لما كانت المؤسسة الأسرية النواةَ الأولى للتنشئة الاجتماعية، واللبنة الأساس التي تضع أسس وقواعد الشخصية المستقبلية -وعلى غرارها المؤسسة التعليمية- كان من اللازم التنبيه إلى دور هاتين اللبنتين في غرس القيم وتثبيتها في نفوس الأجيال الصاعدة، وكان لزامًا أيضًا النهل من منظومة القيم المتكاملة في كتاب الله تعالى. ولعل سورة لقمان تحمل بين آياتها كثير من القيم التي ما لبث الأب المربي يزرعها في فؤاد ابنه، ضاربًا بذلك أروع الأمثلة في بيان أهمية المؤسسة الأسرية.
تبقى وصية لقمان لابنه -وهو يعظه- أهم درس خلُقي وأدب رباني لا زال يعطي لأطفال كل عصر ما يتناسب وحضارتهم، ولكل جيل ما يهيئه ويعدُّه إعدادًا قويًّا صالحًا، يتجاوب مع هذه الحضارة وتلك المعطيات الحية؛ بخلود القرآن الكريم وازدهار حضارته وأصالة قيمه الخلُقية والبلاغية.
ولا شك أن الناظر المتمعن في كلمات هذه الوصايا الخالدة، لَيلحظ ما فيها من القيم الراسخة التي تعد منهجًا مهمًّا للأسر في تربية أبنائها، وللأساتذة في تربية متعلميهم.
إن قيمة مصاحبة الوالدين ومعاشرتهما بالحسنى، قيمة أساسية لا تسقط أبدًا حتى وإن اختلفت العقيدة.
1- القيم التي تستهدف المربين
أ-قيمة رعاية المسؤولية: قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ)(لقمان:13)، فأولى القيم التي على المربّين تمثلها، قيمة رعايةِ أمانةِ تربية الأبناء، فالله تعالى يقول: (إنَّا عرضنا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ والجِبَالِ)(الأحزاب:72)، ويؤكد هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “كُلُّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” (متفق عليه).
فإن تخلّى المربون -آباء كانوا أو أساتذة- عن قيمة رعاية الأمانة، فقد لحقهم إثم كبير ووبال عريض، ونالوا خسارة جسيمة، وخانوا الأمانة التي وضعها الله في أيديهم، وأضاعوا الوديعة التي كلفهم الله بحفظها.
بـ-قيمة وعظ المتعلمين: قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ)(لقمان:13)، ووعظ الأبناء، من القيم الضرورية التي يرسخها لقمان في نفوس المربّين. ذكر الطاهر بن عاشور في تفسيره “التحرير والتنوير”، أن جمهور المفسرين قالوا إن ابن لقمان كان مشركًا فلم يزل لقمان يعظه حتى آمن بالله وحده، وأن الوعظ زجر مقترن بتخويف. ولعل ابن لقمان كان يدين بدين قومه، فلما فتح الله على لقمان بالحكمة والتوحيد أبى ابنه متابعته، فأخذ يعظه حتى دان بالتوحيد.
يمثل بناء التواضع ركنًا مهمًّا في تكوين شخصية الطفل وسلوكه، لأنّ التواضع في جوهره، دعوة عملية إلى المحبّة والمودّة والترابُط، ووسيلة لتحرير القلوب من أغلال الحسد والكراهية.
إن ما يستفاد من قصة لقمان الحكيم مع ابنه؛ أن تأديب الأبناء والتلاميذ بالوعظ، من أنجع الوسائل وأفضلها في إكسابهم فضائل الأخلاق، وتحلّيهم بالتربية الصالحة، وبعدهم عن سفاسف الأمور ورديء الأخلاق، لذلك وجب على الآباء والأمهات التحلّي بهذه القيمة مع أبنائهم وفلذات أكبادهم.
جـ-قيمة التودد في معاملة المتعلمين: لقد افتتحت الموعظة بنداء المخاطَب الموعوظ “يا بُنَيّ” مع أن توجيه الخطاب مغنٍ عن ندائه لحضوره بالخطاب. وبُني تصغير “ابن” مضافًا إلى ياء المتكلم، فلذلك كسرت الياء. والهدف من التصغير، تنزيل المخاطَب الكبير منزلة الصغير، وهو كناية عن الشفقة به والتحبب له، وهو في مقام الموعظة والنصيحة إيماء وكناية عن طلب النصح وحب الخير، ففيه حث على الامتثال للموعظة.
