الشاعر: ابن النضر العماني (690هـ/ 1290م)

أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر الناعبي، من بني النضر، مؤرخ من أكابر علماء الإباضية وأدباءهم في عمان، كان يسكن سمائل، وكان جده عبدالله بن أحمد هو قاضي القضاة، اشتهر بحافظته، واطلاعه الواسع، وتبحره في علوم الفقه واللغة العربية، إذ يحكى عنه أنه كان يحفظ من شعر العرب أربعين ألف بيت، غير القصائد الطوال، وكان بارعًا في النظم، يؤلف القصيدة الطويلة في ليلته، وهو أحد الذين قيل عنهم: أشعر العلماء وأعلم الشعراء.

كان معاصرًا للشيخ فاضل بن عبد الله القلهاتي وأبي عمر النخلي، تعرض للاضطهاد والظلم، ووقف أمام جور السلطان خَرْدَلة بن سماعة النبهاني وتحدَّاه، فكان مصيره القتل عام 690هـ؛ إذ ألقى به من كوة عالية من قصره، وأحرق مكتبته، فضاعت نفائس من حضارة عمان، ويقال: إن سنه حين قتل خمس وثلاثون سنة.

مما يُذكر من مؤلفاته: كتاب “الوصيد في ذم التقليد” مجلدان، كتاب “مرآة البصر في مجمع المختلف من الأثر” أربع مجلدات، وجدت منه قطعة وهي من بعض تساويده، فقد جاء في كتاب “مصباح الأحاديث” للشيخ عبد الله الأزكاني: “أن الشيخ ابن النضر تبحر في العلم، وشاعت تصانيفه في الآفاق وهو ابن أربع عشرة سنة”، ومن أشهر ما بقي بين أيدينا من مصنفاته، “الدعائم” وهي منظومة في العقيدة والفقه، وقد شرحها أكثر من عالم، ولعل أشهرها: شرح الرقيشي، والقطب.

القصيدة:

الحمد لله الجميلُ تلاؤُهُ  ذي العزِّ والملكوتِ والكبرِ
حمدًا كثيرًا دائمًا شكرًا له   الله ربُّ الشفعِ والوترِ

وهي خاتمة قصيدة تتحدث عن الصيام وأحكامه الفقهية كلها، يقول من الكامل:

أهلاً بشهر الصوم من شهر بالناطق المحمود في الذكر
أهلاً به وصيامه وقيامه  خير الشهور وسيد الدهر
نزل القرآن على النبي محمد فيه وفيه ليلة القدر
وتفتح الفردوس فيه لأهله  وتضمخ الخيرات بالعطر
وتغلق النيران عن صوامه  وبغل كل عمردٍ عفرِ
وعلى الجميع من الورى أن يخرجوا  بعد الصيام صبيحة الفطر
حتى الكعاب من الحجال فما لها عذرٌ وما للشيخ من عذرِ
أكرم به يومًا وأعظمُ قدرهُ  يوم الجزا ومثابة الأجر
والصوم فيه بشاهدٍ متخبرٍ والفطرُ فيه بشاهدي برِّ
فإن اختفى فاستفرغوا أيامه كملا كذلك قال ذو الخبر
إن الزكاة من النفوس صيامه وطهارة من أفضل الطهر
وصيامه بالحلم فيه وبالتقى  لله لا باليبس والضمر
صوموا لرؤية بدره ثم افطروا  أيضًا لرؤيته بلا شجر
وكلوا لمسقط شمسه ووجوبها  حتى يبين تنفس الفجر
ودعوا الشكوك وما يريب وكلما  يدعو إلى التخيبر والختر