ولكن.. كلُّنا في الهم شوقُ

هي قصيدة عصماء لأمير الشعراء أحمد شوقي، لكأنه ترنّم بها اليومَ، بقلب مَكلوم مَحزون على حال عالمنا الإسلامي إجمالاً، وعلى حال دمشق تخصيصًا، معانيها لا تزال متلألئةً لا تبهت… قال في مطلعها لا فضَّ فوه:

سلام من صبا “بَرَدى” أرقُّ***ودمعٌ لا يُكفْكَف يا دمشـقُ

ومعذِرة اليــــراع والقـوافــــي***جلالُ الرَّزْءِ عن وصف يَدِقُّ

نعَم، يموت الرجل فيخلُد المعنى دفَّاقًا… ويفنى الجسم فيبقى الروح خفَّاقًا… أمَّا الكلمة الصادقة التي بُذرت في تربة الحق، وأينعت في عالم الخلق… أمَّا هذه الكلمة، فأصدق وصف لها قولُ رب البيان، ومعلِّم القرآن، جل جلاله وتعالى حُكمه: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾(إبراهيم:25)؛ إنها لِطيبها تعانق عالَم الملائكة برفقٍ، فتسقي العقول الفطِنة كلَّ آن، وتُحيي القلوب المحبة آنًا بعد آن.

ولقد أبدع شاعرنا ثانيةً حين قال، في ذات القصيدة الفيحاء، وهو يحرّك منَّا المواجد، ويُلهِب فينا الأشواق:

نصحتُ ونحن مختلفون دارًا***ولكنْ، كلُّنا في الهمّ شرقُ

ويـجمعــنا إذا اختـلفــت بـــلادٌ***بيـانٌ غيـرُ مختلـــفٍ ونُطْـقُ

غير أني أستميح فصيحَ العرب شوقي عذرًا، إذا تجرَّأتُ عليه؛ لا لأخطِّئه، فذلك مما لا ينبغي لمثلي أن يدِّعيه على مثله، لكن لأبشِّره أنّ نصر الله تعالى بدَا حاجبُه في الأفق؛(1) إنه قاب قوسين أو أدنى، لأجل ذلك تشجَّعتُ فحوَّرت في رائعته معنيين، وله الفضل سابقًا ولاحقًا:

أولاهما أنّ دلالة “الهمِّ” قد نمت وتطوَّرت، فبعد أن كانت سلبيةً قاتمةً: سلبيتُها من سلبية الفرد المسلم يومئذ، وقتامتُها من قتامة حال الأمَّة حينئذ؛ ولقد كنَّا أوان نسج القصيدة(2) نئنُّ تحت كلكل ضعفنا وهواننا، ونرزح تحت نير الاستعمار؛ يذبِّح أبناءنا، ويستحيي نساءنا… أمَّا اليوم فيصدق أن نقول: إننا “نرى رفرفة خمائل القضيةِ في كل صوب وناحية منذ الآن بوفاء كوفاء الفجر، وعلى مرغمة كل عائق، وبفضل الذين حفّزوا الخارطة الروحية للوطن بخفقات قلوبهم، ولوّنوها وسقوها بدموعهم… ولئن جاز العديد من خداع الفجر الكاذب، فإنَّ شهادة أصدق الشهود على شروق الشمس قريبًا هو الفجر الصادق في الأفق نفسه”.(3) ولذا تفتَّح معنى “الهمِّ” على عالَمٍ أكثر رحابة وإيجابية وسعة، ليعني “التوتُّر الروحيَّ”، و”الشدَه المعنويَّ”، و”الألم من أجل الأمَّة”… مِن هنا جاز لنا أن نعدِّل في البيت مُنشدين:

“نصحتُ ونحن مختلفون دارًا***ولكن، كلُّنا في الهمِّ شوقُ”

إنه لشوقٌ لغدٍ متفتِّح الأكمام، وإنه لَتوقٌ لمستقبل باسم الثغر؛ ﴿وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي﴾(يونس:53)، ﴿إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾(الذاريات:23).

