك وذو ذاكرة مطاطية.

نعمة أم نقمة؟ متلازمةُ فرط التذكر قد تكون نعمةً ونقمةً في آن واحد؛ فالأشخاص المصابون بها يتذكّرون المواقف السيئة كما الجيدة، ويكونون غير قادرين على نسيان أيّ منها، ويعتمد هذا الموضوع على الشخص نفسه وظروف حياته، فقد يجد بعض مفرطي التذكر أن هذه القدرة نعمة، حيث يُمكِنُهم استعادة ذكرياتهم بكل تفاصيلها واستفادة ذلك في حياتهم اليومية، في حين يمكن لآخرين أن يعتبروا ذلك نقمة، حيث يمكن أن تكون هذه القدرة على التذكُّر الشديد قاسية عليهم، وتسبب لهم القلق والتوتر الناتج عن عدم قدرتهم على نسيان بعض التفاصيل العاطفية أو المؤلمة.

في دراسة تم إجراؤها على عدد من الأفراد المصابين بالمتلازمة وغير المصابين، كان هدف التجارب هو إعطاء المصاب معلومات مضللة بشكل متعمد. توصل الباحثون إلى أن أصحاب المتلازمة كانوا عرضة أيضًا لتذكر معلومات خاطئة مثل الأشخاص العاديون، حيث قال الباحثون إن نقطة الضعف في الذاكرة البشرية عمومًا هي أن هذه الذاكرة تستعيد معلوماتها عبر تجميع تفاصيل معلوماتية وملامح خاصة ومؤشرات للأحداث، إلى جانب بعضها البعض حيث من الممكن أن تتعرض تلك الذاكرة أثناء تجميع المعلومات للتأثير الخارجي وإلى التصورات الخاصة بالفرد المصاب ذاته لا إلى حقائق مما يجعل أصحاب هذه الذاكرة يرون تفاصيل ليست حقيقية بقدر ما تعبر عن تحليل للأحداث التي شهدوها من منظورهم الشخصي مع ذلك كان المصابون بالمتلازمة أقل عرضة للتضليل من الأشخاص ذات الذاكرة العادية.

ويسرح خيالك بعيدًا، ماذا لو أنّ ذاكرتك خارقة وتستطيع تذكُّرَ جميع تفاصيل ما درسته بقراءة واحدة فقط؟ ما الذي يمنعك من امتلاك ذاكرةٍ كهذه، وماذا تفعل بها؟ هل سمعْت مسبقًا عن أن هناك أشخاصًا يعانون من متلازمةٍ تُسمّى بمتلازمة فرط التذكّر، وتتمنى لو أنك تصاب بها ليومٍ أو اثنين كي تنجح في امتحاناتك؟ ويبقى هذا الموضوع قيد البحث والاستكشاف، فما ذكرناه ليس إلا مجرد تحليل علمي مبدئي للحالة، حيث يحتاج هذا الموضوع إلى مزيد من الأبحاث والدراسات لفهم أسباب فرط الاستذكار بشكل أوضح وأكثر دقة.

خاتمة: لن أكون مبالغًا إن قلت أن الذاكرة أهم من كثير من الأعضاء، فيكفي أنها هي التي تصنع الشخصية، وهي المستودع لكل التجارب وكل العلوم التي نكتسبها من العالم الخارجي، فلو فقدت يدك أو رجلك أو عينك أو سمعك فلن تكون الخسارة بحجم فقد الذاكرة. هل تعلم أن عقولنا قادرةٌ على الاحتفاظ بحوالي 100 بليون معلومة؟ وهذا الرقم يعادل ما تتضمنه دائرة معارف، وأنها تمتلك 200 بليون خلية؟ ما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية.. ومن العجيب أننا لا نستخدم فعليًّا سوى جزء ضئيل جدًّا من قدرات عقولنا بينما يظل الجزء الأعظم مهمل دون استخدام. يقول وليم جيمس: إننا نستخدم أقل من 10% من قوانا العقلية… فكيف تكون حياتنا لو استطعنا أن نستخدم20%   مثلاً من طاقة عقولنا؟