هل بدأت شواطئنا بالانقراض؟

بقلم: سائد البابلي

مما لاشك فيه أن الاهتمام في قضية انجراف الشواطئ وتآكلها تقع ضمن مسؤولية العديد من المؤسسات المهتمة في البيئة البحرية وغيرهم من نشطاء البيئة والباحثين. فلو تناولنا هذه القضية كقضية بحث لوجدنا أن فيها من الأسرار العلمية الكثيرة، لوجدنا أيضا العديد من الباحثين قد ركزوا صلب دراساتهم ليتعرفوا على أسباب هذه الظاهرة المدمرة للبيئة البحرية.

كيف تتشكل الشواطئ؟

إن الشواطئ تشكلت على مدار السنين بفعل عوامل التعرية والنحت. فمن خلال حركة التيارات المائية -طولية أو عمودية- والأمواج يؤدي الأمر إلى انتقال الرسوبيات، سواء أكانت رمالا أو طميا أو غيرها من المواد العضوية وغير العضوية.

فنجد أن هذه الرسوبيات بعد أن يزداد تركيزها في الماء تثقل، وينتهي الأمر بها إلى أن تترسب فتتشكل الشواطئ وتزداد الكثبان الرملية، وهذه الظروف هي بمثابة ظروف طبيعية، أي إن الأمر لم ينتج عن أي نشاط بشري.

هناك العديد من وسائل التخفيف المتبعة للتقليل من ظاهرة انجراف الشواطئ، وهي بمثابة منشآت هندسية يتم تصميمها لتعالج المشكلة التي أحدثها الوضع القائم.

هناك العديد من الظواهر الطبيعية تترك في كثير من الأحيان آثارا سلبية مدمرة على البيئة البحرية، فنجد أن العواصف والأمواج العاتية وارتفاع منسوب مياه البحر بفعل المد والجزر المتغير من وقت لآخر من أوقات السنة يؤدي إلى تدمير المنشآت البحرية.

وكذلك تآكل الشواطئ وانتقال كميات ضخمة من رمال الشواطئ إلى الأعماق، الأمر الذي يسبب انجرافا لها من أماكنها وزيادة تواجدها في أماكن أخرى. وهذه الظواهر قد تحدث بصورة سريعة ولكن تكون مدمرة.

فلو نظرنا إلى مياه البحر بعد العاصفة القوية فإننا نجد أن هناك عكارة قوية في مياه البحر، وهذا كنتيجة إلى انجراف الكثبان الرملية وانتقالها من أماكنها الأصلية وتشتتها في داخل البحر لتترسب فيما بعد في الأعماق، فتبدأ التلال الرملية بالتشكل في الداخل. ولكن مع الوقت فإن الطبيعة التي خلق الله عزوجل عليها الكون مبنية على الاتزان فنجد أن هذه التلال تعود تدريجيا إلى مواضعها، ولكن تستغرق شيئا من الوقت قدر شهرين.

كيف تحمى الشواطئ من هذه المشكلة؟

هناك العديد من وسائل التخفيف المتبعة للتقليل من ظاهرة انجراف الشواطئ، وهي بمثابة منشآت هندسية يتم تصميمها لتعالج المشكلة التي أحدثها الوضع القائم حيث إنالموانئ يسبب كما أشرنا سابقا انجرافا لأحد جوانب الميناء وعليه يتم بناء ما يعرف بالألسن البحرية، وهي بمثابة منشأة يتم بنائها من الركام والمكعبات الأسمنتية، وتأخذ شكلا طوليا في الماء، وتكون ذات مظهر جمالي مناسب للأغراض السياحية ولأغراض الصيد. والهدف الأساسي منها هو حجز الرمال وتراكمها تدريجيا بدلا من انتقالها بفعل التيارات المائية.

أيضا هناك وسائل تخفيف أخرى تستخدم للغرض نفسه ولكن تأخذ شكلا آخر مثل كاسرات الأمواج. وتوضع كاسرات الأمواج بشكل موازأيضا. لو تجولنا في العديد من شواطئ الدول العربية نجد أن الشواطئ محمية في كثير من الأحيان بحواجز عبارة عن جدران أسمنتية وتوضع بهدف امتصاص قوة الموجة بدلا من أن يتم سحب رمال الشاطئ إلى الداخل، وتكون ذات مظهر جمالي ولكن قد تكون مؤذية في كثير من الأحيان.