الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات 

أي كلام أعذب للسانك من تقبيل أسمائه الحسنى، وأي لذة ألذ لقلبك من عناق صفته الكبرى، وأي اسم أشهى لفمك من تكرار اسمه الاشهى!

وأي سرور أسر لفؤادك، وأي سماع ألذ لسمعك، وأي قرار أقر لبصرك، وأي طيب أذكى لشمك، وأي طعام أشهى لروحك، وأي نور أنفذ لذوقك، وأي لباس أستر لجسدك، وأي دواء أنفع لدائك من ذكر الله!؟

ألا يكفي أن تذكره فيذكرك! ألا يكفي أن الله جعل الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات في أعلى المراتب والدرجات متجاوزًا بذلك تسع صفات فقال تعالى: (إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِینَ والمسلمات وَٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَاٰتِ وَٱلۡقَاٰنِتِینَ والقانتات والصادقين وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِینَ وَٱلصَّابرَاتِ وَٱلۡخَاشِعِینَ وَٱلۡخَاشِعَاتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِینَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَاتِ وَٱلصَّائِمِینَ وَٱلصَّاۤىِٕماٰتِ وَٱلۡحاٰفِظِینَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحاٰفِظَـٰتِ وَٱلذَّٰاكِرِینَ ٱللَّهَ كَثِیرًا وَٱلذَّٰاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةً وَأَجۡرًا عَظِیمًا) [سورة الأحزاب 35] هكذا تدرجت الصفات بحسب مراتبها، ابتدأت في الإسلام ثم التي تليها ثم التي تليها، وينبغي أن نشير إلى أن الله لم يأمر بالكثرة في نوع من أنواع العبادات إلا بذكر الله قال تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرًا كَثِیرًا ۝  وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةً وَأَصِیلًا ۝  هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤىِٕكَتُهُۥ لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمًا) [سورة الأحزاب 41 – 43] وكذلك قوله تعالى: (َيـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا لَقِیتُمۡ فِئَةً فَٱثۡبُتُوا۟ وَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرًا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ) [سورة الأنفال 45]  ومن ذلك قوله تعالى {ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا} (الحج:40)، وأي مزية للذكر أكثر من كونه صفة الملائكة الكرام يتباهون بها قال تعالى على لسانهم: (وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ َ) [البقرة: 30] وكذلك (وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلصَّاۤفُّونَ ۝  وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ) [ الصافات: 165 – 166]. 

وإذا كان علينا أن نلتزم هذه العبادة العظيمة فإنه في المقابل وجب على الذاكر، تذكير غيره، قال تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر) وكذلك قوله تعالى (فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ ۝  سَیَذَّكَّرُ مَن یَخۡشَىٰ ۝  وَیَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى ۝  ٱلَّذِی یَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ ۝  ثُمَّ لَا یَمُوتُ فِیهَا وَلَا یَحۡیَىٰ) [سورة الأعلى]  فإن قصرت الهمم لدى من تدعوهم إلى بلوغ منزلة الذاكرين الله كثيرًا ، فلا عذر من تذكيرهم بالعودة إلى القرآن وعبادة الله، قال تعالى: (ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ، أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)، فلا يعجز أحدنا بعد فراغه من عمله أو وظيفته أن يخصص له وقتًا معينًا للتلاوة وذكر الله، قال تعالى: (… عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَیۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَیَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ یَضۡرِبُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ یَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ یُقَاٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنًاۚ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَیۡرًا وَأَعۡظَمَ أَجۡرًاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِیمُۢ) [سورة المزمل 20]، وقال تعالى: {فَإذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وإلَى ربِّكَ فَارْغَبْ} [الانشراح]، 

فإن ذلك يولد محبة الله وإذا تولدت هذه المحبة كانت أعظم معين للإنسان على الاتباع، قال تعالى: (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ الآخر وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرًا) [سورة الأحزاب 21].

المسألة الأولى: السعادة والطمأنينة في ذكر الله

الكثير منا يقضي ساعات وهو يبحث على المتعة والسعادة التي تشعره بالطمأنينة يتنقل بين وسائل التواصل، ومشاهدة المباريات، أو الاستماع إلى الأغاني وما شابه ذلك، ولا يظن أن هذه المتعة ممكن أن يجدها في تلاوة القرآن الكريم أو في ذكر الله، وهذ الظن ليس في محله ففي ذكر الله وتلاوة القرآن أعظم متعة وطمأنينة وراحة يفتقدها الملوك، لأن الله يستطيع بطريقته وقدرته أن يدخل السعادة على عبده وكيف لا وقد بين لنا أنواعًا من رأفته ورحمته، هو الذي أنزل السكينة على رسوله وعلى المؤمنين في أحلك الظروف، وربط على قلب أم موسى وأذهب الحزن عن مريم، ولا يدرك هذه المشاعر إلا من جربها فإن الذوقيات لا تُحكَى وإنما يشعر بها كل من ذاقها وورد مواردها يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد:28).

