حواس لا يمتلكها البشر

منح الله الحيوانات حواس خارقة في الطبيعة تستطيع من خلالها التنبؤ بمختلف، والقدرة على الشعور اللامادي بالكثير من الأنشطة الطبيعية على بعد أميال، وبالرغم من أن كل الحيوانات تمتلك خواص لا توجد عند البشر إلا أن بعضها يمتلك أدوات استثنائية ومدهشة، وقد كشف البحث العلمي عن حواسٍ أخرى تملكها الحيوانات ولا يمتلكها الإنسان أصلاً من هذه الحواس:

الحاسة الكهربية

فبعض الأسماك تقوم بتحسس المحيط، من خلال حاسة مُميزة للغاية، إذ تقوم بإنتاج مجال كهربائي حولها، وإن كان هناك أشياء حولها تقوم بتغيير هذا المجال فإنها تستشعر ذلك، وتستطيع أن تتعرف على ذلك الشيء من خلال التغير الحاصل في المجال الكهربائي، فسمك سكين الشبح الأسود مثلاً يملك ما يقدر بـ 1400 مستقبلٍ للإشارات الكهربائية في مختلف أنحاء جسمه، ويستطيع أن يتحرك في الاتجاهات الأربعة بالسرعة والسهولة ذاتها لأنه يعتمد على الحاسة الكهربائية في حركته لا على حاسة الإبصار. ومن مميزات هذه الحاسة، أنها حاسة فاعلة وليست مستقبلة، فهي التي تقوم بإنشاء المجال الكهربائي حول السمكة، ومن ثم تتابع التغير في ذلك المجال، وبذلك فهي تختلف عن حواسنا التي تعد مستقبلة لا فاعلة، فالعين حاسة الإبصار عندنا تقوم باستقبال الضوء ولا تقوم بإرسال الضوء للجسم. ونظرًا لأنَّ المجال الكهربائي يتأثر بتركيز الأملاح، فإن هذه السمكة تفضل العيش في المياه العذبة للأنهار فنجدها في نهر الأمازون مثلاً؛ حيث تقل نسبة الملوحة عمومًا.

أيضًا تمتلك الثعابين الكهربائية والأسماك المفلطحة كأسماك الراي اللاسعة والأسماك الورنكية حقولاً كهربائية، حيث تنتج الخلايا العضلية لديهم شحنات كهربائية قوية بما يكفي لإحداث صدمة وأحيانًا لقتل فرائسها، وتستخدم الأسماك الأخرى (بما في ذلك العديد من أسماك القرش) حقولاً كهربائية أضعف لمساعدتها على التنقل في المياه العكرة، أو في الانقضاض على الفريسة، أو مراقبة المناطق المحيطة بها، فعلى سبيل المثال تمتلك الأسماك العظمية (وبعض الضفادع) خطوط جانبية على جانبي أجسامها، وهي عبارة عن صف من المسام الحسية في الجلد التي ترصد التيارات الكهربائية في الماء.

وقد أثار ذلك حفيظة العديد من الباحثين، حيث أرادوا معرفة هل يشعر سمك القرش والشفنين البحري بالحقول الكهربائية الصغيرة التي تنبعث من السمك الحي، ولاكتشاف ذلك‏ أخفوا أجسامًا مكهربة في رمال قعر المربى المائي ومرروًا فيها شحنة كهربائية ملائمة،‏ وكانت النتيجة صادمة، فعندما اقترب القرش من المساري الكهربائية هاجمها بشراسة.‏

رؤية الأشعة تحت الحمراء والفوق بنفسجية

قبل مئة عام أثبت العالم كارل فون فريش، أن النحل يستطيع رؤية الألوان، إضافة إلى أنه يمتلك قدرة تفوق قدرة البشر في الرؤية حيث يستطيع رؤية الأشعة فوق البنفسجية التي تخترق الغلاف الجوي، وتمنحهم هذه القدرة ميزة عند البحث عن الرحيق، حيث لا يرى النحل نفس لون الزهرة الذي نراه،، كما أنها ترى العديد من الأنماط التي تميز الزهور والتي لا يستطيع البشر رؤيتها، حيث يمكن لعين النحلة أيضًا اكتشاف الضوء المستقطب، ويعتبر ذلك نسخة النحل من نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) فالنحل قادر على استخدام هذا الضوء المستقطب كنظام ملاحة، وسبب هذه القوة الخارقة هي أن النحل يمكنه استخدام الضوء المستقطب لتحديد الاتجاه حتى عندما لا تكون الشمس مشرقة، ثم يقوم بتوصيل هذه الاتجاهات إلى الخلية وإبلاغ النحل الآخر بالطرقات والاتجاهات، وهذه هي خارطة طريق النحل، وبذلك يمكن للنحل أن يجد طريقه إلى المنزل عن طريق التحقق من نمط الضوء المستقطب في السماء. ويمكن مقارنة أنماط الأشعة فوق البنفسجية على بتلات الزهرة بسطح هبوط حاملة الطائرات، ترشد هذه الأنماط النحلة إلى الهبوط عند مصدر الرحيق، وبذلك يكون النحل قادرًا على اختيار نوع معين من الزهور من حقل الزهور البيضاء.

