الكواكب والنجوم في القرآن الكريم

عندما نقلب النظر في السماء ليلاً نرى نقطًا كثيرة من الضوء: بعضها يتلألأ بشدة، وبعضها يرسل ضوءًا خفيفًا كضوء القمر. أما هذه التي تتلألأ فهي ما نسميه بالنجوم، وأما الأخرى فهي الكواكب والنجوم تبدو ثابتة لا تغير أمكنتها في السماء، أو هي تنتقل ولكن في دوائر محدودة جدًّا. أما الكواكب (والأرض إحداها) فكل يوم هي في شأن: تغير موضعها في صفحة السماء من يوم إلى يوم، متبعة مسارات معينة حول الشمس، ولذلك فهي تسمى أحيانًا بالسيارات.

وهناك فرق آخر بين الكواكب والنجوم: فالكواكب أجسام سماوية باردة معتمة فالأرض لا يصدر عنها ضوء أصلي كالذي ينبعث من النجوم، بل هي تضيء بما ينعكس عليها فقط من ضوء الشمس، تمامًا كما يضيء القمر من أشعة الشمس المنعكسة على وجهه. أما النجوم فإن ضوءها أصلي كضوء الشمس، وما هي في الحقيقة إلا شموس، ولكنها بعيدة جدًّا عنا. هذا وقد ورد ذكر الكواكب في القرآن الكريم: خمس مرات وعدد السور التي ذكرت فيها: خمس سور هي:

1 ـ سورة (الأنعام) قوله تعالى.. (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ) (76).

2ـ سورة (يوسف) قوله تعالى.. (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (4).

3ـ سورة (النور) قوله تعالى..(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (35).
4 ـ سورة (الصافات) قوله تعالى..(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) (6).
5 ـ سورة (الانفطار) قوله تعالى..(وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ) (2).

أما النجوم فقد ذكرت في القرآن الكريم: ثلاث عشرة مرة وعدد السور التي ذكرت فيها: اثنا عشرة سورة هي:

1ـ سورة (الأنعام) قوله تعالى.. (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97).

2ـ سورة (الأعراف) قوله تعالى.. (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (54).
3 ـ سورة (النحل) قوله تعالى.. (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (12).
4ـ  سورة (النحل) قوله تعالى.. (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16).
5ـ سورة (الحج) قوله تعالى.. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (18).
6ـ سورة (الصافات) قوله تعالى.. (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ) (88).
7 ـ سورة (الطور) قوله تعالى.. (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ) (49).

8ـ سورة (النجم) قوله تعالى.. (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) (1).

9ـ سورة (الرحمن) قوله تعالى.. (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) (6).

10ـ سورة (الواقعة) قوله تعالى.. (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (75).

11 ـ سورة (المرسلات) قوله تعالى.. (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) (8).

12ـ سورة (التكوير) قوله تعالى.. (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) (2).

والكواكب أجسام أصغر جدًّا من النجوم، إلا أننا نراها بوضوح، وذلك لقربها النسبي منا حتى إنه لا يمكن حساب المسافات التي تفصلها عنا في الفضاء بملايين الكيلومترات. وتدور معظم النظريات التي تفسر أصل الكواكب حول الاعتقاد بأنها قطع انفصلت من جسم الشمس في زمان سحيق بفعل قوة الجاذبية الشديدة لنجم عملاق مر قريبًا منها. وأن هذه القطع، وهي الكواكب، لا زالت تدور حول أمها الشمس حتى الآن في أفلاك شبه دائرية ذات مركز واحد هو الشمس.

وإذا صحت هذه النظريات- وهناك بعض الاعتراضات القوية عليها- فيظهر أنه من غير المحتمل أن تكون مثل تلك الحادثة الكونية الشاذة التي أدت إلى انفصال الكواكب عن شمسنا، قد تكرر حدوثها في مكان آخر من الكون. وحيث من المستبعد أن تكون هناك حياة على أي كوكب من كواكب المجموعة الشمسية غير الأرض، فإنه من المحتمل أن يكون الإنسان شيئًا فريدًا في نوعه بين أرجاء هذا الكون.