ومن غرائب الأمور أن من يهجرون القرآن وذكر الرحمن ينظرون لأهل الذكر نظرة مغايرة ومعتقدين أنهم يعيشون في تعب، ولا يستوعبون أن الذاكرين في نعمة عظيمة فكيف يشقى من كان في الله ومع كلام الله!

صحيح أن هناك من سيقول أنه بالإمكان أن تجد المتعة في غير ما ذكر!

يرد عليهم أنه وإن صح أن هناك متعة اللحظة ونعمة تحصل من طرق مغايرة للقرآن وذكر الرحمن، إلا أنها تختلف اختلافًا كبيرًا فهي نعمة بين يدي شقوة فما فائدة تلك النعمة والمتعة التي يعقبها شقاوة سواء أكانت شقاوتهم عاجلة أم آجلة فهي محسوبة عليهم لا لهم، بينما منهم مع القرآن فهم متوازنون ومتصالحون مع أنفسهم، فقد ضمن لهم الرحمن الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، فالله يتولى أمرهم فتسْمُو أرواحُهم وتطهر قلوبهم وتتزكى نفوسُهم قال تعالى: (قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ۝  وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ) [الأعلى]. 

هذه الطمأنينة لا يمكن إدراكها إلا بالقرآن وهي أنفع لمن يضيع وقته فيما لا خير فيه من متعة اللحظة التي يعقبها كدر وسخط فكم من متعة بلحظة جلبت نقمة لسنوات وخاصة إذا كانت فيما حرم الله، بل وجلبت العار والثبور نسأل الله السلامة وأن يجعل راحتنا في الدارين به وفرحنا في الدارين به.

المسألة الثانية: القرآن والذكر يعينان على مجاهدة النفس

وانطلاقًا من مفهوم الآيات فإن القرآن والذكر يعينان على مجاهدة النفس وتزكيتها، فالإنسان عدو نفسه والأعداء الآخرون لا يصلون إليه إلا من خلال نقط ضعفه، وإذا ترك بدون كتاب يذكره ونبي يرشده فإنه يضر نفسه بنفسه قبل ضرر غيره له، قال تعالى في سورة الجمعة: (هُوَ ٱلَّذِی بَعَثَ فِی ٱلۡأُمِّیِّـۧنَ رَسُولًا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰلٍ مُّبِینٍ)، وفي نفس السورة قال سبحانه وتعالى: (یَأ اَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا نُودِیَ لِلصَّلَوٰةِ مِن یَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡا۟ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُوا۟ ٱلۡبَیۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَیۡرٌ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُون◇ فَإِذَا قُضِیَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُوا۟ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرًا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُون َ).

ولا يكون المسلم من الذاكرين إلا إذا كان قد سمى في مجاهدة نفسه، ولا نقصد هنا الذكر بمفهومه الخاص المقتصر على اللسان والصلوات وغيرها من العبادات المخصوصة فحسب، بل إن الارتقاء للدرجات العليا لا يحصل إلا بذكر الله بمفهومه العام والواسع، خاصة إذا ما تصورنا بأنه لا يمكن للمسلم أن يقوم بأي شأن من الشؤون أو عمل من الأعمال مهما كان وهو يبتغي به مرضات الله دون أن يربطه بذكر الله، لأن النقص والسهو قد يعتري أعمالنا كلها بدون استثناء، بما في ذلك تلاوة القرآن والصلاة والتسبيح والذكر، بسبب خواطر أنفسنا وتخيلات حواسنا أو سهو مذهل، ولذلك كان تعريف الذكر بأنه الحفظ والمراقبة وهذا هو الذكر الذي يعول عليه فيكون المذكور هو الحاضر وأنت الغائب وليس العكس، فكم من حاضر في محراب الصلاة والذكر وهو في عقله وقلبه شارد، وكلنا لا يسعنا إلا عفو الله وكرمه، وهكذا يمكن إسقاط الأمر على كل أفعالنا .

