وَقَفَتْ قَوَافِي الشِّعْرِ تَرْجُو السُّؤْدَدَا *** لَمَّا تَيَمَّمَتِ القَصِيدَةُ أحْمَدَا
وَلِكُلِّ حَرْفٍ شَوْقُهُ وَهُيَامُهُ *** أنْعِمْ بِحُبِّكَ يَا مُحَمَّدُ مَوْرِدَا
وَلِكُلِّ حُبٍّ غَايَةٌ يَسْعَى لَهَا *** مَا غَيْرُ حُبِّكَ في النُّفُوسِ تَجَرَّدَا
يَا سَائِلِينَ عَنِ النَّبِيِّ ألَمْ تَرَوْا *** خَجَلَ السُّؤَالِ إذَا تَوَارَى أوْ بَدَا؟!
عَجَبًا لِقَوْمٍ حَارَبُوا أنْوَارَهُ *** وَالجَهْلُ فِيهِمْ كَالغُيُومِ تَلَبَّدَا
عَبَدُوا الحِجَارَةَ فَاسْتَحَالَ فُؤَادُهُمْ *** مِثْلَ الحِجَارَةِ قَاسِيًا مُتَصَلِّدَا
أعْدَاؤُهُ لَمْ يُنْكِرُوا أخْلَاقَهُ *** فَهُوَ الَّذِي شَمِلَتْ شَمَائِلُهُ العِدَى
مَا عُودِيَ المُخْتَارُ تَكْذِيبًا لَهُ *** لَكِنَّهُ جَهْلٌ تَمَادَى وَاعْتَدَى
حَتَّى العَدُوُّ المُسْتَمِيتُ بِجَهْلِهِ *** مَا اسْطَاعَ يَوْمًا أنْ يَعِيبَ مُحَمَّدَا
كَمْ قِيلَ: هَلْ كَذَبَ الأمِينُ حَيَاتَهُ؟ *** فَيُقَالُ: لَا. وَهُوَ الصَّدُوقُ المُفْتَدَى
مَنْ ذَا يُعَدِّدُ للضِّيَاءِ صِفَاتِهِ *** أيُحَاطُ بِالْوَصْفِ الَّذِي بَلَغَ المَدَى؟!
فَاقَتْ فَضَائِلُهُ الفَضِيلَةَ رِفْعَةً *** وَعَلَى طَرِيقِ مَسِيرِهِ يَمْشِي النَّدَى
مَنْ لَمْ يُعَطِّرْ في الحَيَاةِ حَيَاتَهُ *** بِمُحَمَّدٍ فَحَيَاتُهُ ذَهَبَتْ سُدَى