كذلك فإن بعض الحيوانات بما في ذلك النسور والقنافذ والجمبري يمكنها أن ترى أيضًا خلال الطيف فوق البنفسجي، والذي لا يستطيع الإنسان رؤيته. كما توظف أفاعي الجرس وأفاعي الحفرة الأخرى حاسة الرؤية بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن الفرائس ذات الدم الحار؛ والتي قد تكون غير مرئية تمامًا.

كما تمتلك بعض الحيوانات كغزال الرنة وسمك السلمون الأحمر والفراشات مخاريطًا إضافية تمكنهم من إدراك الضوء فوق البنفسجي.

ولا يمكن للبشر عادة إدراك الأمواج فوق البنفسجية وذلك بسبب وجود المخاريط في أعينهم، إذ تستجيب هذه المخاريط للألوان الحمراء والزرقاء والخضراء فقط.. ولو تمكنَّا من رؤية العالم من خلال الأشعة تحت الحمراء لتلاشت جميع الألوان المألوفة بالنسبة لنا، وستكون الرؤية عبارة عن أجسام حرارية مختلفة بحسب درجات حرارتها، وكلما كان الجسم أكثر سخونة كلما كان أكثر إشراقًا، حيث ستبدو الأجسام الساخنة أكثر لمعانًا من الأجسام الباردة، كما أن الأشعة تحت الحمراء تنبعث من جسم الإنسان أيضًا كبصمة حرارية، بالتالي فإن كل شخص سيبدو لنا مختلفًا في كل مرَّة نراه حسب حرارته.

أيضًا يمكن للإنسان إدراك الضوء فوق البنفسجي ولكن هذا سيكون على حساب عدسات عينيه، فقد أكد بعض الأشخاص الذين يعانون من فقدان عدسة العين بسبب الإصابة أو الجراحة أو غيره من أنهم أصبحوا قادرين على رؤية الأشعة فوق البنفسجية، ولو امتلكنا القدرة على رؤية الأشعة فوق البنفسجية لظهرت لنا الأشياء أكثر سطوعًا ولتحسن إدراكنا للألوان بشكل كبير. 

تحديد الموقع بالصدى (ارتداد الصوت)

ترسل الحيوانات التي تستخدم خاصية تحديد الموقع بالصدى نبضات صوتية عالية التردد، إما ذات موجات عالية جدًّا للآذن البشرية أو غير مسموعة على الإطلاق، ثم تستقبل الأصداء التي تنتجها تلك الأصوات، حيث تتمكّن عمليات التكيف الخاصة بالأذن والدماغ في هذه الحيوانات من صنع خريطة دماغية عن طريق بناء صور ثلاثية الأبعاد لبيئتها المحيطة.

فبينما لا يستطيع الإنسان تخيل مقدرته على سماع خطى حشرة، لأن مثل هذا السمع المذهل يتميز به الثديي الوحيد الذي يطير في العالم وهو الخفاش،‏ يؤكد العديد من العلماء أن هناك أجهزة سونار أكثر تعقيدًا من كل الأجهزة الموجودة في الغواصات الأكثر تطورًا وهو موجود في الخفاش،‏ وكل الحسابات التي تسمح للخفاش أن يحدد المسافة والسرعة،‏ وأيضًا أنواعًا معينة من الحشرات المستهدفة ينجزها دماغ أصغر من ظفر إبهام اليد. ويعتمد التحديد الدقيق للموقع بالصدى أيضًا على نوعية الإشارة الصوتية المطلقة،‏ وكما تقول العديد من المراجع العلمية، يظهر أن بعض أنواع الخفافيش تستطيع أيضًا أن تركز نبضات الصوت ضمن حزمة،‏ وذلك بواسطة طيات جلدية على أنوفها.‏.. إن كل هذه الميزات تسهم في تشكيل سونار متطور جدًّا، بحيث ينتج «صورة صوتية» لأشياء دقيقة دقة الشعرة البشرية. وبالإضافة إلى الخفافيش،‏ هناك نوعان من الطيور على الأقل تحددان الموقع بالصدى أيضًا، لكن يبدو أنها تستعمل هذه القدرة فقط للطيران في ظلمة الكهوف التي تبيت فيها، وهما طيور السمامة في آسيا وأستراليا وطيور الغوشار في أمريكا. وقد أظهرت الأبحاث أن الخفاش يقدر أن يقوم بعملية تحديد الموقع بالصدى في ١٠ نانو ثوانٍ (‏١ على ١٠٠ مليون من الثانية)‏،‏ فيصل إلى هدفه بدقة ولا يفصل بينهما إلَّا مليمتر واحد أو أقل.

