ورد في “رمضان تَنْبِهْنَامَسِي” (وثيقة تنبيهات رمضان) لدى الدولة العثمانية، أن السلطان ذاته هو مَن كان يقوم باختبار واختيار نوعية القمح الذي سيُصنع منه الخبز في شهر رمضان المبارك، وكذلك هو مَن كان يقوم بتحديد وزنه وكمية الملح التي تضاف إليه… حتى إنه كان يختار نوع الحطب الذي يتم حرقه في طهي هذا الخبز! وإذا نال هذا الخبز إعجاب السلطان وأهل الخبرة في القصر، تبدأ الأفران بخبزه وبيعه إلى الأهالي والصائمين.
وقبل حلول شهر رمضان المبارك الذي تبدأ التحضيرات له قبل خمسة عشر يومًا، يأمر السلطان بتشكيل هيئةٍ لمراقبة الأغذية في الأسواق وتنظيم أسعارها. ولعل قيام السلطان ذاته بالإشراف على أدق التفاصيل إبان هذه التحضيرات، خير دليل على اهتمامه بالرعية واعتنائه بصحتهم.
وأيضًا تم في وثيقة “تنبيهات رمضان” توجيه الأهالي إلى التمسك ببعض الضرورات والالتزام بها طيلة شهر رمضان المبارك، حيث يقوم الوعّاظ بتذكير الجماعة في المساجد، والمنادون بتنبيه الأهالي في الشوارع؛ بألا يزور أحد منزلاً دون إخبار صاحبه أو دون دعوته له… وألا يقوم أحد بتناول الأطعمة أو المشارب في الشوارع… وأن يحرص الناس على الصلوات الخمس بجماعة في المساجد… وأن يبذلوا كل ما بوسعهم لنيل بركات هذا الشهر المبارك وفضائله… ثم يُطلب من الأهالي أن يدعوا إلى الدولة العثمانية بالخير والفلاح، وإلى الأمة الإسلامية بالفوز والنجاح.
ولابد من التذكير هنا، بأن الدولة العثمانية قامت بتقديم مكافآت كبيرة لأول مَن يرى هلال شهر رمضان المبارك ويخبر اللجنة العليا بذلك.