النجوم هي الإجرام أو الوحدات الأساسية التي يتكون منها الكون المترامي الأطراف، والذي لم يتوصل الإنسان إلى معرفة غايته وأبعاده حتى الآن.

والعناصر التي تتكون منها النجوم التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة 6 آلاف نجم.. أما الباقى فيصعب حصره ولا حتى باستخدام التلسكوبات المكبرة.

والنجوم أنواع عديدة. تختلف من حيث الحجم واللون ودرجة الحرارة، وتوجد نجوم لونها أزرق وأخرى لونها أحمر وأخرى صفراء وأخرى بيضاء.

وهي عبارة عن كرات من الغاز الملتهب. ودرجة الحرارة، وإضاءتها ذاتية. أحيانًا تظهر النجوم في السماء بصورة مهتزة وغير واضحة المعالم، وسبب ذلك هو أن ضوءها قد قطع مئات وآلاف السنين الضوئية حتى وصل إلى سطح الأرض.

السنة الضوئية: هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام كامل، وسرعة الضوء تساوي 300 ألف كيلو متر في الثانية. والسنة عبارة عن 31.557.600 ثانية، وبذلك تكون السنة الضوئية هي حاصل ضرب سرعة الضوء في السنة بالثواني. (31.557.600×300). والناتج حوالي 10 مليون متر، وأقرب نجم إلى سطح الأرض يبعد عنها مسافة 4.5 سنة ضوئية.

كيفية التعرف على النجوم: لسهولة التعرف على النجوم التي تظهر في السماء، قسم قدماء الإغريق والرومان والعرب والصينيين النجوم إلى مجموعات، وأعطوا لكل مجموعة اسمًا، فمثلاً هناك مجموعة “ذات الكراسي” ومجموعة “الدب الأكبر” ومجموعة “الدب الأصغر” ومجموعة “الأسد” وهكذا.

وقد اتفق العلماء على إطلاق أسماء الحيوانات مع مجموعات النجوم، وليس هناك أي سبب لذلك وغير معروف وبالتحديد ما هي الأمة التي سبقت غيرها في عمل تقسيم النجوم أو إطلاق مسمياتها.

الاهتداء بالنجوم

يهتدي علماء الفلك بالنجوم في تحديد الاتجاهات والتوقيتات وتسمى النجوم التي يتم الاسترشاد بها لمعرفة الاتجاه بالنجوم الهادئة، كما تسمى النجوم التي يتم الاسترشاد بها لمعرفة الوقت بالنجوم الميقاتية.

ما هي النجوم الهادية: هناك أشكال يكونها وضع النجوم في السماء وتطلق على هذه الأشكال أسماء جميلة، ويرجع تسميتها إلى العصور القديمة حيث كانت تسمى بأسماء أبطال الأساطير أو بأسماء الوحوش أو الطيور.

أهم مجموعات النجوم الهادية هي مجموعة “الدب الأكبر”، مجموعة “الدب الأصغر”، ومجموعة “ذات الكراسي” وهناك مجموعات أخرى كثيرة أيضًا مثل مجموعة الجبار والعقاب، ومجموعة الكلب الكبير والصغير.

مجموعة الدب الأكبر: تظهر بشكل واضح في أول الليل في فصل الربيع، وتكون شكلاً يشبه “المحراث” أو “المغرفة” وكان العرب يطلقون عليها اسم مجموعة “نبات نعش الكبرى” أو “عربة اليد” والجزء الأساسي منها يتكون من 7 نجوم لامعة هي على الترتيب من حيث لمعانها: نجم “الدبة” ويبعد عن الأرض مسافة 142 سنة ضوئية، نجم “مراق” ويبعد عن الأرض مسافة 76 سنة ضوئية، ثم نجم “يفخذ” أو “فخذ الدب” ويبعد عن الأرض مسافة 80 سنة ضوئية، يليه نجم “مغرز” أو “مغرز الدب” ويبعد عن الأرض مسافة 78 سنة ضوئية، ثم نجم “المنزر” ونجم “السها” وأخيرًا نجم “قائد نبات نعش” الذي يبعد عن الأرض مسافة 163 سنة ضوئية.