د-قيمة تجديد النصيحة للمتعلمين وعدم القنوط: إن من الأمور الأخرى التي وجب الوقوف عندها، أننا نجد كثيرًا من المربّين يعطي لمتعلميه فرصة واحدة ليعظهم بالتي هي أحسن، ليلجأ مباشرة إلى العنف بعدها في حالة الفشل.. ولكننا في قصة لقمان مع ابنه نستشف أمرًا آخر مغايرًا، فما لبثنا نجد لقمان الحكيم المربي الودود، يعيد ويكرر النداء والتودد في كل مرة؛ فتكرير النداء يفيد تجديد نشاط السامع لوعي الكلام، وهذا لا محالة من الدروس العظيمة التي يحتاجها المربّون مع متعلميهم.
2- القيم التي يستهدف المربّون غرسها في الأبناء
إن المتأمل في هذه الوصايا الخالدة، يلحظ جليًّا استهداف التربية القيمية لأبعاد الشخصية الإنسانية جميعها، من أجل بناء التوازن النفسي عند الفرد. فنجد أن هذه الرزنامة من القيم، استهدفت علاقة الفرد مع ربه بداية، ثم علاقة الفرد مع نفسه ثانيًا، ثم علاقته مع المحيط الذي يعيش فيه أخيرًا. تنوع قيمي فريد؛ قيم اعتقادية إيمانية وأخرى خلُقية ثم اجتماعية.
ووصايا لقمان لابنه، تؤسس لجملة من القيم الاعتقادية الإيمانية، توطد لعلاقة الإنسان مع ربه تعالى.. ويبقى من أهم هذه القيم:
أ-قيمة إخلاص العبودية لله: قال تعالى: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(لقمان:13)؛ تُصور هذه الوصيةُ قضيةَ التوحيد وإخلاص العقيدة لله وحده لا شريك له؛ فالشرك بالله ظلم عظيم وجرم كبير.
فلقمان الحكيم ابتدأ موعظته لابنه بطلب إقلاعه عن الشرك بالله، لأن النفس المعرضة للتزكية والكمال، يجب أن يقدم لها قبل ذلك بتخليتها عن مبادئ الفساد والضلال، ثم إن إصلاح الاعتقاد أصل لإصلاح العمل. وقيمة إخلاص العبودية لله تعالى، هي من أولى وأهمّ القيم التي ينبغي للمربّين غرسها في نفوس متعلميهم، فأولوية الأولويات في تربية النشء؛ دعوتهم إلى توحيد الله ونهيهم عن الشرك به سبحانه. ومن هنا فإنه لا مجال للحديث عن باقي القيم الإسلامية إلا بالاستناد إلى الركيزة الكبرى وهي القيم الإيمانية؛ إذ تعدّ هذه القيمة الأعلى والأسمى من بين جميع القيم الأخرى، فضلاً عن أن كل القيم الأخرى تنبثق من القيم الإيمانية كما ينبثق النور من الشمس.
بـ-قيمة الإحسان: قال تعالى: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)(لقمان:16)، فهذه الوصية تصور لمراقبة الله تعالى في كل حين وإحاطته بكل شيء؛ ليغرس الأب المربي في نفس ابنه منذ المراحل الأولى للطفولة غريزةَ المراقبة والحضور والخوف والتدبر والتفكير العميق والاهتمام والعزيمة الصادقة، والمتابعة والتواصل، وذلك في تصوير تهتزُّ له العاطفة ويمتلئ به الوجدان والقلب رهبة ورغبة.
ومن هنا كان لزامًا على الآباء تربية أبنائهم على الإحسان، واستحضار مراقبة الله تعالى لهم في كل وقت وحين، محاولين بذلك إنشاء التوازن المنشود بين تغذية الروح والجسد.
