يعني حدة الإدراك والقدرة على رؤية كل ما هو وراء نطاق البصر كرؤية قريب أو صديق يتعرض لحادث بالرغم من بعد المسافة بينهما وما إلى ذلك، وعن طريق الجلاء البصري نستطيع أن نرى ما هو بعيد عن متناول الرؤية بالعين العادية، فيمكن أن ترى شخصًا ما في مكان ما بعيد عنك كل البعد، ومن الناس من يستطيع بواسطة الجلاء البصري أن يرى ما هو موجود في غرفة مغلقة أو ما في باطن الأرض أو يقرأ رسالة وهي مغلقة، وقد أصبح الجلاء البصري اليوم من العلوم التي تُدرس في بعض جامعات العالم… وأشهر من اشتهر بالجلاء البصرى في عصر ما قبل الإسلام هي زرقاء اليمامة، وهي امرأة عربية من أهل جديس باليمامة (اليمنِ) في عصر الجاهلية، زرقاء العينين اشتهرت بقوة البصر وحدته، وكانت تُنذر قومَها من الجيوش إذا غزتهم (أي إذا أرادوا أن يهجموا على قبيلتها) فلا يأتيهم جيشٌ إلا وقد استعدُّوا له. وذاتَ مرَّةٍ، أرادَ العدوُّ أنْ يهجمَ على قبيلتها، وقدْ سمِعَ بقدرةِ زرقاء اليمامة على الإبصار الشديد، فعملَ حيلةً حتَّى يزحفَ على قومِها دون أن تشعر هذه المرأة. قطع العدوُّ شجرًا أمسكوه أمامهم بأيديهم وساروا، ونظرت الزرقاء فقالت: إنِّي أرى الشجرَ قد أقبلَ إليكم. فقال قومُها: لقد خَرِفْتِ، وضعُفَ عقلُكِ، وذهبَ بصرُكِ، فكذَّبوُها. وفي الصَّباح هجمَ عليهم العدوُّ. لذلك صار هذا المثل يُضربُ لكلِّ من كان بصرُهُ حادًّا، أبْصَرُ مِنْ زرقاءِ اليمامة.