الخطاب الديني وصياغة التدين

المسلم اليوم يعيش في عالم مليء بالأيديولوجيات المتصارعة والمتباينة، تُستخدَم فيه وسائل الإعلام الجديد، الذي ينشر المعلومة في لمح البصر، ويكون لها التأثير البالغ في نفسية المتلقي سلبًا أو إيجابًا بحسب ثقافة ومعرفة وشخصية المتلقي للمعلومة، ومعنى هذا أن الخطاب الديني الدعوي قد كثرت وسائله ومصادره وأهدافه تبعًا للبيئة التي يعيش فيها المُخَاطِب والمُخَاطَب، فالتدين الحق يجعله يلتزم بالتوفيق بين العلاقات الثلاث الضرورية: علاقته بخالقه وعلاقته بالمجتمع وعلاقته بنفسه، بطريقة منظمة ومنسجمة ومتوازنة، فالاستعانة بالله واستمداد العون منه ضرورة لنجاح الإنسان في مهمته في الأرض وهي بناء الحضارة والعمران وعبادة الله تعالى حق العبادة. فإذا كان التدين ضرورة طبيعية وهامة لكل إنسان، فما شكل التدين المطلوب لتحقيق هذه الغاية، من خلال تأثير الخطاب الديني؟

ظاهرة التدين:

التدين مشتقة من الدين، وهو اسم لجميع ما يتعبد الله U به، والديان هو القهار والمجازي أي الذي لا يضيع عملاً، فإذا كان الدين هو الطاعة والخضوع، فالتدين هو الالتزام التام والطاعة الواعية بأحكام الدين. ويطلق في الاصطلاح على الإسلام باعتباره هو الدين المختار من الله الخالق لعباده، قال تعالى: (إنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) (آل عمران: 19) وقال تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران: 85) وهذا يعني أن التدين هو الالتزام بأحكام الإسلام كلها بدون تجزئة، وأن أية فصل بين أجزاء الدين لا يعد تدينًا. قال تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) (البقرة: 85).

الفرق بين الدين والتدين:

كثير من يخلط بين الدين والتدين، فيحكم على الدين من خلال تصرفات المتدينين، فالآيات السابقة الذكر تبين أن الدين مصدره الوحي ويتمثل في الإسلام، الثابت بأحكامه التي لا تتغير وهي كاملة لا تحتاج إلى تكملة أو اجتهاد قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) (المائدة: 03) وفيه من الأحكام ما يمكن الاجتهاد فيها من قبل العلماء الربانيين.

أما التدين فهو اجتهاد الشخص في التمسك بالدين والعمل بأحكامه، وقد يكون ذلك الاجتهاد مصيبًا وقد يكون مخطئًا، وتصرفات المتدين لا تعكس أبدًا مفهوم الدين الذي هو مستقل بمفاهيمه، بمعنى من أراد أن يعرف الدين يقرأ مصادره المعرفية، ولا يقرأه من خلال تصرفات الأشخاص.

مظاهر التدين:

كما ذكرنا سابقًا التدين الحق هو الأصل المطلوب والموافق للكتاب والسنة، والخروج عنه يصنف ضمن التدين الشاذ العشوائي، وهو الذي نلخص مظاهره في هذه النقاط:

1- متدينون يظهرون في المجتمع في أماكن مرموقة وحساسة ويدعون إلى التقوى والورع والتمسك بالدين، ولكنهم يستغلون الدين أسوأ استغلال لتحقيق مآربهم، ويلوون النصوص ليًّا ليبرروا أعمالهم.

2- فئة متدينة تدعي حمل لواء السنة والمحافظة عليها، وتحاسب الناس وفق قواعدها ورؤيتها وفهمها الظاهر للنصوص، ويرفضون الآخر ويعتبرونه صاحب بدعة وضلال وكفر.

