داود الجراح:
شاعر مُقِلٌّ، وُلد عامَ سبعةٍ وعشرينَ وثلاثِمئةٍ وألفٍ للهجرةِ (1327هـ/ 1906م)، نشأ في أسرةٍ دينية، دَرَسَ على أخيه “محمد” النحوَ واللغةَ، ينمازُ شعرُه برقَّةِ اللفظِ وعُذوبَةِ المعنى، كان سريعَ البديهةِ حُلوَ النكتةِ لطيفَ المعشرِ، سافرَ الهندَ وأقطارَ الخليجِ، ومات سنةَ سبعٍ وسبعينَ وثلاثِمئةٍ وألفٍ للهجرةِ (1377هـ/ 1956م)…
قال من البحر الخفيف:
لكَ فضلُ شهرِ الصيامِ علينا | أنتَ طَهَّرْتَنا منَ الآثامِ |
أنتَ تاجٌ بمَفْرَقِ الدهرِ | يا شهرٌ مضيءٌ على مدى الأَعْوامِ |
فوداعًا – يا شهرَنا – من قلوبٍ | خافقاتٍ، وَأَلْفَ ألفِ سلامِ |
ورَعى اللهُ منك تلك الليالي الغُرَّ | مَوْصولةً مع الأيامِ |
وإذا عُدْتَ بعدَ عامٍ علينا | وَبدا الكونُ مشرقًا بابتسامِ |
فترَحَّمْ على الذي ماتَ منَّا | وترفَّقْ يا شهرُ بالصُّوَّامِ |
وسَلِ اللهَ أَنْ يَمُنَّ علينا | بقَبولٍ، وَأَنْ يُعيدَنا كلَّ عامِ |