وفي دراسات أجراها العلماء، تبين أن هناك شبكة من المجسات الحساسة على أجسام الطيور، وأن إزالة هذه المجسات يؤدي لفقد الطيور قدرتها على التقاط الذبذبات المتناهية الصغر التي تسبق الزلزال. ففي تجربة أجراها باحثون عام 1975، على مجموعتين من الطيور، إحداهما أزيلت منها مواقع المجسات، والأخرى عادية، تبين أن الأولى لم يظهر عليها أي تأثر بالزلزال، بينما أبدت المجموعة الثانية العادية، انزعاجًا شديدًا واضطرابًا في الطيران قبل حدوث الزلزال. علماء آخرون اكتشفوا هذه القدرة الفريدة في عالم الأسماك.. فقد تبين أن الأسماك تستطيع سماع الأصوات الضعيفة ذات الترددات المنخفضة جدًّا، كما تبين أنها تتأثر بشدة بموجات الضغط الزلزالي التي تتردد أحيانًا عبر مسافات هائلة في البحر.. ولقد اكتشف الباحثون أن سر هذه الحاسة، كامن في الخطوط الجانبية الحساسة الموجودة على أجسام الأسماك. ويبدو أن اليابانيين قد عرفوا هذه الحقيقة منذ زمن، حتى إنك تجد في بيوتهم أحواض السمك منتشرة.. ليس بغرض الزينة أو التربية، ولكن كأجهزة إنذار مبكر للزلازل!

سونار في البحر

تستخدم الدلافين السونار بداية بطلقات متميزة يُعتقد أنها تصدر من الأنف، وليس من الحنجرة، ثم تركز كتلة النسيج الدهني في مقدمة رأس الدلفين الصوت الصادر ضمن حزمة لكشف تضاريس أو طبيعة المنطقة أمام الدلفين، وتسمع الدلافين أصداءها بواسطة فكها السفلي وما يرتبط به من أعضاء تتصل بالأذن الوسطى.‏ وتطابق طلقات السُّونار التي يصدرها الدُّولفين بشكل مدهش موجة في مجال الرياضيات تتبع معادلة دالة رياضية، وهذه الدالة تثبت أن طلقات الدلفين إنما هي تقريبًا إشارة سونار مثالية من الناحية الرياضية.‏ وتستطيع الدلافين تعديل قوة طلقات السونار من مجرد همسة إلى صوت قوي يبلغ ٢٢٠ دسيبل، وبواسطة سونار أقوى بكثير،‏ يمكن أن تكشف الدلافين أمورًا صغيرة صغر كرة قطرها ٨ سنتيمترات على بعد 120 مترًا أو أبعد أيضًا إذا كانت المياه هادئة، كما تستخدم الحيتان ذوات الأسنان أيضًا السونار،‏ لكن العلماء لم يكتشفوا تمامًا كيف يعمل.

الحاسة المغناطيسية

تعتبر الأرض مغناطيسًا ضخمًا له قطبان مغناطيسيان شمالي وجنوبي، وتقع هذه الأقطاب المغناطيسية بالقرب من القطبين الجغرافيين الشمالي والجنوبي للأرض، وعند خط الاستواء المغناطيسي تتساوى قوة الجذب المغناطيسية، مما يُبقي الإبرة المغناطيسية للبوصلة أفقية على طول هذا الخط دون ميل أو انحراف، ولذا فإنه يسمى “خط عدم الانحراف”. وقد أشارت نتائج بعض الدراسات  إلى أن الميل المغناطيسي يعد بمثابة المؤشر الأساسي الذي تستخدمه الطيور لتحديد موقع تكاثرها، بالإضافة إلى بعض مؤشرات الميل المحددة التي تعمل بمثابة “علامات للتوقف”. ويعتقد العلماء أن الطيور “تتعلم” زاوية الميل قبل مغادرة مواقع تكاثرها، ويضيف العلماء أن الطيور يمكنها استدعاء هذا البعد الإحداثي (زاوية الميل) الذي يعد إشارة للتوقف، إضافة لاستخدام بوصلتها الداخلية لتستدل على مواقع تكاثرها وتعشيشها، ويرى العلماء أن استخدام الطيور للميل المغناطيسي لتحديد المواقع يعد أمرًا منطقيًّا… ولهذا لا يجد الطير المهاجر صعوبة في إيجاد طريق هجرته، وذلك بفضل قدرته على استبصار المجال المغناطيسي للأرض، إضافة إلى بوصلته الداخلية التي تمكنه من توجيه نفسه بناء على شدة المجال المغناطيسي، وتسمح هذه الحاسة البيولوجية للطيور والمعروفة باسم الاستقبال المغناطيسي بتحديد اتجاه هجرتها، كما تمكنها من العودة إلى أعشاشها -والتي تكون غالبًا على بعد أمتار من موقع ولادتها- وتحديد طريق رجوعها بدقة شديدة.

