جمعية لسان العرب جهود مستمرة في خدمة اللغة العربية

حرصت مجلة حراء منذ نشأتها حتى الآن على إبراز  الجهود المبذولة من الجمعيات والمؤسسات التي تخدم اللغة العربية في مشارق الأرض ومغاربها، وفي هذا الإطار عقدت المجلة حوارًا مع الأستاذ فوزي تاج الدين محمد المستشار الإعلامي لجمعية لسان العرب لرعاية اللغة العربية وعضو مجلس الإدارة.

 – في البداية نرحب بكم ونشكركم على هذا الحوار؟

أهلاً وسهلاً بكم، ونشكركم على هذا الحوار الطيب.

– هل ممكن أن تحدثنا عن مؤسس جمعية لسان العرب لرعاية اللغة العربية ومتى أُسست؟

لا نستطيع أن نتحدث عن جمعية لسان العرب لرعاية اللغة العربية دون أن نذكر ذلك الرجل الذي وضع اللبنة الأولى لهذا الكيان المدافع عن لغة القرآن الكريم والهوية العربية.

كانت فكرة وجود جمعية أهلية ترعى لغتنا الجميلة وتدافع عنها، تلعب دورًا مكملاً لمجمع اللغة العربية، حلمًا داعب خيال الدكتور عاطف نصار، الذي كان يشغل منصبًا مرموقًا بوزارة البترول.

رغم تخصصه في الاقتصاد والإدارة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه إلا أنه عَشق الحرف العربي عشقًا لا سقف له، كتب في كثير من الصحف المصرية والعربية بدون مقابل معتبرًا ذلك نوع من الجهاد، فاستحق لقب قائد كتيبة المرابطين والمدافعين عن اللغة العربية، أصدر ثلاث موسوعات لغوية: ألفاظ الحياة-ألفاظ الإدارة- ألفاظ الحضارة، وكتب أكثر من 1600 حلقة إذاعية لصوت العرب بعنوان “لسان العرب”، ابتكر من خلالها شخصية معاني الحياة التي تلتقي ابن منظور في حوار رفيع المستوى حول مفردات وقضايا اللغة العربية عبر التاريخ.

أعطى ذوي الاحتياجات الخاصة اهتمامًا بالغًا؛ ففي المؤتمر السابع للجمعية عام 2000 تعامل بالإشارة مع مجموعة من الصم والبكم ممن حضروا المؤتمر، وعندما تم اختيار الدكتور عوض القوزي -عضو مجلس إدارة الجمعية- عضوًا بمجمع اللغة العربية بدمشق، أعلن د. عاطف نصار أن هذا الاختيار معناه أن كل أعضاء الجمعية بالتالي أعضاء بهذا المجمع.

بدأ نضاله اللغوي منذ عام 1990 حينما فكر في تأسيس هذه الجمعية، حتى (5 ديسمبر 2002) أول أيام عيد الفطر حيث لبَّى نداء ربه، بعد حياة حافلة كانت وبحق جملة مفيدة، وهمزة وصل بين عشاق اللغة العربية ومجاهديها. تحمل الكثير منذ أن بدأ عقد أول مؤتمر للجمعية عام 1994م برعاية د. عبد العزيز حجازي -رئيس الوزراء الأسبق، ورئاسة د. سلطان أبو علي وزير الاقتصاد الأسبق، لم يتطلع إلى رئاسة مؤتمرات الجمعية، ولكنه وافق على رئاسة المؤتمر السابع نزولاً على رغبة أعضاء الجمعية تكريمًا له.

