غاية الأريب في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم

رَسُولُ اللَّهِ خَـــيْرُ الْمُرْسَلِينَا *** رِسَالَتُـهُ لِــكُلِّ الْعَـالَمِينَا

خِيَارُ النَّاسِ قَدْ كَسَــبُوا هُدَاهُ *** وَصَارُوا فِي رِكَابِ الْمُقْـــتَدِينَا

فَلَوْ أَنَّا تَتَبَّعْنَا خُطَاهُ *** بِــــنُورِ الْعَقْلِ نَمْضِــي فَـائِـزِينَـا

وَلَنِ يَقَعَ الْفَـسَادُ بِأَيِّ أَرْضٍ *** بِهَا الْإِسْلاَمُ هَدْيُ الْحَائِرِينَا

مَبَادِئُ مُصْطَفَانَا سَامِيَاتٌ *** تُــضَمِّدُ جُرْحَ كُلِّ الْمُكْتَوِينَا

وَمَنْهَجُ رَبِّنَا خَيْرٌ وَرُشْدٌ *** وَفِيهِ عِلاَجُنَا طُولَ السِّنِينَا

فَجَاءَ (مُحَمَّدٌ) مِنْ عِنْدِ رَبِّي *** بِدُسْتُورٍ يَقُودُ لَنَا السَّفِينَا

وَمَوْضُوعُ الدِّيَانَةِ لَيْسَ قَصْراً  *** عَلَى يَوْمِ الْحِسَابِ لِعَامِلِينَا

وَلَكِنْ يَشْمَلُ الدُّنْيَا بِشَيءٍ *** مِنَ التَّنْظِيمِ يَا مُتَبَتِّلِينَا

بِيَوْمِ الدِّينِ) يُوجَدُ كُلُّ هَوْلٍ *** لِكُلِّ مُعَانِدٍ يُـضْحِي مَهِينَا

وَأَتْبَاعُ (الْحَبِيبِ) لَهُمْ جَزَاءٌ *** عَــظِيمٌ فِي الْجِنَانِ يُنَعَّمُونا

فَقَدْ بُعِثَ (الْحَبِيبُ) بِإِذْن رَبِّي *** بَشِيراً لِلْعِبَادِ الْمُؤْمِنِينَا

لِإِنْذَارِ السَّفِيهِ بِسُوءِ عُقْبَى *** عَسَاهُ يَعُودُ يَـتَّـبِعُ الْأَمِينَا

أُمُورُ الْغَيْبِ جَاءَتْ مِنْ إِلَهِي *** يُصَدِّقُهَا جَمِيعُ الْمُسْلِمِينَا

وَلَيْسَ لِمُنْكِرٍ إِلاَّ حَيَاةٌ *** وَوَاقِعُهَا الْأَلِيمُ لِكَافِرِينَا

طَرِيقُ اللَّهِ إِنْ سِرْنَا عَلَيهِ *** تَأَلَّقْنَا بِدَارِ الْمُهْتَدِينَا

وَوَدَّعْنَا هُمُوماً فَاتِكَاتٍ *** تُشَيِّبُنَا وَتَسْقِينَا الْمَنُونَـا

وَمَنْ يُعْرِضْ عَنِ الْقُرْآنِ يُصْبِحْ *** شَقِيَّا فِي كُهُوفِ النَّادِمِينَا

رَسُولُ الصَّــبْر (طَهَ) (مُـصْطَفَانَا ) *** وَمَا أَقْسَى ابْتِلاَءَ الصَّابِرِينَا!

(فَإِبْرَاهِيمُ) أَوْدَى فِي صِبَاهُ *** فَصَبَّ(الْمُـصْطَـفَى ) الدَّمْعَ الْهَتُونَا

وَلَمْ يُحْدِثْ ضَجِيجاً أَوْ عَوِيلاً *** وَلَكِنَّ الْفُؤَادَ بَكَى حَزِينَا

رَسُولُ الْحِلْمِ أَدَّبَهُ إلَهِي *** فَكَانَ الْقُدْوَةَ الْمُخْتَارَ فِينَا

يُبَـلِّغُ كُلَّ أَمْرٍ عَنْ حَكِيمٍ *** يُفَصِّلُهُ فَيُصْبِحُ مُسْتَبِينَا

و(طَهَ) (الْمُصْطَـفَى ) عِزٌّ وَجَاهٌ *** هَدِيَّةُ رَبِّهِ لِلْعَاقِلـِينَا

قَدِ اجْتَذَبَ النُّفُوسَ إِلَــيْهِ حَقاً *** بِقَلْبٍ قَدْ حَوَاهُمْ أَجْمَعِينَا

أَتَي (شَبٌّ )إِلَيْهِ بِذَاتِ يَوْمٍ *** وَكَانَ مِنَ الشَّبَابِ الطَّائِشِينَا

أَرَادَ مِنَ النَّبِيِّ صَرِيحَ إِذْنٍ *** لِيَزْنِيَ مِثْلَ كُلِّ الْفَاجِرِينَا

فَصَاحَ النَّاسُ فِي اسْـتِنْكَارِ قُبْحٍ *** أَتَطْـلُبُ مُنْكَراً كَالْكَافِرِينَا؟!

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ مَقَالَ حِلْمٍ *** أَتَرْضَاهُمْ بِأُمِّكَ يَفْعَلُونَا؟

فَقَالَ (الشَّبٌّ): لاَ أَرْضَى .. حَـبِـيـبِـي *** فِدَاكَ النَّفْسُ.. خَيْرَ النَّاصِحِينَا

فَقَالَ الْمُـصْطَـفَى:وَكَذَاكَ أَيْضاً *** فَـكُلُّ النَّاسِ لاَ يَتَقَبَّلُونَا

وَطَهَّرَ قَلْبَهُ فَانْسَابَ نُوراً *** يُرَدِّدُ فِي فِنَاءِ التَّائِبِينَا

أَلاَ إِنَّ الزِّنَا دَاءٌ خَطِيرٌ *** يُدَمِّرُ مَنْ يُمَارِسُهُ فُتُونَا

رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَخْطَأْتُ جَهْلاً *** وَكُنْتُ بِشَرْعِ رَبِّي مُسْتَهِينَا

لَعَلَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِي ذُنُوبِي*** فَإِنِّي قَدْ رَجَعْتُ لَهُ حَزِينَا

عَلَى الْمَاضِي الَّذِي قَدْ ضَاعَ مِنِّي*** وَكُنْتُ خِلاَلَهُ وَغْداً لَعِينَا

رَسُولُ اللَّهِ أَعْطَانَا مِثَالاً *** لِمَنْ يَدْعُو إِلَى الْإِسْلاَمِ دِينَا

وَكَانَ الزُّهْدُ مِنْ أَخْلاَقِ(طَهَ) *** كِتَاباً قَيِّماً لِلزَّاهِدِ ينَا

فَكَانَ فِرَاشُهُ جِلْداً وِلِيفاً *** فَنِعْمَ تَوَاضُعُ الْمُتَوَاضِـعِينَا

وَسُنَّةُ خَيْرِ رُسْلِ اللَّهِ (طَهَ) *** هُدًى فِي ذَاتِهَا لِلْمُخْبِتِينـَا