وبشكل عام، فإنه يبدو جليًّا أن الطيور تُطَوِّع عددًا من الآليات البيولوجية المتعلقة بإشارات المجال المغناطيسي للأرض لتتمكن من التنقل بنجاح وإيجاد البيئات المناسبة لمعيشتها.

كما تستطيع السلاحف البحرية والطيور والأسماك، العودة إلى موطنها الأصلي بعد تحركها لمسافات طويلة بعيدًا عنه، وهو ما يرجع لامتلاكها ما يعرف بـ«الحاسة السادسة المغناطيسية»، المضبوطة على المجال المغناطيسي للأرض.. إن تعلم كيفية تفاعل الكائنات الحية مع المجالات المغناطيسية يمكن أن يحسن فهم البشر لكيفية استخدام الحقول المغناطيسية للأرض لأغراض الملاحة الخاصة بهم، ويمكن أن يساعد البحث في تفاعل الحيوانات مع المجالات المغناطيسية أيضًا في تطوير العلاجات التي تستخدم المغناطيسية لتوصيل الأدوية.

آذان استثنائية

مقارنةً مع البشر،‏ تملك مخلوقات عديدة سمعًا مذهلاً، ففي حين نستطيع أن نسمع أصواتًا يتراوح تردد ذبذباتها بين 20 و20000 هيرتز‏،‏ تستطيع بعض الحيوانات كالقطط والكلاب والثعالب والذئاب، سماع الترددات العالية، حتى 60.000 ذبذبة في الثانية، بل إن الخفافيش والحيتان والدلافين والفئران، تستطيع سماع الأصوات الأعلى التي تصل تردداتها إلى 000. 100 ذبذبة في الثانية. بقي أن نزيد أن العلماء يشيرون إلى انطلاق أصوات أخرى ضعيفة جدًّا تقل عن 100 ذبذبة في الثانية. وهي أصوات أرضية تنتج عن الهزات الأولية، أو تتولد عن الانطلاق المفاجئ للغاز تحت الأرضي. ومرة أخرى نقول: إنه إذا كانت أذن الإنسان تعجز عن سماعها، وإذا كانت أجهزة رصد الزلازل التقليدية، يصعب عليها التقاطها وتمييزها، فإن كثيرًا من الحيوانات تمتلك القدرة على كشفها في يسر وسهولة، خذ الحمام الزاجل على سبيل المثال.. إن بوسعه التقاط الموجات الصوتية المنخفضة حتى 3 ذبذبات في الثانية.

كما تقدر الفيلة والأبقار أن تسمع في المدى دون السمعي (‏دون نطاق السمع البشري)‏ الذي قد يبلغ 16 هيرتز، ولأن الترددات المنخفضة تقطع المسافات بسرعة أكبر،‏ تستطيع الفيلة أن تتصل بعضها بعضًا من مسافة تتعدى 4 كيلومترات.‏ ويمكننا استخدام هذه الحيوانات لتعطينا إنذارًا باكرًا بحدوث الزلازل والاضطرابات المناخية الخطرة كما يقول الباحثون،‏ لأن هذه العوامل تطلق صوتًا دون مدى السمع البشري.‏
للحشرات أيضًا نطاق سمع واسع،‏ بعضه في المدى فوق السمعي، والآخر في المدى دون السمعي.‏ وهناك حشرات قليلة تسمع بواسطة أغشية رقيقة مسطحة تشبه طبلة الأذن موجودة على كل أجزاء جسمها تقريبًا ماعدا الرأس، كما يسمع بعضها الآخر بواسطة شعيرات دقيقة لا تتجاوب مع الصوت فقط،‏ بل مع أقل حركة في الهواء،‏ مثل التي تسببها حركة اليد البشرية،‏ وهذه الحواس المرهفة جدًّا توضح لماذا يصعب ضرب الذباب.

 

المراجع:

– مجلة العربي الكويتية –العدد  410 -أجهزة إنذار مبكّر حيّة فوزي عبدالقادر الفيشاوي.

-جريدة الرؤية العمانية-الاثنين 22 أغسطس2022- حواس لا يملكها الإنسان -أ. د. حيدر أحمد اللواتي.
أبريل2018-حواس الحيوانات مراكز استشعار خارقة-محمد فتحي. 18 -جريدة الخليج –ملحق علوم وبيئة-

– جريدة الشرق الأوسط- عدد 15سبتمبر2020 م ـ 28 مُحرَّم 1442 ه

– مجلة الباحثون المصريون، أحد الأعداد.

– Senses Animals Have That Humans Don”t