الحضارة صناعة ثقيلة وثمينة، وخسرانها خسران مبين. ولقد استطاعت هذه الأمة أن تبني حضارتها يومًا فكانت من أعظم الحضارات، ثم خبا نجمها ولم تبق سوى آثارها. فكيف كانت تلك الحضارة؟ وما أهم مميزاتها وإنجازاتها؟ وكيف أفلت شمسها، ولماذا؟ وكيف يمكن أن نستشرف المستقبل في ضوئها؟ المقال الرئيس لهذا العدد “البارحة واليوم” للأستاذ فتح الله كولن يناقش هذه التساؤلات بعمق وصدق.
أما الدكتور يحيى وزيري فيحلق بنا إلى مكة المكرمة مهوى الأفئدة والأرواح. لا شك أن المدينة المقدسة تحتل الوسط والسويداء من القلوب، لكن الدكتور يفاجئنا بأطروحة أخرى هي أن أمّ القرى تقع في موضع يتوسط يابسة الأرض لتكون الكعبةُ المعظمة “قبلةَ الدنيا” كلها. فمن أراد مزيدا من التفصيل فنحيله إلى مقال “أمّ القرى، وسطية المكان وخصوصية العمران”.
أما الدكتور محمد السقا عيد -وهو الدكتور الأخصائي في طب العيون- فيخرج بنا في رحلة مثيرة إلى عالم الزواحف، ليطلعنا على عجائب صنع الخالق في عيون هذه الكائنات من دقة في الخلق، وإبداع في التكوين، وتكيّف مع البيئة محير. المزيد من التفاصيل في مقال “عيون الزواحف.. الهندسة الحكيمة”.
في مقال “النوستاليجا” يكشف لنا الدكتور خالد صلاح حنفي محمود عن خبايا مفهوم الحنين إلى الماضي، ما هو؟ وكيف تفاعل معه الإنسان في تجربته على هذا الكوكب من الناحية الأدبية والفنية والإنسانية؟ ثم هل الاستغراق في الماضي مؤشر سلبي أم إيجابي؟ إن المقال سيفاجئكم بمعطيات لافتة في هذه النقطة بالتحديد.
هل العلم والأدب يتناقضان؟ تساؤل يطرحه الدكتور ناصر أحمد سنه ببراعة ويناقشه بعمق. حسبك أن تخصص بعض الوقت لمقال “جناحا العروج: العلم والأدب”، لتنال متعة معرفية فريدة. أما إذا كنت ممن يعاني من إقامة توازن بين الواقعية والمثالية في حياتك الزوجية، فإليك بمقال “السعادة الزوجية بين الواقع والمثال” للدكتور علي مدني رضوان الخطيب، فعلى الأغلب ستحصل على مفاتيح تساعدك على إقامة ذلك التوازن.
لا أشك في أنك ستندهش عندما تعلم أن العالم الأندلسي الكبير أبو القاسم الزهراوي هو أول من وضع أساس الهندسة الوراثية. كيف كان ذلك؟ وإلى أي مدى وصلت تجارب الهندسة الوراثية اليوم، وبالأخص في عالم الفواكه؟ ثم كيف يبدو المستقبل في ظل التطورات الجبارة التي تحدث في هذا المجال؟ تجدون الإجابة على هذه التساؤلات في مقال “ثمرات الهندسة الوراثية” للباحث محمد زغلول عامر.
وتأكيدًا على البعد الإنساني في الإسلام يأتي مقال “التصوف وبناء التسامح” انطلاقًا من التجربة المغربية للكاتب سعيد بوعطية، نموذجًا فريدًا في الموضوع. فكيف كانت التجربة الصوفية تجليًا من تجليات التسامح الإسلامي؟ هذا ما ستجدونه في المقال.
صدقًا إن كتابة افتتاحية للتعريف بهذا العدد الدسم ليس بالأمر السهل. فكيف لا نذكر قصيدة الشاعر الفذ العربي السيد عمران “لو رُفِع الحجاب”، أو “الدلافين مصدر إبداع وابتكار” للكاتب المبدع نور الدين صواش، أو الدكتور خالد فهمي في “تحصيل الرَّوح والريحان”؟ لكن هذا غَيْض من فيض لما يحتويه العدد من مقالات تُمتع العقل وتبهج القلب، وبالله التوفيق.