3- التزام بعض الشباب بتعاليم الدين بطريقة ملفتة للانتباه كالمبالغة في أداء الشعائر بطرق غير مألوفة. والسبب في ذلك حصر الإسلام في شخصية ما تحمل الحقيقة المطلقة التي لا يمكن معارضتها ويجب تقديسها والامتثال لأوامرها، وهذه الحالة تجعل بعض الأتباع يعانون ضغطًا نفسيًّا وعقليًّا، مما يسوقهم سياقة

4- عدائية فكرية أو لفظية وربما مسلحة، فتقديسه لشيخه دون معارضة يجعل العقل يذوب أمامه فيتقبل كل ما يقال له دون فهم ووعي وهو بذلك يفقد شخصيته وكرامته وحتى إنسانيته.

دوافع وأسباب التدين الشاذ:

الحقيقة أن دوافع التدين تتلخص في دافع واحد أساسي وهو الحاجة الماسة إلى الالتزام بأحكام الدين لنيل رضا الله تعالى والفوز بالسعادة في الدارين، ولكن حين النظر في واقع التدين المعاصر نجد هناك دوافع وأسباب جعلته ينحرف عن أهدافه المحمودة إلى أهداف مذمومة منها ما يرجع لطبيعة الشخص المتدين، وأخرى تتعلق بواقع المحيط الاجتماعي سواء كان مؤسسات أو مناهج أو أسباب خارجية، ويمكن أن نلخص هذه الدوافع فيما يلي:  

– التقليد الأعمى: غالبًا ما يكون التدين العشوائي أو المغشوش منطلقًا من التقليد الأعمى، البعيد عن الفهم الواعي لمقاصد النصوص والأحكام، قال تعالى: (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ، وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) (سورة النجم: 28).

– ضعف المستوى العلمي: الإحصائيات بينت أن هذا النوع من التدين يظهر عند فئات من المجتمع ذات مستوى معرفي وعلمي محدود، خصوصًا وأنهم يعارضون أية دور للعقل في الشريعة، ومن ثم فهم ينكرون أية دعوة للتفكير والوعي بالذات، وقد حذرنا محمد الغزالي-رحمه الله-من هذا التدين وهذا العامل يرسخ أكثر فكرة التدين المغشوش.

– سوء فهم حقيقة الدين: كثير منهم يفهم التدين على أنه الإكثار من الشعائر الدينية وتكليف النفس ما لا تطيق، والنبي r حذرنا من التنطع والمغالاة فقال: (هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ)، والتنطع هو التكلف والتعسف في فهم الدين على حسب المزاج كمن يحرم أشياءً أحلها الله بحجة الأخذ بالأحوط.

– غياب الوعي والتربية الدينية الصحيحة سواء في البيت أو في المدرسة.

– تغليب العاطفة على العقل: أغلب حالات التدين لدى الشباب مبنية على حوافز عاطفية وحماس فياض سرعان ما يفتر ويتلاشى، وينتج لنا تدينًا سطحيًّا قد يزول في أية لحظة.

– الحالة الاجتماعية: فقدان فرصة الوجود في الحياة الاجتماعية وعدم اهتمام المجتمع به، يلجأ إلى نوع من التدين الذي يجده فرصة للظهور وإثبات وجوده في المجتمع.

– التصلب في الرأي: وعدم الاهتمام بآراء العلماء، والتقوقع داخل المنهج الذي يؤمن به، دون الاهتمام بالمناهج الأخرى ولو كانت على الصواب.

– غياب دور المسجد ووسائل الإعلام: نجد أن المساجد لا تقوم بدورها في توعية الشباب، بل أحيانًا نجدها هي جزء من المشكلة، وكذلك وسائل الإعلام الجديد التي أصبحت لها دور مهم في تنشئة وانتشار التدين العشوائي.

التدين والطب النفسي:

