س: كيف تصفون حركة “الخدمة”؟ وكيف تعرّفون “أتباعكم”؟ وما الذي يجمعهم في مشروع واحد؟
ج: شخصيا، لا أرى من المناسب تسمية هؤلاء بـ”الأتباع”، سواء لي أو لأي شخص آخر. أكّدتُ مرارًا أنه يؤلمني كثيرًا نسبة الناس إلى شخصي الضعيف وإلحاقهم بي تحت عناوين مختلفة كـ”الفلانيّين” و”العلانيّين”.
كما أريد أن أؤكد أن هؤلاء الناس قد التقوا -بشكل طوعي- حول مشاريع وجدوها معقولة ومنطقية ومفيدة لكافّة الناس. ومع أن الحركة تستهدي بقيم الإسلام، فإن مشاريعها التي يقوم عليها المتطوعون العاملون في إطارها، متماشية مع القيم الإنسانية الهادفة إلى تعزيز الحريات الفردية وحقوق الإنسان والتعايش السلمي بين جميع الفئات؛ ومن ثم وَجدتْ ترحيبًا في 160 دولة حول العالم، ولقيتْ قبولًا صريحًا أو ضمنيًّا مباشرًا أو غير مباشر من جنسيات ودول وأديان مختلفة.
أكّدتُ مرارًا أنه يؤلمني كثيرًا نسبة الناس إلى شخصي الضعيف وإلحاقهم بي تحت عناوين مختلفة كـ”الفلانيّين” و”العلانيّين”.
لذلك من الصعب القول إن المتطوعين في الحركة يشكّلون بنية متجانسة، بل هي بنية متنوّعة. وحالة التنوّع هذه تمتد لتشمل ألوانًا مختلفة من التعاطف والتشارك؛ فبينما يعمل البعض معلّمين في مدارس بالخارج، يقوم آخرون بالتكفّل بالنفقات أو يخصصون جزءًا من أوقاتهم للخدمات التطوعية، وما إلى ذلك.
إذًا هم أفراد التقوا طوعًا على قيم إنسانية سامية مشتركة، كالحرّيات، وحقوق الإنسان، واحترام المعتقدات، وتقبّل الآخر، والانفتاح على الحوار، وتنزيه الدين عن الأغراض السياسية الحزبية الضيقة، واحترام القانون، وعدم استغلال إمكانيات الدولة استغلالًا سيّئًا، وضرورة عدم التراجع عن المسار الديمقراطي، ورفض استخدام السلطة لإكراه الأفراد والمجتمعات على معتقدات معيّنة، والثقة في المجتمع المدني، وتوظيف التعليم لإحلال ثقافة السلام في المجتمعات، وابتغاء مرضاة الله في كل قول وفعل، ومحبة الخَلق من أجل الخالق، وتعزيز منظومة القيم الأخلاقية لدى الأفراد بغضّ النظر عن قيمهم الدينية أو غير الدينية.
هؤلاء الأفراد أُطلقت عليهم عدة أسماء كـ”الجماعة” و”الخدمة” و”الجامعة”، ومع أن هذه الأسماء لا تعبر عن المعنى الذي يمثلونه بشكل وافٍ فإن مصطلح «جامعة» باللغة التركية، الذي يعني مجتمعا كبيرا من الأفراد، هو الأنسب. كذلك أستطيع القول إن هؤلاء الناس -الذين تجمعهم القيم السابقة مع تنوعهم- يتمتعون بوحدة روحية ووعي جماعي بحيث لا يمكن لأي جهة خارجية التلاعب بهم بهدف خرق القيم الآنفة الذكر.
المصدر: جريدة الشرق الأوسط، 24-25 آذار/مارس 2014م.