نبيلة الخطيب – شعر –
إليكَ سآوي
إذا ما تخففتُ
من كل هذا الأديم
كما السّهم..
من بؤرة القوس
أرنو لميعاد عهدٍ قديمٍ.. قديم،
فأنتَ الفضاءُ
إذا ضاقت الأرضُ
أنت الرفيقُ
إذا سافر العمرُ
ثمّ إذا خلت الدارُ
أنت النديم،
إليك أفرّ
ولستُ بخائفةٍ غير منك
لديكَ أقرّ..
أجِرْني..
فإني نفضتُ عن القلبِ
وهْمَ العذاباتِ
والذكريات التي لا تليق
وأدركتُ أني غَفوتُ طويلاً
على نمرُقٍ من سَديمٍ عتيق
أجِرْني..
لقد عدتُ يا سيّدي
بين جنبيّ وهَجٌ
يُذيبُ صقيعَ الذوائب
كي يُشعلَ الروحَ شوقا
يسَربلُ قلبي هوىً سرمديّ
وإني وقد فرّقتني المسافاتُ
أمسيتُ أهفو إليَّ
فأين تُراني
إذا لم أجدْني سأغدو
وقد أنهكتني الأعاصيرُ ليّا؟!
حُفاةً أتينا
ونمضي حُفاةً
فما بالنا بين هذا وذاكَ
نطيلُ السباتا؟!
ألم يُدرك القومُ
من عهد قارونَ
أنّ الذين يروحونَ
لا يأبهونَ بما يهجرون؟!
وأنّ المسافرَ
يستدبرُ الدارَ عند الرحيل
ويستقبلُ الفيء عند الْمَقيل؟!
هنيئاً لمن مكّنوا الحرْثَ
قبلَ انهمارِ السماء
وبالزَّيت طفّتْ قناديلهم
حينما أغمضَ الليلُ جفنَ الضياء
أيا سيد النفسِ!
تشتاقكَ النفسُ
تهفو إليك
فإما يؤذّنُ في الروحِ لحنٌ رَخيم
سأنفكّ عن صفحة الطِّين عجلى
وآتي..
فدعني جوارَكَ
في روضةٍ
من نعيمٍ مُقيم.