إن القرآن الكريم يسألنا باستمرار، والقرآن الكريم يجيبنا باستمرار،
يقول ربنا عز وجل: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون الآية: 115)
{أَفَحَسِبْتُمْ} أيها المخلوقون {أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} سدىً وباطلاً، تأكلون وتشربون وتمرحون،
وتتمتعون بلذات الدنيا، ونترككم لا نأمركم، ولا ننهاكم ولا نثيبكم، ولا نعاقبكم؟
{وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} ألا يخطر هذا ببالكم!؟
هل خلقنا لرفع رايات أمجادنا الشخصية الضيقة أم لرفع لواء راية الحق؟
خدعونا حين صوروا لنا الصدق مجرد فضيلة إيمانية سلبية وكمال روحي أخرس..
الصدق الساكت الصامت عند أهل الله الكمل الفحول الرجال إنما هو الجهر بالحق والصدع به،
إنما هو مقارعة الباطل وانحياش كلي للخير والفضيلة حتى يزهق الباطل ويصوب الخطأ ويرفع الظلم..
الصدق موالاة الحق دون خشية الخلق! دوران معه وتعبير عنه ونصرة له بكل الوسائل..
أهل الحق ورجال الحق، ينصرون الحق بالحق..
العنف يفشل دومًا كأداة للتغيير والإصلاح، نحتاج إلى الكلمة الطيبة المخلصة الصادقة الأمينة العادلة الباسلة،
كلمة الحق التي تعرف جيدًا طريقها وطريقتها، كلمة حكمة لا تخشى عواقبها..
نحتاج إلى الفعل الجميل المسدد المؤيد الحسن،
كن من أولئك الذين يلهثون خلف ثراء الروح، من القوم الذين أتوا ليعطوا لا ليأخذوا..
على ماذا الحسرة والتوجع والبكاء والموت حق!؟
على درب محبة الله لا تكن مجرد أناني شحيح، احمل أيضًا هم القلوب التي تحيط بك وأوقد فيها بالله
مصابيح محبة الله ومصطفاه..
دع روحك تصرخ في المدى: إلهي، سيدي ومولاي وربي.. أنت أنت، لا أرضى غير وجهك الكريم بدلاً..
اصرخ في الخلق للحق: لا حاجة لي في دنياكم..
كن صرخة حق، صاحبها رجل غريب لا حسب له ولا نسب ولا حمى. طوبى لمن وجد في الله عوضًا عما سواه..
طوبى لمن ذاق حلاوة الأذى في سبيل الله..
لا إله إلا الله محمد رسول الله
باسم الله وبالله ولله
تعالوا نلحق بالقافلة المباركة مادام في العمر بقية..
قافلة الأبرار، قافلة الأطهار، قافلة الأخيار.