الشاعر: محيي الدين بن عربي (558هـ/ 1164م – 638هـ/ 1240م)

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين “بالشيخ الأكبر”، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية.

ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون.

لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين، ومن أهم كتبه: ‏الفتوحات المكية، ‏فصوص الحكم، ‏إنسان كامل، ‏المراتب السبعة.

القصائد:

(1) قال من المتقارب:

أهل الهلالُ لشهرِ الصيامِ  وشهرِ الزكاة وشهرِ القيامِ
فصامَ الحكيم على اسمِ الصفاتِ وأفطر ذاتًا بدارِ السلامِ
وقال أنا الحق فاستمعوا بنور التجلي وحسِّ الكلامِ
تعالى الهلالُ بأوصافه  على بدرِه الفردِ عند التمام

(2) وقال أيضًا من البسيط:

لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ   ولا أحسَّ به للخفة القومُ
يومُ الصيامِ له ثقلٌ يحسُّ به   من صامه والذي لربنا الصوم
لأنه نعتُ تنزيهٍ وليس لنا   نعم ويعضده في ذلك الشيم
وليس يدري بشيء من فضيلته   إلا إمامٌ له من دهرِه يومُ
وليس في حضراتِ الكون أكمل من وجود حضرة ما يأتي به النوم

(3) وقال أيضًا من الكامل:

الصومُ لله العظيمِ بشرعه  وإذا أضيف إليَّ كان مُحالا
الصومُ لله الكريمِ وليس لي لكن إذا ما صمته وتعالى
عن صومنا فيكون ذاك الصوم لي  نقصًا وفي حقِّ الإله كمالا
إنّ الصيامَ له العلوُّ جلالة صام النهارُ إذا النهار تعالى
وعلوّ قدر العبد فيه خضوعُه  حتى يكون من الخضوع سَفالا
والفِطر لي بالكسر وهو حقيقتي  فإذا فتحتجعلته المحلالا
الأمر في الثقلِ الحقير كمثل ما  هو في العظيم فدبّر الأثقالا
لا ترض بالأعلى إذا لم ترتقي  فيه من الأدنى وكن جوّالا
نال المدبر رتبةً علوية   عند الإله بحمله الأثقالا
من كان بدرًا كاملًا في ذاته   علمًا يصيِّره المحاقُ هِلالا
عند المحقق في المحاق كماله  في ذاته فكماله ما زالا
الشمسُ تظهر حكمها في عنصر   ظلماته من نورها تتلالا
من بعد ما ألقت عليه سماؤها   ماءً له سرُّ الحياةِ زُلالا