للأرقام دور في كشف ما غمض من الأمور وإن بدت مخفية أو غير محسوسة، ولولا الأرقام لما عرفنا معنى الحياة، فللأرقام تأثير كبير على مسيرة الحضارة الإنسانية، وذلك عن طريق العلم واستخدام العقل للوصول إلى النتائج وليس رجمًا بالغيب.
وبفضل العلم وتقدم المعرفة ووسائل البحث الحديثة تم إزاحة الستار عن بعض الأسرار العجيبة في جسم الإنسان، لكنها تقف في العمق كدليل كافٍ على وجود إعجاز رباني خارق ومبهر وجليل. لقد كشف العلم الحديث ما يبهر العقول ويدهش النفوس مما خفي أمره ولم يستطع الإنسان أن يعرفه إلا بعد اكتشاف الآلات المكبرة والمجاهر. ومن هذه الأسرار:
عين الإنسان
وهي كرة صغيرة وزنها لا يتعدى 8 جرامات وقطرها 25 مليمترًا، وملَّكها الكريم سبحانه الغني والفقير. تلتقط العينَ ككاميرا حوالَيْ 20 صورة في الثانية الواحدة. وفي الدقيقة الواحدة 1200 صورة أما في الساعة فتلتقط العين حوالي 72000 صورة، وفي اليوم الواحد (16 ساعة مع اعتبار فترة نوم الإنسان 8 ساعات) تلتقط العين 1152000صورة.. تتكون الشبكية من عشر طبقات، تحتوي الطبقة الثانية على حوالي 140 مليون مستقبل للضوء وهي ما تسمي بالمخاريط والعصي.
يبلغ عدد المخاريط في كل عين حوالي 4-6 ملايين وعدد العصيات حوالي 130 مليون، مهمة الأولى للضوء المركز والألوان، والثانية للضوء الضعيف والعادي، هذه المخاريط والعصي تمثل شبكية الاستقبال في العين.. قوتها فائقة معجزة تقدر بـ 575 ميجا بيكسل أي أكثر من خمسين ضعفًا من أحدث عدسات الكاميرات الرقمية في العالم.. يخرج منها نصف مليون ليف عصبي ينقل الصورة بشكل ملون، وسُمك الشبكية بطبقاتها العشر 0.4 ملليمتر.