لماذا نفطر على التمر أو الماء؟

عن أنس رضي الله عنه قال:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء).

إن أسرع المواد الغذائية الأساسية التي يمكن امتصاصها وانتقالها إلى الدم هي المواد السكرية، وبخاصة تلك المحتوية على سكر أحادي (جلوكوز) أو ثنائي (سكروز)، لأن المواد السكرية في صورة محلول مائي يمكن امتصاصها في صورة ميسرة بالمعدة والأمعاء خلال مدة قصيرة (5-10 دقائق)، والرطب يحقق هذه الفائدة إذ أنه يحتوي على حوالي 38% من وزنه مواد سكرية و55% من وزنه ماء، و2,2%من وزنه بروتينات، وحوالي 3% ألياف و0,6%دهون.

أما التمور به مواد سكرية تقريبا 73% و2,2% بروتينات، و0,6 دهون و2.2 ألياف وتقريبا 22%ماء.

والثابت طبيًا أن السكر (الموجود بنسبة عالية في التمر) والماء أول ما يحتاج إليها جسم الإنسان الصائم بعد فترة الصوم، لأن نقص السكر في الجسم يسبب ضيق الصدر واضطراب الأعصاب، ونقص الماء في الجسم يسبب قلة مقاومته وضعفه. حيث إن الصائم عند نهاية صومه يكون في أشد الحاجة لشيئين مهمين أولهما مصدر غذائي لتوليد الطاقة بصورة سريعة جداً والثاني تأمين مصدر مائي لتعويض النقص، وهذان العاملان متوفران في الرطب والتمر.

ومعنى هذا فإن تناول الرطب أو التمر يزود الجسم بمادة سكرية بكمية كبيرة فضلا عن السرعة في التزويد لأن المعدة خالية، وكذلك الأمعاء ومستعدتان للعمل والامتصاص السريع، وبخاصة في وجود نسبة الماء العالية في الرطب, أو وجود التمر منقوعا في الماء، وهذه المادة السكرية في صورة كيميائية قد تخطت مرحلة الهضم الأولي مما يساعد على رفع مستوى السكر في الدم في وقت وجيز. ويقول الدكتور أنور المفتي رحمه الله: إن الأمعاء تمتص الماء المٌحلَّى بالسكر في أقل من خمس دقائق, فيرتوي الجسم وتزول أعراض نقص السكر فيه.

وفي الحالات التي لا يجد فيها الصائم رطبًا أو تمرًا فليفطر على ماء كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم أو يكون الماء في صورة حساء دافئ (كالشوربة)، أو يفطر على عصير فواكه محلى أو منقوع التين الجاف أو عصير العنب أو كوب ماء مذاب فيه ملعقة من العسل.