وحالَ الزرعُ واصْفرّا
سيبْقى دائمًا قلْبي بحُبّ الوردِ مُخْضَرّا
يَهَشّ لرؤيةِ الأزهارْ..
يسوقُ الأنسَ للأطيارْ
ويضحكُ كلمّا مرتْ فراشاتٍ من الأنوارْ
سيبقى داخلي طفلٌ يُغنّي للنّدى حُرّا
سيبقى داخلي شوقٌ
إلى أمّي
تشجعُنا تنادينا: ألا هُبُّوا
تجمِّعُنا ويكفينا صفاءُ الروحِ والحُبُّ
بدفءِ عطائِها نحْيا به نقتاتْ
ويشبعُنا الرضَا حتّى ولو بفُتَاتْ
لأجلِ عيونِها دومًا تفيضُ عُيونُنا بِشْرا
سيبقى داخلي شوقٌ..
لعَوْدِ أبي.. لصوتِ أبي.. لحِضْنِ أبي
إذا ما عادَ مَلْهُوفًا كما نَهْوى
ومعْهُ رقائقُ الحَلْوى
فيجْمَعُنا ويُسْمعُنا
حكايا روحِهِ النّشوى ويبْسُطُ ليلَنا نَجْوَى
ويمسَحُ في محبّتهِ دموعَ حياتِنا الحَرّى
سيبقى داخلي شوقٌ
لأصْحابي وأحْبابي
هنا يومًا.. تلاعبْنا، هنا يوما.. تعاتبْنا
هنا يومًا.. تضاحكْنا تشاركْنا رغيفَ العيشْ
هنا يومًا.. تسللْنا تحركْنا لبعضِ الطيشْ
هنا يومًا.. حفرْنا وُدّنا نَهْرا
سيبقى داخلي شوقٌ
إلى الأستاذِ في الدّرسِ
وبذرةِ أولِ الغرسِ
نردّدُ كلُّنا كالنحْلِ من خَلْفِهْ
وما أحدٌ يفكّرُ قَطُّ في خُلْفهْ
يعَلّمُنَا ويُطْعِمُنا منَ الأخْلاقِ والتّقْوَى
لنصبحَ بَعْدَها أرْقَى.. ويصبحَ عُودُنا أقْوَى
ملاذِي كان أُسْتاذي أَفِرُّ إليهِ منْ جَهْلي
فيرشدُني علَى مَهلِ.. ويُوصِي بالهُدَى أهْلِي
لذاكَ أحبّهُ رغَبًا.. لذاكَ أُجِلّهُ رَهَبًا
وأحفظُ فضلَهُ الدَّهْرا..
سيبقى داخلي شوقٌ
لآلامٍ وأحلامٍ
لآلافٍ من الذّكرى.
(*) شاعر وأديب مصري.