لا زال الساكن الفكري والروحي لدينا، في حاجة إلى رجَّات تحرك موجه وتثير هامده، وتستنهض نائمه، وهذا ما يفعله محمد فتح الله كولن في منفتح كل عدد جديد من “حراء”، ويكاد يكون قلمه مكرّسًا لهذه المهمة العظيمة التي نرجو أنْ ينتبه إليها المعنيّون بشؤون الفكر الديني المعاصر. ففي مقاله “الوقفة النبوية بين يدي الله وحيال الأحداث” واحد من روائعه في هذا الشأن. وعلى الرغم مما كُتب عن هذا الرجل ومما تُرجم من أعماله الفكرية والوجدانية إلى العربية، غير أنه لا زال مجهولاً وغير مفهوم عند الكثير من النخب من المثقفين والمفكرين، فهو جدير أن نقف عنده مليًّا وأن تتدارس أفكاره وتطبيقات هذه الأفكار في الواقع المعيش.
و”عماد الدين رشيد” يكتب عن “البُعد الدرامي في القصص القرآني” في تحليل عميق واستعراض ممتع للعمل القصصي في القرآن الكريم مشيرًا إلى التصوير الفنّي المعجز في هذا القصص، وكيفية اعتماده في تشكيلات القصة الدرامية التي يطالعنا بها القرآن في آيه الكريم.
و”الشاهد البوشيخي” رجل الفكر الوقور وصاحب الإدراك العميق لمرامي القرآن في الإنسان والحياة، فإنه يلتفت اليوم التفاتة جديرة بالاهتمام، إلى الوظيفة النسائية ومركزيتها ومحوريتها في حياتنا ووجودنا البشري.
وعن الهَرَم، هذا الشيء المخيف والذي نحاول جميعنا أن نتحاشاه ونتخطاه، وكثيرًا ما نتجاهله، يكتب عنه “عارف سرسيلماز” متسائلاً: لماذا نهرَم؟ وكيف؟ وهو مقال علمي يبين فيه الكاتب عوامل الهرَم وكيفية التخفيف من وطأته علينا حين نهرم.
وفي القصة القصيرة يكتب “عبد الكريم عكيوي”؛ “العِقد الأحمر”، وهي قصة واقعية وردت في كتب التراث فصاغها الكاتب صياغة أدبية غاية في الإمتاع.
و”عبد الإله بن مصباح” يتحدث في مقاله عن القرآن الكريم وآليته في استنهاض العقل وتحريكه، ليقوم بعملياته الإدراكية لما يحيطه من مظاهر. فللقرآن منهاج في العلوم سبق بها مناهج العلم الحديث وطرائق الاستدلال والتوثيق.
وفي الجزء الثاني من مقاله عن “مفارقة الإنسان والتقدم”، يكتب “عماد الدين خليل”، حيث يلتقي الوحي والوجود في فكر النورسي، وتداعيات ذلك على مجمل كتاباته في رسائله.
والكاتب المبدع “خالد الصمدي” يكتب عن مجلات الأطفال وعن دورها الرسالي في صياغة عقل الطفل ووجدانه، وعن انتقال هذه المجلات من ورقية إلى رقمية في كثير من بلدان العالم المتحضر، فقد غدت الأرقام مفاتيح يمكن إدارتها في أقفال المعرفة لتكون جاهزة للعطاء في كل وقت.