في السودان إمَّا أن تكون شاعرًا أو لا تكون…
وللسودان حسن ليس يخبُره إلا الذي آنس القمر وصلاً ووجدًا…
وللسودان شموخ أبدي في سويداء القلب المتعَب المعنَّى، سائلاً عن الحقيقة، عاشقًا لفحمة الليل، مؤمِّلا على إثرها بزوغ فجر جديد وسطوع أمل وليد…
وقتَ السحَر، اقتحمنا حصنكِ يا مدينة الأسرار…
سحَرًا ودَّعناكِ كي نُخفي ضعفنا، وكيما نصل هاطل دموعنا بالنيلَين، معترفين أمام الأشهاد أنَّ “الملتقى هاهنا”، وأنَّ المفترق “مِن هاهنا”، وأنَّ السودان هي اليوم مجمع الخيِّرِين ومثابة المحبِّين، وهي الغدُ المشرق للناصحين الصادقين الصابرين… ليت يعقل ذلك العاقلون…
هي أيام كشعاعات الصبح زارت وأهلَّت، ثم كالبرق الخاطف ودَّعت فأدمعت، ذلك أنها من روْح بهيَّة، ومن ريح زكيَّة، تلك التي كتبها الله “للخدمة” على سفوح أرض السودان الأبيَّة…
أرض، أبية برجالها ونسائها، زكيَّة بشيبها وشبابها، بهيَّة بفتيانها وفتياتها…
أعترف أني تردَّدتُ طويلاً في خطِّ هذه الأسطر المهتزة المهترئة المضطربة، وما ذلك إلا لأنك في السودان “إمَّا أن تكون شاعرًا، أو لا تكون”. والحال أني لست بشاعر وإن كان جمال الشعر يُسبيني ويضنيني…
ألم تنشد الشاعرة السودانية “منى حسن محمد” يومًا، قائلة: وَهَاجِسِي الشِعْرُ،
يُغْرِيِنِي فَأَتْبَعُهُ
وَلَيْسَ يَتْبَعُنِي فِي دَرْبِهِ
زَلَلُ
لا يَسْتَرِيِحُ دَمِي
إِلاَّ عَلَى جُمَلٍ يَهْوِي شَغُوفًَا لَهَا
مِنْ سُكْرِهِ الجَبَلُ
وَلِلْبحورِ ضِفَافٌ
حِيِنَ أَهْجُرُهَا تَظَلُّ مِنْ شِقْوَةٍ تَبْكِي
وَتَبْتَهِلُ
وَالشِعْرُ يَمْلِكُنِي
لو كنْتُ أمْلِكُهُ
فَحِيِنَ يَكْتُبُنِي أُصْغِي،
وَيَمْتَثِلُ؟!
المدرسة أولاً والمدرسة آخرًا
كان لوفد “حراء” زيارتان خاطفتان إلى “المدارس السودانية التركية” في منطقة البحري إحدى ولايات الخرطوم الثلاث(1)؛ زيارة يوم القدوم، وأخرى يوم الوداع. ولقد جمَّلها -واللهِ- فلذاتٌ زُغبٌ كالكواكب الدريَّة، يصطفّون في مدخل المدرسة، يُهدونك وردًا أحمر، عنوان وفاء ودليل ولاء، لا لشخص القادمين الزائرين -وإن كان كرمُ الضيف طبعًا لديهم- لكنه وفاء للفكرة والمنهج، وولاء للشخصية المعنوية، تلك التي تَخِذت المدرسةَ محطة لها ومطارًا، وارتضتها مبتدأ لحركيَّتها وخبرًا.
لأجل ذلك كتب الأستاذ المفدَّى “فتح الله كولن” أواخر السبعينيات، تعليقًا على صورة طفل يبكي: “لا تبك يا ولدي، سنمسح دموعك، يا ولدي”… ثم بعد أعوام، عُرضت عليه صورة طفل إفريقي أصيل وهو يبكي نحيبًا، فكتب الأستاذ معلِّقا: “إلى حين أنْ نضمَّك إلى صدورنا… لقد وضَعنا في الخطة أن نوقف بكاءك أيضًا يا ولدي…”.
