موائمات في أمة الحشرات

(قطوف كونية)

جراد الصحراء “لا يورث غذاءً، بل سلاحًا”. حيث يتغذى على أوراق نبات Calotrpus procers المُحتوية على سُمين يريدهما الجراد (دون سائر سمياته) للدفاع عن نفسه ضد أعدائه. ويترك منهما مخزونًا بجانب بيضه حيث تفقس حشراته الصغيرة فتجد “أسلحة كيميائية دفاعية”. وهل تابعت حشرة “بتيلوسيرس” التي تتصنع الموت بجوار بيت للنمل، وعلى بطنها شعيرات ناعمة حمراء تحيط بغدة تفرز رحيقًا. ويمتزج الرحيق بالشعيرات ليكون “فخًّا جاذبًا”. فعندما تلعقه نملة “تتخدر” فتنهض الحشرة “المخادعة” فتفصل رأسها عن جسدها. وتدفع خرطومها في رقبتها فتمتص مكوناتها الحيوية فلا يبقى من النملة إلا جلدها، لتعاود التماوت مرة أخرى. وعلى شاكلتها.. ينخر “الزنبور” بإبرته السامة المركز العصبي “للجندب النطاط” فـ “يخدره”، ولا ينفق فيفسد لحمه، بل يبقى “لحمًا محفوظًا” تبيض عليه الأنثى، وتغطي الحفرة وتموت وقد “أمنت” لصغارها غذائهم قبل قدومهم. ويشن النمل (السفاح) غارات على مستعمرات مجاورة، فيقتل ملكتها، وينهب محتوياتها، ويعيث فيها فسادها، ويقتاد شغالاتها فيجبرهن على العمل لديه.

ويربي النمل قملة النبات ويحميها مقابل ندى العسل السكري الذي تفرزه له ويعشقه، وزهرات النبات تعطي الحشرات رحيقها المجاني لقاء لصق حبوب لقاحها على ظهر الحشرة لتنقلها إلى مياسم أزهار أخرى وتتزاوج. وتستطيع النحلات الطنانة رف جناحيها بسرعة 230 رفة/ ثانية. فتولد شحنات كهربائية موجبة، فتجمع غبار طلع الأزهار (ذو شحنة سالبة) فيلتصق بأجسادها. وتتحسس النحلات الحقل الكهربائي للزهرة، وتحديد الأزهار التي تمت زيارتها من أخريات اعتمادًا على الشحنات الموجودة في الأزهار. ويستطيع الذباب الطيران في أي اتجاه والطيران على أحد الجانبين ويقرر وجهته في واحد على مائة من الثانية. وله ثمان وثلاثين عضلة، عشرون منها تحرك الأجنحة والباقي لتحريك الرأس في جميع الاتجاهات. ويتعدى عدد ضربات جناحيه 200 ضربة / الثانية. وله في كل عين 600 عدسة وكل عدسة تتصل بمخ الذبابة. وهذه العيون ترى في كل الاتجاهات وتستطيع أن ترى أكثر من 100 صورة / ثانية. وجسمه مغطى بزوائد تمكنه من الالتصاق بأي جسم. وعندما تلتهم الذبابة شيئًا من الطعام تبادر إلى فرز أنزيمات هاضمة عليه، لتحلله، فيصل ـ في ثوان ـ إلى معدتها مهضومًا ومغايرًا لحالته الأولى.