أرقام في جسم الإنسان (الجهاز العظمي)

للأرقام دور في كشف ما غمض من الأمور وإن بدت مخفية أو غير محسوسة، ولولا الأرقام لما عرفنا معنى الحياة، فللأرقام تأثير كبير على مسيرة الحضارة الإنسانية، وذلك عن طريق العلم واستخدام العقل للوصول إلى النتائج وليس رجمًا بالغيب.

وبفضل العلم وتقدم المعرفة ووسائل البحث الحديثة تم إزاحة الستار عن بعض الأسرار العجيبة في جسم الإنسان، لكنها تقف في العمق كدليل كافٍ على وجود إعجاز رباني خارق ومبهر وجليل. لقد كشف العلم الحديث ما يبهر العقول ويدهش النفوس مما خفي أمره ولم يستطع الإنسان أن يعرفه إلا بعد اكتشاف الآلات المكبرة والمجاهر. ومن هذه الأسرار:

الجهاز العظمي

إن عدد عظامنا أقل من عدد عضلاتنا، حيث تبلغ 260 عظمة تنقسم كالتالي: 22 على مستوى الرأس، 56 في القدمين، أصغر هذه العظام حجمها 205 ملم، وهي عظمة الأذن، ويعتبر عظم الفخذ الأطول بحجمه البالغ 50 سم. ولا يقل عدد عضلات الجسم عن 570 عضلة، وهي تحتوي على 75 في المائة من الماء، ويوزع هذا العدد كما يلي: 170 عضلة في الرأس والرقبة، 200 عضلة في الجذع، و100 عضلة في الأطراف العليا، و100 عضلة أخرى في الأطراف السفلى.

ولن نتعجب إذا علمنا بأن قدمينا التي تسير يوميًّا في المتوسط ما يعادل 19 ألف خطوة أي حوالي 5 إلى 6 كلم تحتوي على قرابة ربع عدد عظام الجسم، وبتحديد أدق على 56 عظمًا مشدودًا إلى أربعين عضلة و200 ربطة عظم، والقدم عند إرسال الخطوة تحتك بالأرض في 0.6 من الثانية (0.25 من الثانية أثناء الركض) وبالنسبة لشخص يزن 70 كلجم فإن قوة الضغط التي تتحملها القدم لمسافة 6 كلم في ساعة ونصف تعادل 120 طنًّا. وللركض نفس المسافة لذات الشخص فإن قوة الضغط تصل إلى 220 طنًّا، وإذا جمعنا المدة الزمنية لكل خطوة فإن الفترة التي نقضيها في حياتنا سيرًا تصل إلى 16 سنة كاملة، حيث يمشي الرجل العادي في اليوم الواحد 20 ألف خطوة أي في خلال 80 سنة يكون قد طاف العالم 6 مرات.

تعد عظمة “الفخذ” أطول وأقوى عظمة في جسم الإنسان، إذ تشكل 27% من طول الإنسان ويبلغ طولها نحو 50 سنتيمترًا في شخص طوله 180 سنتيمترًا، وتتحمل ضغطًا قدره 2 طن، على 2.5سم2 من سطحها قبل أن تكسر، فيما تعد عظمة “الركاب” الواقعة في تجويف الأذن الوسطى أخف وأصغر عظمة على الإطلاق، ولا عجب فوزنها 0.04 جرام. وطولها 3 مم فقط!

يحمل وجه الإنسان عشرات الآلاف من التعابير التي يصل عددها إلى 70 ألف تعبير بعد أن كنا نعتقد أننا لا نملك سوى بضعة تعابير قليلة نعبر بها عن الحزن والفرح وغيرها من المشاعر التي تنتابنا بين الحين والآخر، تتحرك عند الضحك 17 عضله من عضلات وجه الإنسان، كما أن الغضب يحرك 43 عضلة من عضلات وجهك التي سرعان ما تنتابها التجاعيد.

كذلك إذا عاش الإنسان 60 عامًا مثلاً فإنه يقضي ثلثه في العمل، وثلثه الثاني في اللهو والاستجمام، والثلث الباقي في النوم، لهذا فنحن ننام في المتوسط 202300 ساعة طوال عمرنا، أي حوالي أزيد قليلاً من 23 سنة، وما تتضمنه هذه المدة من أحلام وكوابيس عددها يقدر بحوالي 128 ألفًا.

ويطول بنا المقام لو تتبعنا عمل الأجهزة المختلفة في جسم الإنسان وما فيها من خوارق ومعجزات ففيها المجلدات الضخمة، إنما نضرب الأمثلة تنبيهًا إلى بعض المعجزات التي تحتويها أجسامنا… ولو أطلقنا لأنفسنا العنان في هذا المجال لن ننتهي منه أبدًا، ولكن هذه ما هي إلا قطرة من هذا البحر الزاخر جسم الإنسان الذي ينطق بالإعجاز الرباني والإبداع الإلهي، وصدق الله العظيم القائل: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ)(الذريات: 21).