3- قيم تُوطّد لعلاقة النشء مع نفسه
أ-قيمة أداء فرائض الله: لم يأمر الحكيم ابنه بمجرد الصلاة فقط كما يفعل الكثير من الآباء مع أبنائهم، وإنما أمره بإقامتها، وتعبير الإقامة، له مدلول كبير فيه حضور القلب وإعمال الفكر وصفاء الروح وخشوع الجوارح، وطهارة البدن والنفس، وهو الجو الذي يتيح للقرآن أن يصل إلى غايته، فتسمو بذلك النفس إلى أعلى الدرجات، وتترفع عن الوقوع في المعاصي والزلات.
بـ-قيمة الصبر: قال تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)(لقمان:17).
جاء في “اللسان” بأن الصبرَ حبسُ النفس عند الجزع، والصبر الثبات، ومنه قوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ)؛ أي بالثبات على ما أنتم عليه من الإيمان.فطريق العلم محفوف بالصعاب، فوجب على المربّي غرس هذه القيمة في نفوس المتعلمين.
في وصايا لقمان لابنه، جاءت الوصية بالصبر بعد الوصية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي هذا إشارة من الأب لابنه أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، لا بد أن يناله أذى من الناس، فأمره بالصبر. يقول الطاهر بن عاشور موضحًا ذلك: “ووجه تعقيب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بملازمة الصبر، أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يجرّان للقائم بهما معاداة من بعض الناس أو أذى من بعض، فإذا لم يصبر على ما يصيبه من جراء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أوشك أن يتركهما”.
جـ-قيمة التواضع: قال تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)(لقمان:18-19).
كل هذه النصائح التي قدمها المربّي الحكيم لابنه، تركز على قيمة كبرى وجب تربية الأبناء عليها، وهي قيمة التواضع الذي يعتبر دليلاً على طهارة النفس وسلامة القلب من أمراض التكبّر والخيلاء، ويمثل بناء التواضع ركنًا مهمًّا في تكوين شخصية الطفل وسلوكه، لأنّ التواضع في جوهره، دعوة عملية إلى المحبّة والمودّة والترابُط، ووسيلة لتحرير القلوب من أغلال الحسد والكراهية.
4- قيم تُوطِّد لعلاقة النشء مع الآخر
من القيم المهمة أيضًا ضمن وصايا لقمان لابنه، نجد القيم الاجتماعية، وهي جملة من القيم التي توطد لعلاقة الإنسان مع الآخر، أو علاقة الإنسان مع محيطه. وبالنظر في جوهر هذه القيم الاجتماعية وجدتها تؤول إلى قيمة أساسية واحدة وهي قيمة الرسالية والفاعلية في المجتمع.
أ-قيمة الرسالية والفاعلية: قال تعالى: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(لقمان:17)؛ انتقل لقمان بابنه إلى درجة أعلى من النصح لا تنحصر نتائجها الإيجابية على الفرد فقط كما كان مع القيم السابقة، بل تتعدى فوائدها إلى المجتمع المحيط به فجاء النصح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والآن يطلق عليها علماء التربية التربية بالنظير.
وفي امتثال الأمر فائدتان عظيمتان: أولاهما أنّ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يحرص دائمًا على امتثال أمره واجتناب نهيه بداية قبل توجيهه للمنصوح. وفي هذا الصدد يقول صاحب “التحرير والتنوير”، إن الأمر بأن يؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر، يقتضي إتيان الآمر وانتهاءه في نفسه، لأن الذي يأمر بفعل الخير وينهى عن فعل الشر، يعلم ما في الأعمال من خير وشر ومصالح ومفاسد، فلا جرم أن يتوقاها في نفسه بالأولوية من أمره الناس ونهيه إياهم.
ثانيهما أن يكون الإنسان رساليًّا في المجتمع، ممتثلاً للأمر الإلهي القاضي بأننا مستخلفون في هذه الأرض لنشر الخيرية بين الناس، فيتربّى الطفل منذ نعومة أظافره على الإسهام في تقدم مجتمعه ورفعته.
5- قيم تُوطِّد لعلاقته مع والديه وأسرته
أ-قيمة البر وطاعة الوالدين: قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ)(لقمان:14). ربما يغفل الأبوان عن نصح ابنهما بضرورة برِّهما والإحسان إليهما كون ذلك مسألة بديهية عند الطفل، إلا أن الحكيم المربّي خالف الأمر وفي ذلك تنبيه للأسر؛ فقام بتوصية ابنه بالإحسان إلى الوالدين والبرّ بهما، فيكون لهما نِعْم العون ونِعْم الراعي المطيع. فبرّ الوالدين هو الشكر لهما على ما بذلاه من جهد وطاقة في التربية، ورعايتهما والتواضع لهما ولين القول لهما، والإحسان لهما وطاعتهما في غير معصية الله، والدعاء لهما في الحياة وبعد الممات.
