إذا ذهب الكسل مع الإنسان قال له الذلّ خذني معك، وإذا ألقى بنفسه في أحضان الراحة قال له الحرمان دعني...
شُدَّ وَتَرَ قوسك، وألْقِمْهُ الورود، وانثر الزهر النضير، وعطِّر الجوَّ بالنفحات، وضمخ الأنسام بالعبير، لكي ينعم الزمان والمكان، بالبهجة والابتسام…...
إذا أرواحُنا جَفَّتْ، وقلوبنا أقفرت، وعقولنا أمحلت.. انعكس كل ذلك على حقولنا وبساتيننا وأشجارنا وأزهارنا، فيقفر السهل، ويذوي الشجر، وتتصحر الرياض، ويتصوح الزهر، وتغدو مزابل للهوام والذباب.. فخضرة حقولنا من خضرة قلوبنا،وارتفاع صروحنا من ارتفاع هاماتنا، وعمارة معابدنا من عمارة...
جرح عميق، ووجع شديد، ونواح يصكّ الآذان، وأنين يُسْمِعُ الثقلين، والضماد يلف رأسَكِ لفًّا… فكيف تسيرين وأنتِ تتوجعين، وظلمة ما...
عطاشى، للسلام ظامئون… مسالمون، بالحق قائمون… أياديهم على الحب تلتقي… وقلوبهم بالمودة تنبض… وكل أيامهم، أشواق وحب ووئام…...