صدر حديثًا.. “العدد 94 من مجلة حراء”

يطل علينا العدد الجديد (94) من مجلة حراء بموضوعات متنوعة فكرية وأدبية وعلمية وثقافية وتربوية، ليشكل منها وحدة موضوعية تعالج كثيرًا من القضايا الآنية المتعلقة بالفرد والمجتمع.

تسلط الضوء فيه على مزيد من الحلول لمعالجة كثير من القضايا المطروحة على الساحة الفكرية، بأقلام نخبة من الكتاب المتميزين من مشارق الأرض ومغاربها.

تفتتح المجلة عددها بمقالها الرئيس “رهاب الصقيع” للأستاذ فتح الله كولن المتصدر هذا العدد من حراء، والذي استهل كلامه فيه بـ “كربيع مزدهر يبدأ كل شيء، تصورات جميلة وأفكار حلوة وأحلام زمرُّدية.. فالبداية الجميلة أولى أســباب بلوغ النتيجة، ولذلك غالبًا ما تكون شيقة وباعثة للأمل.. ولكن كم من بدايات جميلة عصفت بهــا ريــاح الخريــف قبل أن يدركها فصل الربيع، وخلَّفــت وراءها عديدًا من أحلام تحطَّمت، جمَّدتها يد الصقيع”.

إنه “الموضوع الرئيس الذي يشير إلى أن أهمية وجود مجتمع صحي، منــوط بمدى تمتع أفــراده بالعمــق الداخلي والحيــاة القلبيــة والروحيــة، ولــن يســتطيع المجتمع مواصلة وجوده وحيويته إلا بفضل هؤلاء الأفراد”.

وإذا كان الأستاذ “كولن” قد أوصانا بالمراقبة الداخلية، والتعمق الأنفسي، واستكشاف الذات، من أجل اجتياز المشاكل المصيرية، فقد تناول الدكتور “ناصر سنة” جانبًا محوريًّا آخر وهو “عملية الهضم عند الإنسان”، وذلك من خلال مقاله الموسوم ب “غرباء عما يجري بأجسامنا” والقائل فيه: “يتغذى المرء على مواد أساسية لديمومة حياته، مثل البروتينات، والكربوهيدرات، والدهــون، والفيتامينــات، والأملاح، والمــاء.. ولكــن لا فائــدة مــن هــذه العناصــر الغذائيــة دون هضــم للوصــول إلــى مكوِّناتهــا البســيطة ليُمكن امتصاصها والاستفادة منها”.

أما الدكتور “أحمد تمام سليمان” فيحدثنا في مقاله “هامش التسامح حول مركزية الدين” عن “أن العبــادة الصحيحــة هــي الغايــة الكبــرى مــن خلــق الله عز وجل، لأن العبادة هــي أولــى المســتوجبات علــى كل المخلوقــات، وأن الأخوَّة هي الرابطة التي تجمع بين البشر في الدنيا والآخرة”.

وينوِّه الدكتور “مصطفى الأقفهصي” في مقاله “الإدارة النبوية في توزيع المهام“، أنه يجب على المسؤولين وأولياء الأمور أن يضعوا كل عامل في مكانه الصحيح واختصاصه المناسب حسب قدراته وإمكاناته قائلاً: “الإدارة الناجحــة هــي التــي تقــدِّر مجهــودات أعضائهــا والمنتميــن إليهــا، فتنتقــي منهــم أصحــاب الخبــرات، وتستقي منهم ذوي المهارات حسب تعدد المهام وتنوع التخصصات، والذي عليه يتم التكليف بإنجاز المهمات، وأن النبــي صلى الله عليه وسلم كان يــوزِّع المهــام بيــن أصحابه على وفق مهاراتهــم واســتعداد كل منهــم في القيام بهــا على الوجه الأمثل، حتــى يصيــر هــو الأفضل فــي مهمتــه والأجدر بالقيام بها”.

كما سنتعرف على الابتسامة وتأثيرها الإيجابي على الفرد والمجتمع. وذلك في مقال الدكتور “محمد السقا عيد” الموسوم ب “بريق الابتسامة“، والقائل فيه: “الســعادة تســاعد عـلـى تخفيف ضغــط الدم، وتنشط الدورة الدموية، وتزيد من مناعة الجسم، وتســاعد المخ على الاحتفاظ بكمية كافية من الأوكسجين، ولها آثار إيجابية على وظيفة القلب والبدن والمخ، وتؤخر عوارض الشيخوخة”.

وفي مجال العلوم تُطلعنا الدكتورة “داليا فهمي” من خلال مقالها “الذكاء الاصطناعي والنزاهة العلمية” على أن الــذكاء الاصطناعي قــادر علــى توفير مزايــا تنافســية كبــرى للشــركات فــي ســوق العمــل، وهو مفيد أيضًا في إنشاء بنى تحتية أكثر كفاءة، وإحداث تأثير إيجابــي علــى مناحي الحيــاة.

ويدعو الدكتور “سليمان أحمد شيخ سليمان” من خلال مقاله “إنزال الأطفال منزلة الكبار” الآباءَ وأولياءَ الأمور أن يُعلِّموا أطفالهم ما يجب أن يعرفوه، وأن يجنبوهم من المعلومات ما يجب أن يجتنبوه وأن يتعرفوا على المسائل التي تعينهم في حياتهم القلبية والروحية، وأن يتشــبعوا بالعلوم النافعة حسب سنهم ومستواهم.

هذا إلى جانب عدد آخر من المقالات الأدبية والعلمية والثقافية التي ذخر بها هذا العدد من حراء، والتي نرجو أن يجد فيه قراؤنا الأعزاء ما يمدهم بالفكر الواسع، ويدفعهم إلى تنمية ملكات الإبداع والتأمل لديهم، والله الموفِّق والمستعان.