ثانيهما أنّ الذي جمعنا اليوم ونحن نرفرف في سماء الشرق، هو “الله تعالى” جلَّ شانُه، و”كتابه الكريم” سما بيانُه، ثم “رسوله الحليم” شرح الله صدره، ووضع وزره، ورفع ذكره… فلم تجمعنا -إذن- اللغةُ، ولا النطق، ولا اللسان، ولا العرق… إلا أن يعني الشاعر “بالبيان والنطق غيرِ المختلف” كلامَ الله المبين، وكتابَه المتين؛ فهنا فقط، نوافقه ونذهبُ مذهبه، ونردِّد على إثره:

“ويجمعنا إذا اختلفت بلادٌ***بيانٌ غيرُ مختلفٍ ونُطْقُ”.

سمعتُ صوتًا خافتًا، من هنالك، يهمس في أذني قائلاً:

– إن يكن هذا إجمالاً، فأين التفصيل؟ وإن يك اختصارًا، فأين الإطناب؟ وإن قصدت الإلغاز، فأين مفتاح الشفرة، ورمز الأحجية؟

قلتُ: نعَم صدقتَ، لكن رويدًا لا تستعجل ولا تختزل، واسمع قول ربنا العظيم لنبيّه موسى الكليم: ﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى﴾(طه:83).

قال الذكيُّ الفطِن: لكن يا هذا، تنبَّه إلى جواب الرسول الملهَم، وقد حماه ربُّه بكرمه ورعاه على عينه وعلَّمه من علمه؟

قلت: ماذا تعني؟

قال: ليست كلُّ العجلة ندامةً، وإنما العجلة إذا كانت ابتغاء رضوان الله، فهي عنده مبرَّة ومكرُمة. ألم تسمع جواب سيدنا موسى الحكيم: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾(طه:84). كذلك أنا، عجِلت إلى سماع الخبر، ابتغاءً لرضا ربي، وأملاً في فرج يحلُّ عاجلاً على أمتي، وترقُّبًا للفجر الجديد والعهد الوليد! فهل يقنعك هذا يا هذا؟

قلت: نعم، أصبتَ… ذلك المبتدأ إليك الخبر، وتلك المقدِّمة دونك المتن، وهذا الشاطئ فلنغص في البحر متوكِّلين على الله محتسبين:

بيانُ ذلك أنَّا سمعنا من أقصى الشرق مناديًا ينادي أنْ توافدوا لإحياء ذكرى “النور الخالد، مفخرة الإنسانية، محمد عليه أفضل الصلاة والسلام”… وقد يسَّر الله تعالى على يد عبده المنيب(4) تأليف هذا السفر الفريد، ولقد تُرجم من قبلُ إلى خمسٍ وثلاثين لغة، وها اليوم يفتح الله تعالى بترجمته إلى اللغة الأندونيسية، لغةِ أكثر البلاد الإسلامية مددًا وعددًا.

نعَم، من هنالك، في الطرف الشرقي لمحور “طنجة-جاكارتا”، أو إن شئتَ فقل لخطِّ “مراكش-جاوا”؛(5) من هنالك، من جاوا، وجاكارتا، وبانودنغ، وسومطرة… جاءت دعوةٌ كريمةٌ، تفضَّل بها مأجورًا كرسيُّ “الأستاذ فتح الله كولن” في “الجامعة الإسلامية الوطنية”، فاستجاب ثلَّةٌ من المثقّفين والمفكرين، من المغرب والمشرق، وأسْرَوْا ليلاً وجهة آخرِ نقطة من جغرافية الشرق. فيسَّر الله لهم أمر السفر، ثم فتح لهم من رحمته، كيف لا وقد استجابوا لأمر ربهم الحكيم: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا﴾(الأنعام:11)، ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾(الملك:15).