وها نحن اليوم، نشهد “مهرجان مسح الدموع”، ونشاهد “خُطط إيقاف البكاء”، مدارسَ ومحاضن للمعرفة والعرفان، تبذَر وتُزرع على طول القارة السمراء وعُرضها(2)، واحدةٌ منها تقف شامخة على بوابة إفريقية السوداء: السودان، معلنة أنَّ الخير سيعمُّ البلاد بحول الله، وأنَّ الجهل سيُرفع عن العباد بفضل الله، ولو بعد حين؛ بقدرة الحكيم القادر، وبمشيئة الخلاَّق الآمر… ﴿بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾(يس:81-82).
ألم يقل الأستاذ يومًا: “إنَّ المدرسة بقدر ما تكون متوجِّهة نحو الهدف ومتَّسمة بالعمق، تُصبح ميناء أو مطارًا أو منطلقًا للأمَّة، بشرط أن تُصْهَر مكتسباتها في بوتقة الثقافة الذاتية”(3).
ثم إن الأستاذ دعا بإلحاح شديد إلى تبنِّي “فيضانِ التبشير وترك التنفير… وإنهاءِ العقم المزمن منذ قرون، بتسليم قوَّة العلم والتفكر لإمرة الإسلام وتفسيره(4)… وتحويل كلِّ مكان، مدرسةً أم معبدًا، شارعًا أم مسكنًا، إلى مراصد ترصُد الحقيقة الكامنة خلف الوجود والحياة والإنسان… وتشغيل منافذ الرؤية المتأمِّلة في اللانهاية، والتي يمتد زمان تعطُّلها إلى قرون، بل إلى ردح أبعد من قرون… وتقديم أجندة حضور الإسلام في مراتب النظر دومًا وفي وحدات الحياة كلِّها”.
وها نحن بفضل الله نرى رأي العين بركات هذه الهبَّة الثقافية الملِّية الحضارية المباركة، أين منها الهبَّاتُ الآنية الأيديولوجية والسياسوية، التي تملأ الدنيا هرجا، وتعمُر العالم مرجا، ثم بعد ذلك “نسمع جعجعة ولا نرى طحينا”؟!
في رحاب منتدى التنوير المعرفي
بدعوة كريمة من “مركز التنوير المعرفي” نظَّمت حراء المجلَّة، وحراء المركز(5)، ثم حراء المعنى… نظَّمت ندوة علمية(6) اختارت لها عنوانًا من وحي واقعنا ومن صلب أزمتنا، وهو “مساءلات في بناء ذاتنا الحضارية”.
كانت الجلسة الافتتاحية رسمية، أدارها المدير العام للتنوير المعرفي الأستاذ الدكتور محمد عبد الله النقرابي، ونشَّطها كلٌّ من الأساتذة: مصطفى أوزجان، والدكتور عصام البشير، ثم وزير الإرشاد والأوقاف الأستاذ محمد مصطفى الياقوت؛ وكذا الأستاذ الدكتور الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف السابق، من مصر الحبيبة.
ولقد حرص مصطفى أوزجان على التنبيه إلى ضرورة الاعتناء ببناء الذات أولاً، وضربَ على وتر “مقام الجمع” بين الجهادين الأكبر والأصغر، وقال: “إن هذه المرحلة تفرض علينا التركيز على مجاهدة النفس وتزكية الذات، وعلى بلوغ حدِّ التوافق بين أفراد الأمَّة ووحداتها كلِّها. وهذا لعمري صميم بناء الذات الحضارية للأمَّة وصمَّام أمانها”.
ثم إن المفكر عصام البشير، قال فيما قال: “ما أحوجنا إلى فتح حضاري على شاكلة صُلح الحديبية، الذي لم تُرَق فيه قطرة دم واحدة، ولم يُشهر فيه سيف، ولقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفتحٌ هو؟ قال: نعم، والذي نفسُ محمد بيده إنه لفتحٌ”… نعم، إنـه فتح العقول بالفكر، وفتح القلوب بالهداية، فما أحوجنا إلى أن نبني هذه الذات الحضارية من هذا الأفق الرحيب”.
