الشاعر: أبو زيد الفازازي (627هـ/ 1230م)

عبدالرحمن بن يخلفتن بن أحمد، أبو زيد الفازازي القرطبي، نزيل تلمسان، شاعر له اشتغال بعلم الكلام والفقه، كان شديدًا على المبتدعة، استكتبه بعض أمراء عصره، ولد بقرطبة، ومات بمراكش. له (العشرات- خ) في المدائح النبوية، و(الوسائل المتقبلة- خ) في شستربتي (4825/13).

القصيدة:

أَعْدِدْ لضيفِك أُهبةَ الإِكرامِ  وتحيةً موصولة بسلام
وتلقَّ أيامًا له ولياليًا   بصيام راعي ذمّة وقيام
واعكُف على الأذكار في آنائه  ما بين مبتدإِ له وختام
رمضان شهر الصَّوم فاغنم قربَهُ   تغنم أجلَّ دعائم الإِسلام
إكليلُ مفرق دهره بل تاجُهُ  والدَّرةُ الوسطى لسلك العام
ومُقامُ بذلِ رغائبٍ ومواهبٍ  لو أنه يحتلُّ دار مقام
فاشْدُد له عقد الوفاءِ فإنما   أيامُهُ غُرَرٌ من الأيام
لو أن مَقْدِمَه يباع ويشترى   بُذلت له الأرواح في الأسوام
إن الرّجال على الحقيقة زمرةٌ   قطعته نائمة على الأقدام
علمت وشيك زواله فسمت لهُ   منقادةً منه بخير زمام
والجسمُ لا يأوي للذة راحةٍ   والجفنُ ليس يذوق طيب منام
طوبى لمن وافاه واجب حقه   من حرمةٍ فُرضت له وذمام
طوبى لمن غضَّ الجفون بشهره عن لحظ مكروه له وحرام
طوبى لمن خطم اللسان عن الخنا واللّغو والتّقوى أكفَّ خطام
يا صائمين وقائمين بشارة بسلامة فيه ودار سلام
في شهركم هذا مواسم رحمةٍ كُتبت لصائمه على الإِلزام
شتَّان بين القائمين بليله للخوف أو للشوق والنّوام
صبروا قليلاً فاستعاضوا راحةً  في دار خلد ناعم ودوام
عجبًا لمن وجد الشّفاء لذنبه وأقام مرتبكًا مع الآثام
طبعُ بهيمي وأكثر من ترى  يعتدده العقلاء في الأنعام
من لم يعظهُ الموتُ وهو معاين لم ينتفع أبدًا بنقل كلام
وإذا انقضى شهرُ الصّيام ولم تَتُب فمن البعيد متاب باقي العام
وإذا تعدّيت الطبيب لغيره  فات الطبيبُ وفزت بالآلام
خذها نصيحة قائل بحقيقةٍ   لو وافقت عونًا من الإفهام