وهنالك، في جاكارتا، عاصمة الجزر الأندونيسية، هنالك استُقبل الوفد بحفاوة يعجز اللسان عن وصفها؛ بورودٍ في المطار، ثم بإقامةٍ في منزل أنعِم به من منزل، وتوالت الزيارات إلى الشخصيات البارزة، والوجوه الطيبة، والعائلات السخيَّة، والمؤسَّسات البديعة… في هذه البلاد العامرة الطاهرة، التي نزل بها “المهاجرون” من شباب “الخدمة” أوائل التسعينيات من القرن الماضي، فبذروا فيها “المحبَّة” و”التسامح” ومعنى “أن تعيش للآخرين”، ودفنوا لأجل ذلكم “أنانياتهم” في تراب الخمول، موقِنين أنَّ “ما نبُت مما لم يُدفَن لا يتمُّ نتاجُه”.

ولقد قال أحد وجوه البلد في كلمة بديعة قُبيل وجبة عشاءٍ دعانا إليها عن طيب خاطر: “إن فتح الله قد أعاد الاعتبار إلى الأخلاق الحميدة، في منظومة الأوامر والقيم الشرعية، هذه الأخلاقُ التي تشغل جلَّ نصوص الشارع الحكيم، ولكنها -للأسف- تكاد تغيب من واقع المسلمين اليوم”، ثم أردف قائلاً: “لم نعرف الخدمة إلا من خلال أخلاق شبابها، التي تذكِّرنا بأخلاق الصحابة، عليهم شآبيب الرحمة، ويليق بنا أن نعترف أنّ هؤلاء هم الصحابة الجدد، صحابةُ هذا العصر، بحول الله تعالى، ولا نزكِّي على الله أحدًا”.

ويذكر التاريخ أن “أهل حضرموت-اليمن” نشروا الإسلام في هذه الربوع اليافعة، ولا يزال لهم هنا ذكر وأثر ومحمدة، بل وعِرقٌ حي نابض، ممن أصله من اليمن السعيد، يمنِ الحكمة والفخر والبطولة… أمَّا اليوم، فيسجِّل التاريخ بصوتٍ جهُورٍ صادقٍ، أنّ “أهل الخدمة” أحيَوا لحمة الدين من جديد، وأزالوا هواجس الفُرقة، وذكَّروا العالمين أنّ “الإسلام دين أمن وأمان”، وأنّ الخيرَ كلَّه في الإقبال عليه، وأنّ الشر جميعَه في الإعراض عنه. ألم يقل المرشد الخرّيت: “رجاؤنا الوطيد المنتظَر أن نشهد قريبًا -إن لم ننقض عهد الوفاء مع الله تعالى- معاني سورة النصر بعظمتها وهيبتها كرّة أخرى… وأن ترفرف رايات الإيمان والأمل والأمن فالاطمئنان والحبور، في ظلّ الإسلام مَرّة أخرى… وأن تتعرف البشرية في الأرض كلِّها على نظامٍ عالمي جديدٍ فوق ما تتخيَّل، وأن يستفيد كلُّ إنسان، بقدر ما تسع فطرته وأفق فكره من تلك النسائم المنعشة”.(6)

ولقد شهدنا -عيانًا ويقينًا- مدارس شامخة عتيدة، بلغت الذروة جودةً وإتقانًا، أغلبها من سخاء أهل البلد الذين آمنوا بدرب العلم مَخرجًا وفرجًا، ثم زرنا دُورًا للطلبة وأخرى للطالبات، مفتوحةً على العالم مبنى، ومتصلة بالسماء معنى، يصدق أن يُتلى عند بابها دعاءً وابتهالاً قوله تعالى: ﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا﴾(الكهف:16).

