خُلقنا..
وما عبَثاً
كان كل الذي فوقها
من ترابْ…
دحاها مِهاداً
لمن يسكنون،
وأودَعَنا اللهُ
سرّ التماهي،
وعلّمها كيف تغدو دِثاراً
وأُمًّا رَؤومًا
لمن يهجعون…
فما العمرُ إلا رفيفُ الثواني،
كما زَغَبٍ في رياش السِّنين…
وما الموتُ إلاّ
طقوسٌ من الصمْتِ
في بُرهةٍ من سكون…
ونعلمُ أنّا بدنْيا امتحانٍ
لماذا إذن يُحزمُ اللبُّ
ذاكرةً من سراب؟!
وننسى القواعدَ عند المرور،
ولا نحتفي جيدًا بالحساب؟!
فينسرحُ العقلُ من صحوة الروحِ
ترنيمةً للجنون!
نخطّ على صفحة العمرِ..
بالجمر..
ننقشُ وشماً
على جبهة الدهرِ،
ندري بأنّا سنمضي،
ونلقي بأجسادنا للتراب،
ونسعى بأرواحنا
كي تقرّ
إذا ما استقرّت
مع الخالدين…
سلامٌ عليها من الله
في كل حين..
لهذا يحسّ المسافرُ منّا،
بأروع ما يُبهجُ النفسَ،
في مهرجان الإياب…
سلامٌ علينا من الله
في كل حين…
وطوبى…
لمن يُتقنون التبصّرَ
حتى وإنْ أطبقَ السرمدان:
الدجى والضباب…
وطوبى.. لمن ينثرونَ
بذارَ الحياةِ
بأرضٍ يباب…
لمن يُغدقونَ
بفصل الجفاف الرّواء…
فتخضرّ فينا رياضُ الكلام،
وتمتدّ فيها حقولُ الضياء،
وطوبى..
لمن يعمُرونَ
بيوتًا على الأرضِ
تغدو قصورًا لهم
في أعالي السماء…