إن أغلب متاعب الجهاز الهضمي بما فيها سرطان القولون تنتج عن عدم التخلص الكامل من الفضلات وتراكمها يومًا بعد يوم في القولون،فتتكاثر السموم وتندفع إلى مجرى الدم، وتعد قاعدة المرحــــاض الحديث (الحمام الإفرنجي) صاحبة دور كبير في هذه الحالة، فاستعمالها يتسببفي ترك منطقتين كبيرتين من جدار البطن والأحشاء غير مسنودة أو غـــير مدعومة أثناء دفعنا للفضلات إلى أسفل فلا يتم التخلص الكامل منها.
إن الاستجابة السليمة لنداء الجسم بإخراج فضلات الطعام منه هي عملية غاية في التعقيد ومن السهل جدًّا على أحدنا أن يُقرر متى يُريد إدخال الطعام إلى جسمه، لكن من الصعب جدًّا عليه أن يُقرر إخراج فضلاته متى شاء، بل أن عملية إخراج الفضلات تتطلب تناغمًا في عمل أجزاء متفرقة من الجهاز الهضمي، خاصة في الأجزاء السفلية منه، إذ تتطلب توفر كفاءات في عمل مجموعة من العضلات والأعصاب الدماغية والمحلية في منطقة الشرج والحوض.
والأهم أنها عملية تتطلب أن يقوم المرء بإخراج الفضلات مستغلًّا تلك الظروف الجسدية المُسهلة لتلك العملية، وليس متى ما أتاحت الظروف الاجتماعية والشخصية القيام بذلك. والعامل الأكثر فاعلية والأقوى جدوى في نجاح هذا الإخراج، هو العامل الفسيولوجي الطبيعي. وهذا العامل هو تناول الطعام. وحينما لا يتفاعل المرء طبيعيًّا مع العامل الطبيعي، فإن الأمر يغدو متعثرًا.
لذا عندما تُثار طبيعيًّا عملية التبرز، نتيجة دخول فضلات إلى المستقيم، في أوقات وظروف اجتماعية لا يُريد المرء أثنائها التبرز، فإن العضلة الشرجية الخارجية تنقبض لمنع خروج الفضلات. وهنا يبدأ التأثير اللاإرادي للتبرز بالانخفاض التدريجي، إلى أن تزول الرغبة في التبرز. وحينما يُحاول المرء التبرز بعد حين، فإن الأمر يصعب عليه، إلى حين دخول المزيد من الفضلات إلى المستقيم وإثارة الرغبة اللاإرادية في التبرز، أو أن يضطر الإنسان إلى الضغط الشديد عبر حبس النَفَس في الصدر ودفعه للخروج، مع إقفال خروجه من الأنف أو الفم، وبالتالي ارتفاع الضغط في البطن، وهو ما يُسمى طبيًّا بوسيلة مناورة “فالسلفا”.
إلا أن المصادر الطبية تُؤكد أن إنفاق الجهد وإتعاب النفس، باللجوء إلى هذه الطريقة الإرادية لإخراج الفضلات، هو أضعف تأثيرًا ونجاحًا مقارنة باستغلال بدء العملية الطبيعية اللاإرادية. ولأن النداءات التي يجب عدم إهمال الرد عليها هي نداءات الجسم وتنبيهاته، فإن أحد أسباب نشوء الإمساك وتراكم الفضلات في الأمعاء هو الوقف المتعمد للإخراج الطبيعي، وترك الفضلات تتجمع في المستقيم.
ومن أجل الإخراج الطبيعي فقد تعود الإنسان على جلسة القرفصاء عند تلبية نداء التبرز منذ بدء الحياة، وهو الوضع الطبيعي عند إفراغ المعدة، إذ يدعم جدار البطن والأحشاء أثناء دفعنا للفضلات إلى أسفل فيتم تفريغها تمامًا، وقد ثبت أن 80% من حالات سرطان الجهاز الهضمي تحدث في هاتين المنطقتين: (التعريجة الأخيرة للقولون والمستقيم ومنطقة النصران الأعور) نتيجة لتراكم الفضلات بهما، مما يؤدي إلى السلبيات التالية:
ــ لا يتم تفريغ كامل للفضلات بهاتين المنطقتين المذكورتين.