الحقيقة أن التدين الحق هو حالة صحية إيجابية ومحفز مهم للسعادة والقيام بالمهمة المنوطة بالإنسان، ولكن هناك تداخل بين حالات التدين الحق الذي يؤدي إلى حالة من الموازنة العقلية والجسمية والنفسية وغيرها لدى الإنسان المسلم المتدين، وحالة التدين المغشوش الذي يؤدي إلى ظهور أمراض نفسية ونوبات مرضية قد تؤدي بصاحبها إلى الانتحار أو الانحراف الشديد أو المرض العقلي الذي ربما يستحيل شفاؤه، وقد توصلت بعض الدراسات النفسية من وجهة علم الطب النفسي إلى حقائق تثبت هذه الحالات، حيث لاحظ كثير من الأطباء النفسانيين أن ما يتعرض له بعض الشباب من نوبات مرضية تؤدي إلى التدين المغشوش أو العشوائي إذا صح التعبير عنه، لأنه مبني على مبادئ خاطئة ليست لها علاقة بالدين الحق، فهو عبارة عن طقوس تؤدى فارغة من محتواها ومن روح الدين الحق ومقاصده السامية، وعند محاولة علاج هذه الظاهرة يصعب تحليلها والتفرقة بين الحالة المرضية العقلية والحالة المرضية الاجتماعية لأن الحالة التي نتحدث عنها هي حالة مرضية اجتماعية في أصلها غير أنها يمكن أن تتحول إلى حالة مرضية عقلية وهنا يستحيل العلاج لأنها تصبح خارج السياق الطبيعي.

علاقة الخطاب الديني بالتدين:

لما كان الدين هو عبارة عن خطاب لزم من وجود الخطاب الديني المناسب للتدين، فالمنافقون الذين يظهرون الحق ويبطنون الباطل لم ينفعهم إسلامهم، وهذا يعني أن الخطاب القرآني لم يتغير في حقهم ويوافق أهوائهم وأذواقهم المختلفة، وإنما فضح مخططاتهم وانحرافاتهم عن الحق، وحذر من سلوك طريقهم، ولذلك فالتباين بين الدين والتدين لا يعني بالضرورة أن الدين فيه الاختلاف، الذي يستغله البعض في النيل منه، فالمشكلة تكمن في نوعية الخطاب الذي يحقق الأهداف والمقاصد.

فالخطاب هو الكلام الموجه للغير بقصد الإفهام، والخطاب الديني عبارة عن جملة من الآليات والوسائل لتبليغ الأحكام الدينية للناس وحسن استثمارها. فالخطاب الدعوي هو الذي ينطلق من الثوابت ويتطلع إلى روح العصر، يستلهم رشده من هدي النقل ويستنير بشعاع العقل، يستثمر إبداعات العصر وابتكاراته في الوسائل والمناهج والأساليب.

لكن النظرة الفاحصة لواقع الخطاب الديني المعاصر، تفيد بانحرافه عن منهجه وهدفه وأصبح يكرس لنا حالة من التدين المغشوش العشوائي، فنجد بعض الدعاة قد يصابون بمرض العظمة أو التضخم في الأنا، حيث يعتقد هذا الداعية أو ذاك أنه صاحب مشروع إصلاحي ليس له نظير وأنه هو صاحب المنهج الصحيح وغيره في ضلال، فهذا الخطاب الديني الموجه إلى الشباب في أغلبه خطاب عاطفي شكلي انفعالي يحرك الوجدان والقلب ويتوقف عند هذا الحد، فهو بعيد كل البعد عن الخطاب القرآني الذي يثير الوجدان والعقل معًا ويدعو إلى الوعي والفهم الصحيح للأحكام والنصوص، وهو ما نسميه بالخطاب العقلي المعرفي الذي هو خطاب تفسيري تعليلي يؤسس للتدين الحق الذي يبني المعرفة والوعي وفهم الدين بمقاصده وعلله، وهذا ما نفتقده في الساحة الدعوية اليوم.

دور الخطاب الديني في صياغة التدين الحق:

الخطاب يتميز بالصدق وقوة التأثير والإقناع، وأحيانًا لا يحتاج دائمًا إلى البراهين والأدلة، فليس كل صنف من الناس يستعمل معه البرهان، لأن هناك من لا يفهم معاني ومقاصد النصوص ولا البراهين العقلية، وقد يرجع ذلك لفطرته التي لا تقبل البرهان، أو لأنه لا يمكن بيانه في ذلك الزمان، وغالبًا لا يكون للبرهان تأثير على عامة الناس، فالخطابة هي المؤثرة في الناس.

