فخر انتمائي

سُئِلْتُ عَنِ الدِّيَارِ وأَيْنَ هُنَّ  عَلَى وَجْهِ الخَرِيطَةِ أَيْنَ كُنَّ
سُئِلْتُ وَأيُّ حَدِّ أَرْض جَدِّي وَعَنْ جِنْسِيَّتِي، أيْنَ اسْتَطَنَّا
فَقُلْتُ إجَابَتِي: هاكُمْ بَيَانِي لَكُمْ مَا قَالتِ الأنْبَاءُ عَنَّا
تُحَدِّثُكُمْ وَسَطرُ اللَّوْحِ يَجْرِي يُضِيفُ بِحِبْرِهِ لِلكَوْنِ لَوْنَا
يُدَوِّنُ حَرْفُهُ سِرَّ انتِمَائِي يُتَرْجِمُ للأعَاجِمِ كُلَّ مَعْنَى
يُجَسِّدُ وَصْلَ حَاضِرِنَا بِمَاضٍ بِفَخْرٍ صَانَهُ التَّارِيخُ صَوْنَا
بِلادِي كُلُّ شِبْرٍ فِيهِ رَنَّ صَدَى القُرآنِ بِالفُصْحَى تَغَنَّى
بِذَاكَ الشِّبْرِ دَارِي حَيْثُ أخْطُو وَذَرَّاتُ التُّرَابِ تَلِينُ عَوْنَـا
بِكُلِّ مِسَاحَةِ تَعُلُو ثَرَاهَا مَآذِنُ مَسْجِدٍ للأمْنِ سُكْنَى
وَفَرْضُ اللهِ فِي الأصْقَاعِ يُجْرِى صَدَاهُ بِمَوْجَةِ التَّكْبِيرِ لَحْنَـا
كَذَا التَّسْبِيحُ بالذِّكْرٍ المُصَلَّى يُؤَصِّلُ أُلْفَةَ الأرْوَاحِ عَوْنَا
وَرَغْمَ البُعْدِ يَبْقَى السِّرُّ أنَّـا بِإيمَانٍ على القُرْبِ اشْتَغَلْنَـا
نُعانِدُ كَلَّ بَأسٍ قَدْ تَحدَّى بِقَامَاتٍ تُقَرِّرُ مَا اعتَقَدْنَا
وَنَمْضِي فِي كَيَانِ الكَونِ نُمْلِي يَقِينَ الارْتِقَاءِ كَمَا ظَنَنَّا
فَقُلْ باللهِ يَا أرْضُ اجْمَعِينَا وَضُمِّي الفَتْقَ إنَّ الجُرْحَ أنَّ
وَخِيطِي الحَدَّ جَنْبَ الحَدِّ تَحْنُو عُرُوقُ الرَّتْقِ والأشْتَاتُ تَفْنَى
فَإنَّـا لَمْ نَزَلْ للمَجْدِ صَدْرًا وَتَذْكُرُنَا الأمَاكِنُ حَيْثُ كُنَّا
وَإنَّـا فِي قُرَى التَّوْحِيدِ جُنْدٌ نُقِيمُ اللَّيْلَ والفَجْرَ اسْتَبَقْنَا
وَرَايَةُ حِصْنِنَا تَرْسُو بِأصْلٍ تُصَافِحُ كُلَّ رَمْزٍ قَدْ تَدَنَّى
وَلِلحَرَمَيْنِ تَحْلِيقُ ابْتِدَاءٍ لِكَوْنٍ جَسَّدَ التَّوْحِيدَ أمْنًـا
فَتِلَكَ خَرِيطَةُ الإسْلامِ حَاطَتْ بِمَرْكَزِ هَالَةِ الإشْعَاعِ كَوْنًا
مِنَ الإحْرَامِ يَجْذِبُنَا نَفِيْرٌ لِقُبَّةِ مَجِسْدِ الأقْصَى ارْتَحَلْنَا
وَكِبِّرْ يَا أذَانُ عَلَى كُفُوفٍ بَرَتْ أَنْصَالَ تَمْزِيقٍ تَجَنَّى
فَهَذَا عَالَمِي أُنْسٌ وَيَزْهُو وَمِزْمَارُ القُرَانِ يصِيتُ فَنَّـا
وَتِلْكَ هَوِيَّتِي إنْ تَسْألُونِي وَهَذَا مَوْطِنِي وبِهِ أُكَنَّى