ــ يحدث التواء في الأحشاء وفضلات متراكمة يومًا بعد يوم.
ــ تندفع السموم من هاتين المنطقتين إلى مجرى الدم.
ــ تسبب الإصابة بالبواسير واتساع الأوردة Varicose Veins.
وطبقًا لتعاليم أبو قراط وكل المعالجين العظام، لا بد للمحافظة على الجسم والجهاز الهضمي من المرش أن نراعي شروط أساسية عند عملية الإفراغ منها:
ـــ أن الإخراج المناسب للفضلات من أول الأولويات للمحافظة على الصحة.
ـــ قاعدة المرحاض الحديث [الإفرنجي] تحرمنا من ميراثنا الخاص بوظيفة الأمعاء الطبيعية.
ـــ جلسة القرفصاء هي الوضع الوحيد الذي أثبتت الطبيعة أنه يسمح بحركة الأمعاء ويشجع ويعزز التفريغ الكامل للفضلات الذي يوفر لنا الصحة الجيدة.
- ما الحل إذن؟
لتلافي عيوب قاعدة المرحاض الحديثة لمن لا يستطيع تغييرها -خاصة وأن كل البيوت تقريبًا تستعمل القاعدة الإفرنجية وأن أغلب الشركات توقفت تقريبًا عن إنتاج قاعدة الحمام العادية– فكر “وليم ولز” من جامعة سان دي يجو بكاليفورنيا وتوصل إلى اختراع جهاز فريد وبسيط وغير مكلف، يمكن تخزينه في التجويف أسفل قاعدة المرحاض في حالة عدم الاستعمال، و قد صممه بحيث يمكن التحكم بالزيادة أو النقص في مساحته عرضًا ليلائم قاعدة التواليت الموجودة، وحرر زواياه بحيث تبسط سمانة الساق [بطة الساق] بلطف و تسمح بتعديل ارتفاع القدمين لتناسب الشخص الذى يستعمله .
وقد راعى في تصميمه البناء التشريحي لجسم الإنسان وعلى الأخص تجويف الحوض والجهاز الهضمي والقولون، والزوايا الهندسية الضرورية للتفريغ الكامل للأحشاء طبقًا لقوانين التشريح والفيزياء، فبالنسبة للفيزياء فإن قانون الجاذبية يقضي بأن ما يذهب إلى أعلى يجب أن يهبط لأسفل، وبالنسبة لقانون التشريح فإن ما يدخل في جسم الإنسان لا بد أن يخرج منه ـفإذا لم يتم ذلك فإننا نعانى من المشاكل الصحية وخاصة مشاكل الجهاز الهضمي، و بهذا فإن الجهاز يسمح للقدمين بأخذ وضع أبعد إلى الخلف يوفر استقامة مناسبة للبطن وباستعمال المرحاض البلدي أو بإضافة الجهاز المذكور إلى القاعدة الإفرنجي نحصل على فوائد إيجابية هي:
ـــ تفريغ كامل للأمعاء.
ـــ التخلص من استعمال الملينات.
ـــ تقليل التعرض للإصابة بالبواسير أو الفتق.
ـــ تجنب مخاطر اتساع الأوردة.
ــ الوقاية من سرطان القولون.
وبعد استعمال الجهاز المذكور أو تغيير القاعدة الإفرنجي بقاعدة بلدي ينصح الدكتور وليم ولز باتباع البرنامج التالي للتخلص من الفضلات والسموم التي تراكمت في القولون لعدم تراكم سموم جديدة:
أولاً: اتباع النصائح الآتية:
– ممارسة تمرين جلوس القرفصاء من وضع الوقوف إلى وضع القرفصاء والعكس يوميًّا.
– القيام بممارسة بعض تمارين البطن.
– إضافة بعض الأطعمة الحمضية إلى الغذاء اليومي مثل الزبادي أو اللبن الرايب… إلخ.
