إن بناء القيم في نفس التلميذ هي اللبنة الأساس في النزوع نحو الأفضل والأحسن، فالقيم هي التي توجه العملية التربوية كاملة؛ وهذه العلاقة التلازمية بين القيم والتربية هي ما يؤكدها ربول اوليفيه في قوله :” القيم لم تختف أبدًا من الميدان التربوي لسبب بسيط يتلخص في القول بأنه لا وجود للتربية بغير قيم”.
والمقصود بمصطلح القيم لا يعني أنه محصور فيما هو أخلاقي عقدي عند البعض، ولكن عندما نقول القيم نقصد كل ما له قيمة عند الإنسان، فالعلم، والتفوق، والقراءة، والصبر، والطموح، وتقدير الذات، والوقت، والانجاز، والأمانة، والتعاون، والإبداع.. كل هذا وغيره هو قيمة عند الإنسان.
إن العلاقة بين التربية والقيم علاقة تبادلية تلازمية، كما أن مفهوم القيم مفهوم واسع الدلالة لا يمكن أن نحصره فيما هو أخلاقي أو عقدي
ونظرًا لأهمية القيم في تحسين جودة التعليم لدى التلميذ أو المتعلم، يمكن أن نطرح هذا السؤال الجوهري وهو كيف يمكن أن نبني القيم في نفسية التلميذ؟
للإجابة عن السؤال السالف الذكر، ولبناء الفكرة القيمة في نفس التلميذ لا بد أولاً وأساسًا من إثارته وتحفيزه، فإثارة الدافعية للتعلم لدى التلاميذ من أهم العوامل التي تجعل المتعلم يقبل على التعليم خصوصًا إذا كانت هذه الدافعية مقرونة باستخدام أساليب التحفيز الخارجي للتلاميذ، إلى جانب هذا العامل هناك عامل الفهم “الاستيعاب”، والمقصود بذلك تلك العملية النشطة بين القارئ والنص قصد فهم المقروء واستيعابه بشكل جيد، بالإضافة إلى هذين العاملين نجد عامل التدريب وهو نتيجة للمرحلتين السابقتين، وهذا كل في غياب التعزيز والمرافقة المستمرين يجعل العملية التربوية غير قادرة على بناء القيم في الناشئة.
وفي الختام يمكن القول إن العلاقة بين التربية والقيم علاقة تبادلية تلازمية، كما أن مفهوم القيم مفهوم واسع الدلالة لا يمكن أن نحصره فيما هو أخلاقي أو عقدي، ولبناء هذه القيم في ذات التلميذ لابد من مراحل أربع: مرحلة الإثارة والتحفيز، ومرحلة الفهم والاستيعاب، ومرحلة التدريب، وأخيرًا مرحلة التعزيز والمرافقة.