وإن للتجارة والصناعة هنا لمكانة أيُّ مكانة، غير أنها ليست لكنز الأموال الطائلة، ثم تبذيرُها في الملاهي واللوثات، أو إسرافها في الرِّءْيَا أو في الأثاث، وإنما هي للسخاء سحًّا، استجابةً للحق ونفعًا للخلق، وهي للإنفاق في سبيل الخير والبرِّ، والبذل في طريق العلم النافع والعمل الصالح… ألم يقل نبينا المكرَّم، فداه أمِّي وأبي: “يا عمرو، نعم المالُ الصالح للرجل الصالح” (رواه البخاري).

ولقد مرَّت الأيام كلمح البصر إلى أن جاء موعد الملتقى، فجمع المئات من المحبِّين الـمَشوقين الـمَشوفين، كلُّهم جاء ليشنِّف أسماعه بذكر الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، في هذه البلاد التي تستمرُّ الاحتفالات فيها بمولد البشير شهورًا وشهورًا.

كانت البداية بوجبةٍ سخيةٍ مع عشاء طيب المذاق، تحفُّه الملائكة، حيث يتعارف الناس من مختلف الأمصار، بوجوهٍ مسفرة وأخرى ضاحكة وثالثة مستبشرة… وإنك لن تصادف -في هذا المقام الإيماني المحمدي- وجهًا عبوسًا قمطريرًا، ولا وجوها عليها غبرة ترهقها قترة… وإنما هي الرحمات حين تنـزَّل من رب رحيم ودود كريم.

فشنَّف الأسماع مجوِّد من أهل البلد كهلٌ، غير أن صوته لا يزال غضًّا طريًّا، وظني أن سيدنا الحبيب المصطفي لو سمعه، لقال له ما قال للصحابي الجليل أبي موسى الأشعري عليه رضوان ربي: “لقد أوتيتَ مزمارًا من مزامير آل داود” (رواه مسلم)؛ ولقد اتفق العلماء الأفذاذ أن المزمار دلالةٌ على الصوت الحسن.

ثم انبرت فرقة “النور الخالد” للأناشيد والمديح بأصواتها الناعمة الشجية المليحة الصافية النغم، فقامت تردِّد بحنين وأنين، مدائح وأناشيد عن المجتبى الحبيب، بلغات أربع، تتراوح بينها في سلاسة، تنسيك القيود والحدود، وتذكِّرك أن اللغات جميعها آية من آيات الله تعالى، قبحها من قبح محتواها وجمالها من جمال فحواها.

وعلى القاعة تنزَّلت غمامةٌ، فطارت القلوب طربًا واعتصارًا، لِشاعرة تُخاطب رسول الأنام بلسان قومها، فتبكي القلوب الضارعة وتدميها، وتذرُ الأفواه فاغرة والآذان مُطرِقة، وهي تنادي بأعلى صوتها: “يا رسول الله… يا رسول الله… يا رسول الله”.

وكان للضيوف والأعيان كلماتٌ للترحيب، ونصائحُ كالجواهر تتنزَّل على الجموع وضيئةً ناصحةً ناصعةً… وما ذلك إلا أنها نبتت في أرض الشوق، وسُقيت بماء العشق، ونمت تحت سماء الوصل، ثم أثمرت خيرات وبركات، وغمرت الأرواح ظلاًّ ظليلاً، وأحلَّت الوجوه نورًا وضيئًا.

وأخيرًا، جاء بيت القصيد، عَبرات وعبارات في محاضرات وانطباعات حول “النور الخالد”، ولقد زالت جميع أسماء الخلائق وقتها، إلا اسمٌ واحدٌ فريدٌ هو اسم سيد الثقلين محمد صلى الله عليه وسلم. ولقد صدق الله العظيم القائل وهو يبشر نبيه وينذر شانئه: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾(الشرح:1-4)، ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾(الكوثر:1-3).