وحتى يكون البرّ بهما مكتملاً، فقد ذكّر لقمان ابنه بما تتكبده الأمّ من مشاق جسيمة، من حمْل ورضاع وفطام حتى يستقيم الطفل على عوده، وهذا من شأنه تلْيِين قلب الابن ليقبل طواعية على برّ أبويه.
بـ-قيمة الشكر لهما: قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)(لقمان:14). أول من أمر الله تعالى بشكره من الخلْق بعده سبحانه، هما الوالدان، وقرَن الشكر لهما بالشكر له سبحانه، لعظم فضلهما وكبير حقهما. فالله سبحانه وتعالى وصّى ببرّ الوالدين بعد وصيته الأولى بتوحيده سبحانه وإفراده بالعبادة، وجعل الوصية منه سبحانه ولم يجعلها من لقمان نظرًا لعظم الوصية، فمكانة الوالدين عند الله عظيمة.
جـ-قيمة الاتباع في غير معصية الله: قال تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا)(لقمان:15). إلى هنا يسقط واجب الطاعة وتعلو وشيجة العقيدة على كل وشيجة، فمهما بذل الوالدان من جهد ومن جهاد ومن مغالبة، ومن إقناع ليغرياه بأن يشرك بالله ما يجهل ألوهيته، فهو مأمور بعدم الطاعة من الله صاحب الحق الأول في الطاعة.
لا مجال للحديث عن باقي القيم الإسلامية إلا بالاستناد إلى الركيزة الكبرى وهي القيم الإيمانية
وبالتالي وجب على الآباء تنشئة أبنائهم على برّهم والإحسان إليهم ما لم يخالفوا أوامر الله ويشركوا به، ومن وجهة نظري، لا يمكن حصر الشرك هنا في الشرك الأكبر، بل وحتى الشرك الخفي. ويبقى الحل هنا ترسيخ قيمة التواصل بين الطرفين، وقبول رأي الطرف الأقوى دليلاً أيًّا كان أبًا أو اِبنًا.
د-قيمة المصاحبة بالمعروف: قال تعالى: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)(لقمان:15). الاختلاف في العقيدة والأمر بعدم الطاعة في خلافها، لا يُسقط حق الوالدين في المعاملة الطيبة والصحبة الكريمة، فإن قيمة مصاحبة الوالدين ومعاشرتهما بالحسنى، قيمة أساسية لا تسقط أبدًا حتى وإن اختلفت العقيدة. وفي هذا تدريب على الصبر والتعامل بالمعروف مع الذين يخالفهم العقيدة على أمل أن يهديهم الله، ويدخلهم في دينه الحنيف للفوز برضوانه تعالى.
تؤكد وصايا لقمان لابنه، أن القيم الإنسانية والخلُقية تتفق مع فطرة الإنسان في كل عصر ولكل الأجيال؛ فما أوصى به لقمان في الماضي البعيد أقرَّه الإسلام، ولا زال يقرّه ويحث عليه في الحياة الدنيا؛ لأنها قيم ثابتة وحيّة ترتبط بوجود الإنسان وحياته. ثم إن هذه القيم هي من الأمور الأساسية التي تحتاجها المؤسسات التربوية في تنشئة الأجيال الصاعدة، وعلى رأسها المؤسسة الأسرية التي تعدّ النواة الأولى للتربية في صلتها منذ البداية بالأبناء. وبالتالي نخلص إلى أن هذه المؤسسة التربوية الأمّ، تحتاج للنهل من معين نصائح لقمان المربّي لابنه، لتجعل منها قواعد تربوية أساسية تسير على منوالها بغية تخريج جيل رائد من الشباب، يقود المجتمع الإسلامي نحو الصلاح والتقدم، ويضعه في الريادة إن شاء المولى القدير.
(*) جامعة القاضي عياض، مراكش / المغرب.