ويحيط بهذه النجوم الأساسية السبع عددًا من النجوم الأخرى يكونون جميعًا المجموعة النجمية الكلية التي تمثل مجموعة “الدب الأكبر”.

مجموعة الدب الأصغر: تقع بالقرب من مجموعة الدب الأكبر وتشبهها تمامًا من حيث الشكل، وألمع نجومها على الإطلاق هو نجم “القطب الشمالي” وهو مركز جميع الدوائر التي ترسمها نجوم نصف الكرة الشمالي أثناء دورانها الظاهري حول الأرض.

مجموعة ذات الكراسي: وهي مجموعة تظهر على شكل حرف (y) وتتكون من خمس نجوم لامعة، وتواجه مجموعة الدب الأكبر من الجانب الآخر للنجم القطبي.

وهناك أيضًا مجموعات أخرى يهتدى بها علماء الفلك ودارسيه في تحديد الاتجاهات الشمال والجنوب والشرق والغرب والزوايا بينهم.

النجوم الميقاتية: هناك نجوم كثيرة تهدي الإنسان معرفة خط الطول وخط العرض للمكان المراد تحديد موقعه، ونفس هذه النجوم ترشد الإنسان في تحديد الزمن بدقة شديدة جدًّا، ويوجد في السماء “دائرة الزوال” وهي دائرة عظمى تقسم سماء المشاهدة إلى نصفين متساويين، النصف الأول يكون في اتجاه الشرق، والثاني في اتجاه الغرب، وكل الأجسام السماوية في حركتها اليومية لا بد أن تعبر دائرة الزوال، وعند عبورها يكون ارتفاعها أكبر ما يمكن، وتكون الزاوية الساعية لها تساوى “صفر” وعند عبور الشمس لدائرة الزوال يكون هذا الوقت هو وقت الظهيرة “أو منتصف النهار” أما المجموعات الاستوائية “مثل مجموعة الجبار” فإنها تعبر دائرة الزوال بعد 6 ساعات من شروقها، وتصل إلى نقطة الغرب بعد عبور دائرة الزوال بـ6 ساعات أيضًا.

الثريا

الثريا: هي عنقود نجمي، يتكون من مجموعة نجوم صغيرة تضم بعضها إلى بعض على هيئة مثلث تشبه عنقود العنب، قيل إن عددها ثلاثة عشر نجمة، وبعضهم يقول تسع نجمات.

والثريا من أشهر نجوم الأنوان “المناخ” عند العرب قديمًا وحديثًا. يسميها العرب الأوائل باسم “الثريا”، أو “النجم”. أما العرب الأواخر فيسمونها “الثريا” فقط.

وفي عصرنا الحالي يطلقون على مجموعة المصابيح اسم “الثريا” نسبة إلى نجوم الثريا. تطلع في فجر ليلة 7 يونيو ويهتم الناس برؤيتها عند قيامهم لصلاة الفجر، حيث يمكن مشاهدتها عند طلوعها في جهة الجنوب الشرقي، أقرب إلى الشرق منها إلى الجنوب، ويسمي الناس هذه الجهة بـ “مطلع النجوم”. ويستدل سكان الصحراء على قرب طلوع الثريا بظهور زوابع ورياح شديدة تسبق طلوعها، ويطلق عليها في جزيرة العرب اسم “زوبعة طلوع الثريا”وبعضهم يسميها “بوارح الثريا” وهي رياح السرايات الشهيرة لمنطقة الخليج العربى.

وتشاهد الثريا عند بداية طلوعها في فجر 7 يونيو لمدة دقائق معدودة، ثم تضيع بنور الشمس فلا يمكن رؤيتها، ثم تستمر بالتقدم ليلاً، ففي كل ليلة تتقدم قليلاً، حتى تأتي ليلة 19 يونيو فيكون هذا التاريخ هو آخر طلوع لها، حيث تستقر بالسماء ويمكن مشاهدتها لمدة طويلة بكل وضوح. ويلاحظ أنها استغرقت بين أول طلوع وآخر طلوع ثلاثة عشر يومًا.

ومن بداية طلوع الثريا في 7 يونيو يحسب سكان الصحراء أربعينية الصيف ومدتها أربعون يومًا ويسمونها “مربعانية الصيف”.