– يجب أن يحتوي الطعام على كمية وافرة من الألياف والمواد الخشنة مثل نخالة القمح [الردة] والفاكهة والخضراوات الطازجة النيئة (كالسلطات).
ثانيًا: تعزيز قدرات الأعضاء الأخرى الخاصة بطرد السموم بإتباع ما يلي:
– الرئتان: ممارسة تمارين التنفس العميق والتعود على الجلسة الصحيحة طول اليوم.
– الجلد: تدليك الجسم بفرشاة متوسطة الخشونة لإزالة العرق.
– الملابس الداخلية التي تلبس على الجلد مباشرة يجب أن تكون من القطن الخالص ولا توجد فيها أية ألياف صناعية
– الكلى: شرب كميات وفيرة من الماء من 6 إلى 8 أكواب بين الوجبات (نصف ساعة قبل الأكل وبعد ساعتين من تناول الوجبات).
ثالثًا: التخلص من عادات الأكل السيئة بإتباع ما يلي:
– التقليل من نسبة الأغذية الحمضية في الطعام مثل البروتين والنشويات ومنتجات الألبان، فيجب أن تكون نسبة القلويات 60% من الطعام [فاكهة وخضراوات].
– إنقاص كمية اللبن الحليب والدقيق والسكر في الطعام فهي أو مسببات الحساسية إذا تناولناها بكميات كبيرة.
– التقليل من تناول الأطعمة المصنعة والمقليات أو أي أطعمة معدلة كيميائيًّا مثل الزيوت المهدرجة.
رابعًا: التأكيد على الإيجابيات التالية:
– مضغ الطعام جيدًا وتناول الطعام في حالة استرخاء.
– تناول الأطعمة كاملة (أي دون تقشير أو إزالة جزء منها كما في حالة بعض الفواكه، والقمح مثلاً وتجنب الأطعمة المصنعة).
- أهمية الزبادي في الإخراج الطبيعي
قال “أبو قراط” أبو الطب: ليكن غذاؤك دواءك… وقال الطبيب العربي “ابن النفيس” صحتك في اختيار وتنظيم غذاءك. ويعد اللبن الزبادي من الأغذية الشهية الصحية ذات القيمة الغذائية المرتفعة، وهو من أقدم ما تناوله الإنسان من الألبان المتخمرة على سطح الأرض. ويستسيغه الإنسان في صور متعددة ومتنوعة، فإما أن يتناوله كطعام منفرد متكامل العناصر الغذائية سهل الهضم، أو يضيفه إلى أطباق أخرى سواء في الإفطار صباحًا أو العشاء مساءً.
ويتميز الزبادي باحتوائه على نسبة كبيرة من أنواع عديدة مختلفة من الأنزيمات التي تفرزها بكتيريا خثرة الزبادي، وهذه الأنزيمات تحلل المكونات الغذائية المركبة إلى عناصر غذائية بسيطة يسهل هضمها وامتصاصها أي يستفيد منها الجسم، وبذلك فإن هذه الأنزيمات تساعد في عملية الهضم والامتصاص.. ومن هذه الأنزيمات: جالاكنيز، ليبيز، فوسفاتيز، بيرادكسيديز، أميليز، كتاليز، الدوليز، بروتيز… وغيرها.
أخيرًا… يمكننا القول إن اللبن الزبادي غذاء رخيص الثمن، لذيذ الطعم، شهي المذاق، حلو النكهة، سهل الهضم، سريع الامتصاص، ذو قيمة غذائية مرتفعة، ويحتوي على المواد الأساسية التي يحتاجها الإنسان في جميع مراحل نموه المختلفة خاصة التليين المعوي وطرد الفضلات إذ أنه يحتوي على بكتيريا تعمل على تكوين بيئة حمضية في الأمعاء فتقتل الكثير من الميكروبات والجراثيم غير المرغوب فيها والتي تسبب العفن المعوي، لذا فإن للبن الزبادي تأثير مطهر جيد بالنسبة للجهاز الهضمي.