ما هي الأهداف التي تهدف إليها الجمعية؟

تعددت أهداف وأنشطة الجمعية حيث عملت على:

  • التركيز على تمكين اللغة العربية من استيعاب أغراض الحياة العلمية والعملية والإبداعية، وأن تكون لغة تعبير عن تلك الأنشطة.
  • النقل من اللغة العربية وإليها كنشاط مستمر متوازي مع مخرجات العلوم والمعرفة.
  • إيجاد رأي عام ينبه إلى انحسار اللغة العربية وحتمية مواجهة حركة التغريب، والتصدي للادعاء الباطل بعجز اللغة العربية على الوفاء باحتياجات العلوم الحديثة.
  • تنظم البرامج التدريبية وحلقات البحث في تكوين وصقل مهارات الكتابة والتحدث بالعربية.
  • تنشيط البحوث في مجال محو الأمية.
  • تنشيط استخدام اللغة العربية في المدارس والجامعات.
  • الاشتراك في المؤتمرات والندوات المحلية والدولية.
  • إنشاء مؤسسات تعليمية نموذجية وإصدار نشرة دورية.

– ما هي الجهود التي قامت بها الجمعية حتى الآن؟

تأسست الجمعية في (يناير 1992) على يد د. عاطف نصار ومعه ستة عشـرة عضوًا، ثم سرعان ما ضمت العشرات من مختلف التخصصات، وضم مجلس الإدارة بعض الأخوة العرب من السعودية والكويت، وقد قامت الجمعية بجهود نذكر منها:

  • عقدت الجمعية ستة عشر مؤتمرًا كان أولها عام 1994 م وآخرها 2009 م، احتضنت جامعة الدول العربية تلك المؤتمرات بدءًا من 1995 م.
  • الجمعية هي الأولى من نوعها في مصر والثانية على مستوى العالم العربي بعد جمعية الدفاع عن اللغة العربية الجزائرية.

– هل ممكن أن تحدثنا قليلاً عن مسيرة الجمعية ونشاطاتها حتى الآن؟

  • قدمت الجمعية على مدى مؤتمراتها ما يقرب من خمسمائة بحثًا في مجالات التعليم قبل الجامعي والجامعي، التعريب والترجمة، الحضارة والإبداع، الطب، الدبلوماسية ونظم الحاسب، الإعلام، المعاجم والمصطلحات، قضايا عامة.
  • تعددت الرؤى والأطروحات التي شهدت اهتمامًا غير مسبوق من عشرات الباحثين في جميع أرجاء الوطن العربي ومن خارجه. ركزت المؤتمرات الأربعة الأولى على دور الإعلام في خدمة اللغة العربية، وشهدت فعاليات المؤتمر الخامس إصدار إعلان حقوق اللغة العربية على أهلها، وهو وثيقة وقع عليها أكثر من مائتي باحث من المهتمين باللغة العربية من مختلف التخصصات، ونصت على أن رعاية اللغة العربية ضرورة قومية ملحة تحتاج إلى تضافر كل الجهود، لتصبح اللغة العربية لغة التعبير عن أنشطة الحياة العلمية والعملية.
  • تابع المؤتمر السادس وسائل الترويج لوثيقة لسان العرب.
  • طرح المؤتمر السابع الميثاق العربي المشترك لرعاية اللغة العربية.
  • ركز المؤتمران الثامن والتاسع على اللغة العربية في التعاون العربي المتكامل.
  • ناقش المؤتمر العاشر قضية التعاون الدولي لخدمة اللغة العربية.
  • ركزت المؤتمرات التالية على محنة اللغة العربية وعلاقتها بتقليد المغلوب للغالب، توصيات مؤتمرات القمة في النهوض باللغة العربية.
  • قامت الجمعية ومنذ مؤتمرها الحادي عشر 2004، بتكريم أكثر من مائتي ممن عشقوا اللغة العربية من مختلف الدول العربية والأفريقية من كافة التخصصات منهم: د. كمال بشر، وكاتب الأطفال عبد التواب يوسف، ومحمود يس، وسميحة أيوب، د. درية شرف الدين، د.علي عبد الرحمن، ود. طيبه صالح (الكويت)، د. عوض القوزي (السعودية)، د. مصطفى الجطل (فلسطين)، د. الخضر عبد الباقي (نيجيريا)، د. ناديا حسكور (سوريا)، د.عبد الكريم خليفة (الأردن).
  • شهد عام 200 اختيار منظمة اليونسكو لجمعية لسان العرب للاحتفال السنوي باليوم العالمي للغة الأم 21 فبراير سنويًا؛ حيث قامت الجمعية طوال السنوات التالية باختيار بعض المدارس في بعض المحافظات لإجراء مسابقات في تلاوة القرآن، الترجمة من وإلى العربية، كتابة المقال وإلقاء الشعر، وتقديم جوائز للفائزين، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
  • شاركت الجمعية من خلال د. سامي نجيب في لجان تطوير مناهج اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم 2004 م، كما شاركت مع لجنة مؤسسات المجتمع المدني بمجمع اللغة العربية من خلال د. سامي نجيب -فوزي تاج الدين في الإجراءات التنفيذية للقانون 112 لسنة 2008 الذي قضـي بإلزام جميع الوزارات والمصالح باحترام اللغة العربية وضمان سلامتها.
  • لم يقتصر نشاط الجمعية على عقد المؤتمرات بجامعة الدول العربية؛ حيث عقدت ثلاثة ملتقيات مع جامعة أسيوط ناقشت خلالها اللغة العربية في الحياة العلمية والعملية، اللغة العربية في التعليم قبل الجامعي، إعداد وكتابة البحوث والدراسات العلمية وندوة بجامعة المنصورة تحت عنوان دور علي باشا مبارك في الحياة العلمية والتعليمية، وملتقى فكري مع جامعة المنيا حول اللغة العربية في المراحل العمرية الأولى، وملتقى مع جامعة 6 أكتوبر حول: اللغة الأجنبية وحق اللغة الأم.
  • كما شاركت الجمعية في مؤتمرات عربية، مؤتمر مستقبل العربية بجامعة عجمان، والمصطلح العربي بالمغرب، وحماية اللغة بإمارة الشارقة.
  • تكريم د. نعمات أحمد فؤاد -أستاذة الحضارة والتاريخ، وإطلاق لقب أم العرب عليها.
  • تبنت الجمعية فكرة تبعية مجمع اللغة الغربية لرئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية بدلاً من وزارة التعليم العالي.