 النجـم القطبـي

الجهات الأربع الأصلية: وهي الشمال والجنوب والشرق والغرب. وذلك بأن يواجه الإنسان جهة شروق الشمس فيكون الشرق أمامه والغرب خلفه والجنوب عن يمينه والشمال عن يساره. وسميت هذه الجهات أصلية لأن هناك جهات أخرى متفرعة منها: وهي “الشمال الشرقي” بين الشمال والشرق و “الشمال الغربي” بين الشمال والغرب و “الجنوب الشرقي” بين الجنوب والشرق و “الجنوب الغربي” بين الجنوب والغرب.

وتعيين هذه الجهات الأربع الأصلية بهذه الطريقة سهل جدًّا ما دامت الشمس طالعة.

وفي الليل حين لا توجد الشمس يمكن تعيين الجهات الأربع الأصلية بنجم ثابت في السماء لا يتغير مكانه، ويسمى “نجم القطب”. هذا النجم يوجد دائمًا في الجهة الشمالية أمام القطب الشمالي للأرض، فإذا عرفناه واتجهنا إليه كان الشمال أمامنا والجنوب خلفنا والشرق عن يميننا والغرب عن يسارنا.

ومعرفة هذا النجم سهلة جدًّا إذ يوجد على مقربة منه سبعة نجوم على شكل مخصوص لا يتغير كأنها مسمرة في لوح من الخشب وهي تدور حول نجم القطب كتلة واحدة بحيث إن اثنين منها يكون على الدوام مع خط مستقيم واحد مع نجم القطب.

السدم

السدم جمع سديم: وهي كلمة معناها سحابة أو غمام، وقد أطلقها الفلكيون الأوائل على بقع متسعة من الضوء الغامض في السماء. ومنذ أن استعمل هذا الاصطلاح في الفلك تطورت المناظير المقربة، وأصبحت أجهزة قوية أظهرت أن السدم ما هي إلا تجمعات جبارة من النجوم على مسافات بعيدة جدًّا. وقد دلت الاختبارات التي أجريت على الضوء المنبعث من هذه السدم على أن بعضها “سحب” شاسعة من الغازات المشتعلة. 

والسدم ثلاثة أنواع:

السدم الحلزونية: ويبدو أن الفضاء الكوني مرصع في جميع نواحيه بهذا النوع من السدم الضخمة التي تسمى أحيانًا بالجزر الكونية. ويعد “طريق التبانة”- وهو ذلك النطاق العظيم من النجوم والسدم التي تحيط بمجموعتنا الشمسية إحدى هذه الجزر الكونية أو السدم الحلزونية. وتبعد السدم الحلزونية عن بعضها بمسافات شاسعة حتى إن الضوء الذي ينبعث من بعضها يقطع المسافة التي تفصلها عنا في ملايين السنين.

السدم الكوكبية: وهذه تتكون من كرات ماردة من الغاز تتركز الواحدة منها حول نجم مع درجة شديدة جدًا من الحرارة. ويظن أن السبب في رؤية هذه السدم هو الضوء الذي ينبعث من هذه النجوم المركزية. وإذا قيست بالسدم الحلزونية فإن السدم الكوكبية تعد ضئيلة الحجم جدًّا، إلا أن بعضها، مع ذلك، يمكن أن يستوعب الفراغ الذي تشغله مجموعتنا الشمسية كلها آلاف المرات، وتحتوي “سكة التبانة” على عدد عظيم من السدم الكوكبية يعرف منها الآن حوالي مائة وسبعين سديمًا.

السدم المنتشرة: وهذا النوع هو أحد مكونات مجموعتنا النجمية أو “طريق التبانة” وتأخذ هذه السدم أشكالاً مختلفة، وتتكون من مناطق عظيمة من الغاز أو رماد الشهب، وهي تضيء من إشعاعات النجوم التي تتخللها. و “السديم الأعظم” في منطقة “الجبار” من طريق التبانة يعد أحسن الأمثلة للسدم المنتشرة. ومنظره خلال التلسكوب يبدو بالغ الروعة والجمال.