وحتى اسم “فتح الله” قد ذاب في بوتقة الحبيب القريب. وكُلِّي يقينٌ أن رجاء الأستاذ قد تحقَّق، وهو الذي يكره الأضواء، ويعشق الظل، ويتفنَّن في “تصفير الذات”، وفي درء المدح والمحمدة… فيختفي عن الأنظار، وينهى عن نسبة أيّ عمل له، ويبكي لربه ليل نهار: “يا ربِّ، لا تُرني ربيع عملي، وانفع به غيري، ولا تجعل حظّي من عملي في دنياي، وادَّخِر لي الأجرَ ليوم لُقياك… آمين يا رب العالمين”.

وما أروع المناجاة التي يتفطر على إثرها القلب المحبُّ للمصطفى، وتزول في ساحها الحروف والكلمات والأصوات، لتترك الصمت أبلغ معبّر، والشده أقوى برهانٍ، والهمَّ أصدق بيانٍ… إنها لمناجاة عاشق ولهان متيم، لم يخطب يد “ليلى” يومًا ولا رجاء له فيها، وإنما ليلاه “أمته ودينه”. وهو لذلك يناشد “سلطان القلوب” صلى الله عليه وسلم بقوله: “يا أيها النبي المبارك المحلق في الأعالي أبدًا… أنت روحُ الروح لنا، ورسالتُك دواء لأدوائنا المزمنة، نرجوك أن تأتينا كرة أخرى، فلا تدعْنا بلا روح… نرجوك أن تتكلم مرة أخرى، فلا تَدَع عبيدك في مضض الهموم… في طريق مسيرتنا كثير من المتربصين بنا الداوئر، وعظائمُ من نيران الفتن تَغشي آفاقنا بدخانها… ونحن نكدح في السير مهما كان، نسعى مرة، ونكبو أخرى!.. فاجعل معيتك علامة لنا في طرق سيرنا، وأَشعِرْ قلوبنا بطمأنينة دلالتك وهدايتك إلى سواء السبيل… وإذا لم تنادنا من فوق قمم القلوب، فلم نسمع نحن -بدورنا- مِن آفاق أرواحنا أنفاسَك المُحْييَة، فسنصفرُّ كالأوراق التي يلتهمها الخريف، ونصير سببًا لهبوب أنسام الحزن في أفقك. وكم كنا نتمنى ألا نتطاير أشتاتًا مع الخريف، وألا نكون وسيلةَ حزن يطرأ عليك… لكن هيهات هيهات”.(7)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

(1) إشارة إلى قصيدة “بدا حاجب الأفق”، للأستاذ فتح الله كولن، مطلعها: أوشك السفر على الانتهاء***وبدا حاجب الأفُق***ذاك الربيع الذي كان مخضرًّا بكل أشكاله***أصبح اليومَ مصفرًّا.

(2) عاش أحمد شوقي أحلك أيام المسلمين، وعاين سقوط الخلافة، وتكالُبَ الاستعمار الغربي على البلاد المسلمة، وضعف المسلمين وهوانهم وخورهم حينها، وذلك ما بين 1868-1932م.

(3) القضية الكبرى لشعبنا، للأستاذ فتح الله كولن، وهو مقال نشر في كتاب “ونحن نقيم صرح الروح”، ص:105.

(4) “النور الخالد”، للأستاذ فتح الله كولن، وقد طُبع طبعة راقية بديعة، وبيع منه في مولد هذه السنة فقط، باللغة التركية، حوالي مليوني نسخة، إضافة إلى ملايين النسخ التي بيعت من قبلُ، باللغة الأمّ، وبشتى اللغات التي ترجم إليها، علمًا بأن الهدف هو تبليغ صوت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جميع سكان العالم بجميع لغات البشر.

(5) محور “طانجا-جاكارتا” بتعبير مالك بن نبي، ومحور “مراكش-جاوا” بتعبير فتح الله كولن.

(6) دنيا في رحم الولادة، للأستاذ فتح الله كولن، وهو مقال نشر في كتاب “ونحن نقيم صرح الروح”، ص:12.

(7) وخاتم المنبئين عن الغيب، للأستاذ فتح الله كولن، وهو مقال نشر في كتاب “ونحن نبني حضارتنا”، ص:144.