نزلتُ إلى السوق كيما أمير فميرة أحبابنا فرض عين
فكانت كمعترك لا يلين فهذا بصدق، وهذا بمـين
وذاك يقارب بين الخطا وذلك كالسهم في الخــافقين
وآخر قد أتعبتْه السنون فأصبح يخطر ما بين بين
وكـلهمُ أدرك المبتغـى وعاد ليرتاح مـن بَعد أيـن
ولـكنني دونهم مفلــسٌ فما عدت إلا بخفي حنين
ولما سألت وسال الفؤاد بما أثقل النفس والمعصمين
تناهى نداء إلى مسمعي وأصبح كالجمر في الأصغرين:
لقد نمتَ حتى انبلاج الصباح وكحّل سهدُهم المقلتين
تقلّبهم كان في الساجدين وقد شغلتك أمورٌ مَضَين
أما زلت في السوق تبغي الفلاح أتحـسبه ذهبا أو لجين؟
لقد ربح البيع يا بن التراب إذا بعت ربّك ما باليدين
وقطّعت ليلك كالعاشقِين وذرّفت في جوفه دمعتين