(2) الشاعر: ابن الصباغ الجذامي

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.

القصيدة:

هذا هلال الصوم من رمضان بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفًا فالتزم تعظيمه واجعل قراه قراءة القرآنِ
صمه وصنه واغتنم أيامه واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
واغسل به خطّ الخطايا جاهدًا بهمول وابل دمعك الهتّان
لا غرو أن الدمع يمحو جريه بالخدّ سكبًا ما جناه الجاني
للَه قوم أخلصوا فخلّصوا من آفة الخسران والخذلان
هجروا مضاجعهم وقاموا ليله وتوسلوا بالذل والإذعان
قاموا على قدم الوفاء وشمّروا فيه الذيول لخدمة الديان
ركبوا جياد العزم والتحفوا الضنا وحدا بهم حادي جوى الأشجان
وثبوا وللزفرات بين ضلوعهم لهب يشبّ بأدمع الأجفان
راضوا نفوسهم لخدمة ربهم ولذاك فازوا منه بالرضوان
إن لم تكن منهم فحالفهم عسى تجنى بجاههم رضا المنام
حالفهم والزم فديتك حبهم واجعله في دنياك فرض عيان
يا لهف نفسي إن تخلفني الهوى  عن حلبة سبقت إلى الرحمان
فلأنزفن مدامعي أسفًا على عمر تولى في هوى وتوان
يا رب بالمختار أحمد خير من حاز المكارم في ذرى عدنان
لا تحرمني فضل شهر الصوم ولم تجعل مقرّى جنّة الرضوان