مجالات النشاط:

انطلق النشاط إلى مجالات ثلاثة كخطوة أولى هي:

  • البحث في خصائص لغة الاتصال وخصائص الضبط.
  • البحث في تكوين ووضع الأسماء والمصطلحات.
  • تبديد الحواجز النفسية والمعرفية بين اللغة واستعمالها.

– ما هي الإنجازات التي حققتها الجمعية حتى الآن؟

  • خصائص اللغة العربية في التعبير العام وتوظيفها في عمليات الاتصال.
  • تيسير عمليات ضبط الكلمات، ومعالجة الأخطاء الشائعة، وقامت بأبحاث مشتركة مع عدد من أساتذة الهندسة والطب وتكثيف العمل مع الجمعية المصرية لتعريب العلوم.
  • تنمية مهارات الحديث والكتابة والإلقاء.
  • إصدار مؤلفات: أساسيات الكتابة في إدارة الأعمال، دليل المصطلحات الفنية والمالية في قطاع البترول واللغة والإدارة، وسلسلة اللغة والحياة، الاتصال المكتوب في إدارة الأعمال (باللغة الإنجليزية) تجسيدًا لجهود النقل من العربية وإليها.

– هل الأجيال الجديدة الشابة لها مكان في هذه الجمعية عبر برامج ونشاطات؟

تتوجه الجمعية إلى الجيل الجديد بتدريبه على اللفظ السليم نطقًا وكتابة من خلال براعم لسان العرب، في النوادي، والمدارس من خلال مسابقات الإلقاء السليم قرآنًا ونثرًا وشعرًا وإيجاد اللفظ العربي السليم مكان اللفظ الدخيل، وقد تأسست جماعات براعم لسان العرب في محافظات القاهرة والإسكندرية وأسيوط عقب احتفال الجمعية باليوم العالمي للغة الأم 21 فبراير سنويًّا.