ولقد شارك في الندوة، وفد حراء وكتَّاب حراء مِن مختلف البلاد العربية، بمحاضرات ثرة ثرية هي على التوالي:
1- الأستاذ نوزاد صواش من تركيا، كانت ورقته تحت عنوان: “مفاهيم أساسية في بناء ذاتنا الحضارية”.
2- الدكتور محمد باباعمي من الجزائر، بورقة تحت عنوان: “السؤال همًّا وهمَّة، قراءة مختلفة في فكر الأستاذ فتح الله كولن”.
3- الدكتور فؤاد البنا من اليمن، بمحاضرة تحت عنوان: “جسور الأستاذ فتح الله كولن بين الأفكار والأفعال”.
4- الدكتور عبد المجيد بوشبكة من المغرب، عنوان محاضرته: “حركة الخدمة والتجديد”.
ثم كان بهاءُ الختام بحوار ونقاش علمي، أداره الدكتور طارق محمد نور بعناية وحنكة، فكان لأجل ذلك مثمرًا هادفًا مفيدًا.
بين أحضان جامعة الجزيرة ومعهد إسلام المعرفة
بُعيد الصبح مباشرة زُمَّت الحقائب وتأهَّبت الجموع للسفر، وجهة أرض الجمال والجلال، بعيدًا هنالك، في مدينة “مَدَني” عاصمةِ ولاية الجزيرة. وقد تم الاستقبال البهيج بين ثنايا “جامعة الجزيرة” بجلسة سريعة وكلمة ترحيب من قِبل رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد عمر وراق، ثم بادل الدكتور مصطفى أوزجان التحية بالتحية، وبعدها سُلِّمت للحضور الهدايا والتشريفات، ووقِّعت مذكِّرة تعاون بين “مركز إسلام المعرفة” و”مجلة حراء”.
ومنها توًّا، كانت الوجهة “قاعة مجلس ولاية الجزيرة التشريعي”، لشهود فعاليات ندوة “إنسان العقل والفعل عند فتح الله كولن”.
لقد كانت الندوة موفَّقة بديعة، جمَّلها الحضور المتين، وزيَّنها المكان المكين، وأروعُ ما فيها أنها شهدت عناية خاصة من قِبل وجوه البلد، علماءَ ومثقفين، سياسيين وإداريين، من مختلف الألوان والأطياف… كلُّهم جاء ليعبَّ من معين تجربة “الخدمة”، وليعترف بالجميل الذي أسدته هذه الحركية للأمَّة الإسلامية مشرقًا ومغربًا، نالَ الجزيرة منه حظٌّ، إن لم يكن وابلاً فطلٌّ.
ولقد كان للنساء اهتمام بالغ وحضور مكثف، يندُّ عن الوصف، ويسمو على مراتب الألفاظ… ولا أدلَّ على ذلك من التنشيط الذي تولَّته أديبة شاعرة، تنحَتُ الألفاظ نحتًا، وتستمطر الشعر دُررًا، فتشدُّ ألباب المستمعين شدًّا خفيفًا، وهي الدكتورة “عواطف سر الختم”.
ثم كان لعميد جامعة الجزيرة كلمة ترحيب بالوفود، وشكر للعاملين المجتهدين، وبعدها خاطب مصطفى أوزجان “المجتمع المدني”(7) وشعب السودان الأغر، بتحيات طيبة وبحكم ودرر غالية، أمثلُها وجوب الارتباط به “هو” سبحانه، ووجوبُ الخروج الذاتي من سجن التبعية والتخلُّف، بمجاهدة النفس، وزرع الخلُق الحسن، والهجرة الدائمة، والمجاهدة الدائبة.
ثم كانت الكلمة لوزير الثقافة والإعلام الأستاذ الدكتور “إبراهيم القرشي ” الذي رحَّب بضيوف السودان، ثم عرج إلى أصالة اللغة العامية السودانية، وكونها ضاربة جذورها في الفصحى، حتى وإن صعب على الكثيرين فهمها.
