(11) الشاعر: عبود الطريحي (1285 – 1328هـ/ 1868 – 1910م)

عبودُ بنُ سالم بن حسَّانَ الطَّرِيحِيُّ الأسديُّ، أديب ظريف، متفكِّهٌ معروف، ولد في النجف عام خمسة وثمانين ومئتين وألف للهجرة (1285هـ/ 1868م)، ونشأ بها وتعلَّم على أبيه ونخبة من أدباء عصره وعلمائها، كان خفيفَ الروحِ لَبِقَ اللسانِ دَمِثَ الأخلاقِ نحيفَ الجسمِ ضعيفَ البِنيةِ، اشتغلَ بالكسبِ والتجارة أولًا، ثم مالَ إلى الأدب، حَفِظَ مجموعةً من الأحاديثِ والأشعارِ والأخبارِ والقصصِ والنوادرِ، اشتهر بوصفه أديبًا ظريفًا هَزْليًّا، مات في مسقط رأسه وهو دون الأربعين سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثِمئةٍ وألف للهجرة (1328هـ/ 1910م).

له ديوانُ شعرٍ ومجموعٌ شعريٌّ مخطوطٌ في مكتبةِ المتحفِ العراقي، وقد نظم في المألوف من أغراض الشعر في عصره، ويغلبُ عليه الغزلُ والمناسباتُ، وقصائدُه تميلُ للمقطوعاتِ التي تنتهجُ العروضَ الخليليَّ، يملك موهبة الارتجال، ورؤية الهزل في أعماق الجد.

القصيدة:

له مُرتَجَلةٌ عندما اقترح عليه بعض أصدقائه في إحدى نوادي شهر رمضان وفي أول ليلة منه فقال من البحر السريع:

أقبلَ شهرُ اللهِ، قُمْ واسْتَعِدَّ   لصومِهِ مَعَ التُّقى والصلاحْ
شهرٌ به الرحمةُ قد أُنزِلَتْ   وكلُّ خيرٍ للتُّقى فيهِ لاحْ
أَحَبُّ للهِ بأنْ تكونَ   تلاوةُ القرآنِ عندَ الصباحْ
دعِ الملاهيَ عنكَ، وادعُ به   دُعا النهارِ ودُعا الافتتاحْ
وكلُّ ذنبٍ ما تحمَّلتَهُ   في رمضانَ، كانَ فيه يُزاحْ