والخطاب الديني المقصود هو الخطاب المستمد من الخطاب القرآني والخطاب النبوي، والذي يجمع بين إثارة الوجدان والعاطفة وبين إثارة العقل والوعي والفهم الصحيح للواقع المعاش، بحسب طبيعة الشخص والبيئة التي يعيش فيها، فحينما أمر الله تعالى نبيه باتباع الدين الحق والالتزام به قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (سورة النحل: 125)، وقد فسرها ابن كثير بقوله: من احتاج إلى المناظرة والجدال، فليكن بالوجه الحسن وبرفق ولين وحسن خطاب، فالخطاب الحسن له دور فعال في صياغة التدين الحق المستمد من القرآن والسنة،  وما يبدعه العقل الإنساني من أساليب تساير العصر ولا تخالف الأصل، يجب أن ينطلق الخطاب الديني الدعوي من قول النبي: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) فيبين للناس حقيقة التدين المتعلق بصلاح القلب والعمل وليس بالعناية باللباس والمظهر الخارجي وترك الباطن، واستغلال التدين لجمع المال على حساب الفقراء والمساكين. فلا يمكن تحقيق التدين الحق إلا بالرجوع إلى إصلاح الخطاب الديني، والذي نقترح أن تكون له خطوات عملية فاعلة نذكر منها:

– مراعاة التخصص في علوم الشريعة: لقوله تعالى: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (سورة النحل: 43).

– اتباع المنهج العلمي في معالجة مشكلة التدين الشاذ وتحكيم النقل والعقل معًا، ومحاولة إقناع المتدين بأن العلم والتقدم المدني ضروري لحياة المسلم من أجل بناء حضارة العلم والإيمان، يقول محمد الغزالي-رحمه الله-: (إن كل تدين يجافي العلم، ويرفض عقد صلح شريف مع الحياة، هو تدين فقد كل صلاحيته للبقاء).

– العلم بمقاصد النصوص وأبعادها المصلحية تبعًا للبيئة التي يعيش فيها المتدين.

– التمييز بين الثابت والمتغير في أحكام الشريعة، وفقه الأولويات.

– الموضوعية والتجرد من الانتماء المذهبي أو الفكري أو التقليد، فالحق أحق أن يتبع.

– الدعوة إلى الالتزام بالدين مخبرًا ومظهرًا، قولاً وفعلاً وممارسة صادقة لما استقر في القلب.

وهكذا عندما نعد الخطيب الحق الذي يلتزم بتلك الخطوات وغيرها، يمكن لنا أن ننجح في إعداد المسلم المتدين الحق الذي يعكس لنا صورة جميلة وواضحة وناصعة عن الدين الإسلامي، ويكون سببًا في الدعوة إلى الله تعالى.

التدين المؤصل بالقرآن والسنة:

كما هو معلوم أن الدين الإسلامي لم يأت بالعقيدة والعبادة فقط، وإنما هو دين ودنيا، والنصوص التي تثبت هذا كثيرة في القرآن والسنة، فالدين الإسلامي هو الوحيد الذي جمع بين الروح والمادة، فالتدين الحق هو الذي يجمع بينهما بتوازن من غير إفراط ولا تفريط، وعندما غاب ذلك الربط بينهما ظهر التدين المغشوش الذي يصور التدين على أنه التزام بالصلاة في المسجد وإعفاء اللحية وتقصير الثياب ودعوة المرأة للحجاب، وفي المقابل لا نجد أي التزام بالمعاملات الإنسانية أو الأخلاقية أو الدنيوية،

فلا يمكن للمتدين أن يكون إمعة يقلد كل ما يسمعه أو يقرأه أو يراه، فالإنسان ليس حيوانًا بالغريزة وإنما هو إنسان بالفطرة، والله تعالى يقول: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) (سورة الحج: 46)، فالقلب هو مصدر الإيمان ومصدر التفكير ومصدر التدين الحق، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة).

فكل محاولة للتأصيل التدين الحق يجب أن تنطلق من الفهم الصحيح لنصوص القرآن والسنة ومقاصدهما، مع الالتزام بنظرية التوسط والاعتدال واليسر، فلا إفراط ولا تفريط، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإذا كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله r لنفسه في شيء قط، إلا أن نتهك حرمة الله فينتقم لله بها).

فالتدين الحق هو الذي يبنى على العلم والمعرفة والاستدلال والتفكير، والتفريق بين الثابت والمتغير في الالتزام بالتكاليف التي أناطها المشرع الحكيم.