ولقد أجاد الأحمدي أبو النور في كلماته ونصائحه وهو أستاذ للكثير من الحضور في القاعة، إذ كان في السبعينيات محاضرًا ورئيسًا لقسم الحديث في “جامعة أم درمان”، يومها بذر هذه البذرة الطيبة فأثمرت هذه الثلة النيرة، وها اليوم يقطف آثارها دعاءً وأجرًا، ومثوبة وفخرًا.
أمَّا الندوتان، فكانتا من تنشيط الأساتذة الوافدين وهي على التوالي:
1- الأستاذ نوزاد صواش بعنوان “مفاهيم جوهرية في حركية الفكر والفعل”.
2- الدكتور محمد باباعمي بعنوان “من سؤال الأزمة إلى الفعل الحضاري، الخدمة نموذجًا”.
3- الدكتور فؤاد البنا بعنوان “أجنحة الإقلاع الذاتي عند الأستاذ فتح الله كولن “.
4- الدكتور عبد المجيد بوشبكة بعنوان “حركة الخدمة والتجديد”.
ولم يبخل المستمعون بملاحظاتهم القيِّمة، وتعليقاتهم الطيِّبة، وعرضِ آمالهم الطويلة، وتفائلهم المشروع في “الخدمة” نموذجًا ومثالاً، وفي الحركية وبناء إنسان العقل والقلب منهجًا وتخطيطًا.
ولقد كتب الأستاذ “فتح الله” مقالاً بعنوان “إنسان الفكر والحركية”(8)، عالج فيه هذا البعد، دبَّجه بقوله: “إنسان الفكر والحركية… هو في خط الحياة الممتد على مدى فصولها من الحس إلى الفكر ثم إلى الحياة العملية، يتنفس النظام دومًا، وينشغل بحس البناء والإنشاء أبدًا. إنه وليُّ الحق اللدني الذي يعِدُّ قادة أركان الروح، ومهندسي العقل، وعمال الفكر بدلاً عن استخدام القوة المادية لفتح البلاد ودحر الجيوش، وينفخ بلا كلل، نفَس البناء والإعمار فيمن حوله، ويرشد أعوانه إلى سبل عمران الخرائب. وليٌّ للحق جياش بالشوق والشكر، استطاع أن يوحد إرادته مع المشيئة المطلقة، وأن يحول فقره إلى الغنى، وعجزه إلى القدرة عينها. إنه لا يقهر أبدًا ما دام يستخدم مصادر قوته هذه كما ينبغي وبحس الإخلاص والوفاء لصاحبها. وحتى حين الظن بأنه قد هُزم، فستجده على رأس فوج آخر للنصر والظفر”.
مسك الختام في ضيافة المصطفى صلى الله عليه وسلم
“يوم أو بعض يوم”… هذا عن العمر كلِّه، فكيف يمكن وصف أيام قلائلَ معدودات، مشحونات بالنشاط والسعي الحثيث، “وأيامُ الهنا تمر عِجالا”؟!
نعم، مرَّت عجالاً كلمح البصر أو هو أقرب. ولقد شحنت بزيارات لمراكز وشخصيات علمية وسياسية، منها زيارة مباركة “لمجع الفقه الإسلامي” الذي كان يديره المرحوم “الأستاذ الدكتور أحمد علي الإمام”، واليوم يقف على رأسه المفكر العالمي “عصام البشير”… فكانت جلسة ودٍّ وتبادلٍ للأفكار، وإبداءِ الاستعداد للتعاون المفتوح في جميع الجوانب والمجالات.
ثم كان مسك الختام، شهود جلسة الافتتاح “للمؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة”، من تنظيم “جامعة إفريقيا العالمية” تحت شعار: “تنزيل مقاصد الشريعة، وتعميق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم”(9) بقاعة المحاضرات داخل حرم الجامعة.
ولقد كان من بين المشاركين العشرات من الأساتذة من مختلف بلاد العالم الإسلامي، كلُّهم جاء معلنًا ولاءه للحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، مؤمِّلا أن ترقى الأمَّة اليومَ إلى مستوى “النصرة”، وأن ترشَّح لمقام “خير أمَّة”، وأن تكون بحقٍّ جديرة بإعلان الحبيب: “يا ربِّ أمَّتي أمَّتي”.
