(حراء أونلاين) صدر العدد الجديد (76) من مجلة حراء، لتفتتح به مجلة حراء عامًا جديدًا عام 2020، تسلط الضوء فيه على مزيد من الحلول لمعالجة كثير من القضايا المطروحة على الساحة الفكرية، بأقلام نخبة من الكتاب المتميزين من مشارق الأرض ومغاربها.
ففي العدد 76 تناقش حراء على المستوى الفكري قضية العنف والإرهاب والتطرف، وقضية الحوار والمشتركات الإنسانية.
تفتتح المجلة المقال الرئيس للأستاذ فتح الله كولن بعنوان “ليكلا يكون شبابنا فريسة للتنظيمات الإرهابية” يشتمل المقال على توصيات مهمة للجهات المعنية؛ من شأنها أن تعزز نظام المناعة لدى شبابنا إزاء الأفكار المنحرفة، التي يحاول المتطرفون غرسها في عقولهم وذلك من خلال مشاريع وبرامج تربوية وعلمية. كما أن قطع شرايين الحياة لهذه الكارثة الإجرامية المسماة “داعش” يستوجب وقفة جادة من مسلمي العالم، هذا بالإضافة إلى التدابير الأمنية والاستخباراتية.
ويؤكد الأستاذ صابر المشرفي على أنه لا يوجد في الإسلام أي لون من ألوان التعصب المقيت ولا الكراهية البغيضة، إذ لم يكتف الإسلام بتعليم أتباعه هذا التسامح الشامل، بل طلب منهم أيضا الالتزام بالسلوك العادل الذي يقبل بالآخر ويحترم ثقافته وعقيدته وخصوصياته الحضارية. وذلك من خلال مقاله “التعايش السلمي المتناغم”.
وفي ذات الصدد يبين لنا الأستاذ الدكتور محيي الدين عفيفي “العمق السلمي للإسلام”، وأن الإسلام أتي ليؤكد على الأخوة الإنسانية وأن الناس أسرة واحدة مع تنوعهم واختلافهم، كما يؤكد على وحدة الأصل الإنساني، لأن الناس بكل اختلافاتهم وتعدداتهم، وتباعدهم في المكان والزمان إنما يرجعون إلى أصل إنساني واحد.
ويقدم لنا الأستاذ الدكتور أحمد حسين تحليلاً لكتاب “نحو عالم بلا خوف”، يوضح فيه أن الكتاب ركز على الأمن والطمأنينة كمطلب إنساني قديم قدم الإنسان نفسه، وهدف أساس تسعى إليه البشرية وتبحث عنه، وأن قضية الأمن باعتبارها هدفًا أسمى للوجود الإنساني، كانت كذلك مادة حوتها ودعت إليها الرسالات الإلهية عبر مسيرتها مع الإنسان على مر التاريخ.
وتختتم المقالات في هذا الباب بمقال للأستاذ الدكتور علي جمعة بعنوان “مشاركات إيجابية في المصلحة الإنسانية”؛ ليؤكد أيضا على أن التعاون على إعمار الكون، والمحافظة على البيئة، وحفظ حياة الإنسان وحقوقه، وتوفير ضروريات معاشه التي تكفل له الكرامة والاحترام، ومحاربة الفساد والعبث في الأرض كلها أمور يشترك فيها الناس بصفتهم الإنسانية، ويجب على المسلم أن تكون مشاركته في مثل هذه المصالح العامة التي تخدم الإنسانية، مشاركة إيجابية يكون له فيها دور السبق والريادة.
بالإضافة إلى مقالات متنوعة -في مجال التربية والأدب والثقافة والفن لنخبة متميزة من أصحاب المقالات المبدعة- تستحق القراءة والسياحة في فضاءاتها، نشكر جميع كتابنا الأفاضل الذين أسهموا في هذا العدد، ونعدكم دومًا بكل ما هو نافع ومفيد.