وبالتالي، لا يمكن للمسلم أن يخلو عمله من ذكر الله، مهما صغر، في كل وقت وحين وفي كل المستويات.

فما من عضو وجارحة ذكر إلا وعليه شكر لربه.. فما أنت إلا نعم…

“للبصر ذكر في النظر إلى قدرة االله. – وللسمع ذكر في سماع كلام االله.

– وللشم ذكر في استنشاق روائح االله. – وللذّوق ذكر في معارف نعم االله.

– وللِّسان ذكر في حلاوة ذكر الله. – وللمس ذكر في التعرف على لسعة عذابه ولذة نعيمه.

– ولليد ذكر في البذل والسخاء من أجل االله. – وللفرج ذكر في نكاح ما أحلّ االله.

– وللقدم ذكر في السعي في مراضي االله. – وللنفس ذكر في الامتثال لأمر االله واجتناب نهيه.

– وللقلب ذكر في الاحتراق بمحبة االله والحنين إلى لقاء االله.

– وللعقل ذكر في التفكر بآياته، والتأمل لصفة االله والجولان في علم االله.

– وللروح ذكر في النظر إلى وجه االله والشراب من عين االله.” (1)

وختامًا:

إذا كان الله قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الله، أفلا نأتمر كما أتمر! ونبتعد عمن غفل عن ذكر الله كما ابتعد؟

ذلك ما قاله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (28).

ونعود لما بدأنا به حيث إن المعنى اللغوي للذكر هو الحفظ والمراقبة، وهذ يذكرنا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعليمه كيف نطبق هذا المفهوم في أنفسنا فقال:《احفظ الله يحفظك》،

وذلك ما وصى به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم “يا غلام .. احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك…”. فما الذي يلزمنا أن نحفظه تحديدًا ولا نضيعه، وأن نذكره ولا نغفل عنه أو ننساه؟ فيلزم طالب الإيمان وتحقيقه أن يحفظ الله ليحفظه الله.

ومعنى أن تحفظ الله أن تجد الله حاضرًا فيك قائمًا عليك بالقسط، فتقم بالقسط فتحب الخير، والعدل، والإحسان وتأمر بالمعروف، وتنتهِ عن المنكر، أن تأتمر بما أمرك به القرآن فإنه لا يأمر إلا بالعدل والإحسان، وتنتهيَ لنهيه فإنه لا ينهى إلا عن الفحشاء والمنكر والبغي.‎

أما حفظه لك:‎

فهو الذي خلقك ولم تك شيئًا ثم اجتباك وهدى، وهو الحاضر فيك واﻷقرب إليك من نفسك، الذي يعطيك بلا مَنّ ولا مقابل، وكذلك إن سألته أجابك، وهو الذي يعينك بدون مقابل، وكذلك إذا استعنت به أعانك، وهو الذي إن استنصرت به حماك، وإن استجرت به أمنك، وهو الذي يملك الناس، ولا يملكونه،‎ ويليهم ولا يلونه.‎

وبالتالي هو وحده من يجب أن نذكره في كل وقت وحين، وفي الغدو والآصال ﻷن حاجتنا إليه لا تنتهي، ولا غنى لنا عنه طرفة عين ولا غنى لنا عنه بين كل نفس ونفس.‎

ولذلك ذكرنا بقوله: (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) (الأعراف: 205). ‎

هذا معنى أن تحفظه بالمراقبة فلا تغفل أو تنسى… ‎فيحفظك بالتوفيق والهداية، والإنعام والرعاية.

وما قوله سبحانه (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) إلا عدله في خلقه وقسطه، وليس معنى ذلك أنه سبحانه وتعالى ينسى، بل الجزاء من جنس العمل، فمن لم يكن الله منه في شيء فليس هو من الله في شيء.‎ فانظر منزلة الله عندك فتلك هي منزلتك عنده، ‎هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ مصداقًا لما أخبرنا الله تعالى في كتابه حيث قال: {وأَوفُوا بِعَهْدي أُوْفِ بِعَهْدِكُمْ} (البقرة: 40)، وقال أيضًا: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (البقرة: 152).

الهامش:

1- الشيخ أحمد بن علوان كتاب التوحيد ص 325 وما بعدها بتصرف. 

2- مقتبسات من مقال بعنوان (ليس من ادكر كمن آمن وغفل ونسى) عبد اللطيف العسلي / دنيا الوطن. 

عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وفي رواية الإمام أحمد: (احفظ الله تجده أَمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك، وما أَصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أَن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسرِ يسرًا).