بينما طائرتنا تحلِّق فوق الأجواء وتخترق السحب الكثيفة… القلوبُ منَّا تهفو للقاء الحبيب، وتسيل الأذكار المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم من بين شفاهنا بحارًا ووديانًا… أصختُ أذنيَّ، وسمعتُ صوتًا خافتًا في السحر، يهتزّ بنبرات حنينٍ حفيف، ونغمات أنين خفيف، وهو يناغي خير البرية محمَّدا، أعظمَ من قال، وأفضل من ذُكر… سمعت ذا المناجي وهو يترنم ويشدو:
“يا لبَّ الوجود ونواتها، ويا ثمرة شجرة الخلق والصوتَ الجهوري لحقيقة التوحيد، لولاك ما كان لنا ولا للكائنات معنى. ولقد قرأنا ذواتنا، ووقف كلٌّ منا حسب موقعه -إن استطاع- في الصف الصواب، بفضلك أنت”.
ثم واصل العاشق الولهان ووصلَ، إلى أن قال معترفًا نيابة عنَّا جميعًا:
“وإنَّ ظلك -يا حبيب الله- على رؤوسنا -ولو من بعيد- صار نفخةَ انبعاث من الموت. وإنَّ ولادتك الحقيقية ستطفئ الشموع الشيطانية كلّها، وتحفِّز الأرواح المدفوعة إلى الظلمات نحوَ منبعِ نورٍ لا يخبو… قد ربط الله النور الذي يضيء العوالم بك. وزِرُّ نبع النور الذي يضيء الدُّنَى تحت لمسة يدك. ولئن سألت فالله مريد مجيب… ولئن قلت فإنَّا سماعون مطيعون… فاسأل(10)… حتى تتجلى المشيئة الإلهية، وقل حتى تَسمَعَ الآذان قولاً سديداً”.
نعم، يا حبيب القلوب، وجودُنا اليوم ظلٌّ لوجودك… وسؤالنا بعضٌ من سؤالك… ومصيرُنا وغدُنا ومستقبلُنا رهينٌ باتباعك واقتفاء آثارك… فها نحن اليوم من أرض السودان نذكِّر العالمين أنَّ ولاءنا لكَ وحدك، وأننا نقف في الصفِّ وراءك، وِجهتنا جميعًا ربُّ الجلال، وموعدُنا بحول الله يوم السؤال… ثم موعدنا الرفيق الأعلى، ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ﴾(التوبة:72)، بل وفي الفردوس الأعلى مع ﴿النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾(النساء:69).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
(1) الخرطوم العاصمة، تنقسم إلى ثلاث ولايات: الخرطوم، والبحري، وأم درمان.
(2) تنتشر مدارس “الخدمة” اليومَ في أكثر من 160 دولة عبر العالم، وفي أكثر من 30 دولة إفريقية.
(3) تلاحظ المناسبة بين هذه العبارة، وموضوع الندوة الأولى في مركز التنوير المعرفي.
(4) تلاحظ المناسبة كذلك مع موضوع ندوة الجزيرة.
(5) في السودان مركزان لحراء: مركز الخرطوم، ومركز الجزيرة. تقوم هذه المراكز بنشر المجلة، ونشر الكتب الصادرة من دار النيل، بالإضافة إلى دروس تقوية في اللغات ومختلف التخصصات.
(6) يوم الثلاثاء 26 صفر 1434هـ/8 يناير 2013م.
(7) نسبة إلى مدينة “مدني”، وليس بمعناه الاجتماعي المقابل للمجتمع الرسمي.
(8) تلاحظ المناسبة بين النص وموضوع الندوة، ويبدو أن تقابل الفكر بالحركية أبلغ من تقابل العقل بالفعل، كما في عنوان الندوة.
(9) وذلك يوم الخميس، مساء، 28 صفر 1424هـ/10 يناير 2013م.
(10) لاحظ المناسبة بين هذه المناجاة مع موضوع ندوة التنوير المعرفي: “مساءلات في بناء ذاتنا الحضارية”.